التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 01:37 م , بتوقيت القاهرة

الكدب له أصول

بما إننا لسه في شهر الكدب قلت نكتب عن الكدب شوية، و لو إني شايفة إننا نخلي يوم كدبة إبريل ده، يوم نحاول نكون صادقين و منكدبش ولا كدبة صغيرة.. ولا صعب علينا؟ أكيد المقال ده مش عشان نحدد فيه أصول الكدب، و لكن أصبح الكداب يتخيل إنه أذكى من الجميع، بالرغم إنه مكشوف جداً، ولكن لازم يَعي مقولة "مش معني إني عامل نفسي مصدقك، إنك كداب شاطر".

لغة الجسد ساعدت كتير في اكتشاف ماهية لغة جسد الكداب، بس للأسف لغة الجسد تندرج تحت علم الفراسة، ونتيجته ممكن متوصلش لنسبة 100?، بس على الأقل نسبة اكتشافه بتكون فوق الـ 60? . 

أشهر حركة مشهورة للكداب في لغة الجسد هي حك الأنف، و بيسموها في علم لغة الجسد Pinocchio Effect أو تأثير بينوكيو، وهو شخصية كرتونية اشتهرت بالكدب، وكان كل ما يكدب انفه تتضخم، و بتحصل الحكة دي بسبب إفراز مادة أو هرمون في الجسم، وبيطلع لضعف شعيرات بالجسم موجودة بالأنف ويليها الأذن، و لكن الأنف أكتر، و الحركة دي أشهر حركة في لغة الجسد في الكدب، وعملها "بيل كلينتون"، في محاكمته المشهورة ضد مونيكا 26 مرة، وكانت ملحوظة لأنه كان تحت ضغطاً شديدًا.

بس مش أي حد بيتكلم و يحك أنفه بيكون كداب طبعًا، ممكن يكون عنده حساسية عادي، طيب نعرف منين؟ لازم نشوف مجموعة من الحركات مع بعضها عشان نحدد.

تاني حاجة عندنا هي العين، اللي هي مرآة الروح، والكداب صعب لما يتكلم ينظر في عين اللي بيتكلم معاه بطريقة مباشرة، و بالتالي بيكون فيه زوغان في العين وعدم ثبات، إلا في حالة واحدة، إن الكداب هتلاقيه بيبص في عين اللي بيتكلم معاه بعد ما يخلص كلام مباشرة ليتأكد انه صدق الكدب. 

الإيد عندها أمانة عن اللسان، هتلاقي الأيد بتتحرك قدام الفم، وكأنها بتحاول تداري المكان اللي طالع منه الكدب. والحركة دي أصلها من أيام الطفولة لما الطفل يعمل حاجة غلط، أو يكدب بيحط إيديه الاثنين على بقه، وطبعا الكداب بيتجنب يقول كلمة (أنا) في وسط كدبه.   

فيه أنواع من الكدابين، أخطرهم الكداب المحترف، و النوع ده بيكون مستحيل اكتشافه عن طريق لغة الجسد مثلاً، بس الأمل الوحيد في اكتشافه هو مواقفه و أسلوب كلامه، أو طريقة المناورة المسبوكة. 

الكداب المحترف، بيكون نصاب في مشاعره و أسلوبه واحترافه المسبوك بيكون عن طريق لغة جسده الواثقة من النفس، و نظرته في عين اللي بيكلمه بثبات و باتصال مباشر،  بيستعمل أسلوب الحقائق غير الحقيقية؛ يعني بيقول أرقام محددة جداً في وسط الكلام لتأييد فكرته، ومن دقتها يخدع المستمع، يعني صعب أوي واحد يقول لواحدة إزاي عديتي عليا في المكتب الساعة 2 وملقتنيش؟ ده أنا كان معايا مكالمة من اتنين إلا عشرة دقايق، لحد اتنين و خمسة، وبعدها رحت مكتب زميلي، وماشي من عنده اتنين و تلت، صعب أوي مع الدقة دي تحس إنه كداب. 

مع الكداب المحترف، فيه كمان أسلوب التطميع أو زغللة العين، ده بيكون ماديًا أو معنويًا، بمعنى أنه ممكن شخص يكون بيتهرب من جواز واحدة، يزغلل عينيها مثلًا بالكلام عن شقته ومساحتها والكومبوند، تخيل بقي لو قال لها "افتكري إديني صورة بطاقتك، ومعاها صورة عشان أعملك كارنيه اشتراك في النادي الصحي بتاع الكومباوند"، وهو أساسًا ممكن يكون ساكن في أوضة شرك مع زميله وبيلعب بيها، ما هو مش معقول التفصيلة دي، ويبقى بيكدب وللأسف سهل تصديقه، بس لو اتكرر أكتر من موقف مشابه، أو حاجة مبالغ فيها لازم نركز.

عادة الكداب سهل ايقاعه بالتركيز في التفاصيل اللي بيقولها، و بعد كده لو سألته عنها بعد فترة هيتلخبط، لأن طبيعة الكداب إنه نساي. و زمان قالوا "إن كنت كذوبا فكن ذكورا".

و أخيراً، أسوأ أنواع الكدب، هو الكدب على النفس، في الحالة دي بيكون مصدق الكدبة، و عايش فيها و متعايش، و بيقاوح، ويعاند، و يصبح عدو نفسه. و اللي بيقنع نفسه بكدبة بيضاء، وكدبة صغيرة كله في الآخر كدب. الكدب إدمان، والبداية كدبة أو اتنين وبعدها بتكون متعة وإدمان، وبتوصل إلى ألف كدبة وكدبة.. خليك صادق مع نفسك، وساعتها نفسك هتمنعك إنك تكدب أساساً .