التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 01:10 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| الطيب: حل القضية الفلسطينية مفتاح المشكلات بين الشرق والغرب

دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، المسلمين في أوروبا إلى أن يعوا جيدا أنهم مواطنون أصلاء في مجتمعاتهم وأن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية.


وقال الطيب، خلال كلمته في الملتقي الثاني للحوار بين حكماء الشرق والغرب في باريس، اليوم الثلاثاء، إنه آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الاندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين، فلا ينبغي أن تكون بعض القوانين الأوروبية التي تتعارض مع شريعة الإسلام حاجزا يؤدي إلى الانعزال السلبي والانسحاب من المجتمع.


وشدد شيخ الأزهر على أن حل القضية الفلسطينية يمثل مفتاح المشكلات الكبرى التي تعيق إلتقاء الشرق بالغرب وتباعد ما بين الشعوب وتؤجج صراع الحضارات.


وأدان شيخ الأزهر ما شهدته باريس من عمليات إرهابية، قائلا: "باريس شهدت ليلة سوداء فقدت فيها 140 ضحية وسفكت دماؤهم فى غمضة عين فى حادثة إرهاب أسود لا يختلف اثنان على رفضه وازدراء مرتكبيه".


ونبه على أن هناك حوادث أشد دموية تحدث كل يوم فى الشرق الذى غرق إلى أذنيه فى مستنقعات الدم واليتم والتهجير والهروب إلى غير وجه دون مأوى أو غذاء أو غطاء، مشيرا إلى أن هذه الحوادث تفرض على أصحاب القرار أن يتحملوا مسئوليتهم كاملة أمام الضمير العالمى والإنساني.


وأضاف الطيب، أنه ينبغي ن تكون نظرتنا الجديدة للغرب موضوعية مبنية على مبدأ التأثير والتأثر، مؤكدا أنه لم يعد أي من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر فكلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، فالعولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية".


أوضح شيخ الأزهر، أن العولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب وخصائصها التي خلقها الله عليها، لافتا إلي أن العالمية عبر عنها شيوخ الأزهر في القرن الماضي بأنها الزمالة العالمية أو التعارف كحل لانقسام العالم وتكريس الثنائيات الحادة التي تنتهج الصراع وتشعل الحروب.


أشار أحمد الطيب إلى أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع، فالعدل والمساواة والأخوة بين البشر هي حدود كونية لله على هذه الأرض، قائلا :" العالمية تفرض علينا أن نعيد نظرتنا في فهمنا للغرب لتوظيف المشترك الإنساني".


أكد أنه على جميع صانعي القرار والمؤثرين فيه تحمل مسئولياتهم لصد الإرهاب العالمي وأيضا التصدي لمحاولات تهويد القدس، والتصدي لمحاولات تهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى، وحل القضية الفلسطينية يمثل مفتاح المشكلات الكبرى التي تعيق التقاء الشرق بالغرب وتباعد ما بين الشعوب وتؤجج صراع الحضارات".