التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 03:29 ص , بتوقيت القاهرة

بعد 8 سنوات.. "الجارديان": أسرار جديدة عن وفاة أشرف مروان

رغم مرور 8 سنوات على وفاته، ومع فتح بريطانيا التحقيق في وفاته قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، إن أشرف مروان الذي يصفه البعض بأعظم جاسوس في القرن العشرين، رحل وأخذ معه أسراره التي لن يعرفها أحد، فحتى الآن لا يعرف بعد إن كان عمل لصالح المصريين أم الإسرائيليين.


وأضافت الصحيفة أن تفاصيل الدقائق الأخيرة في حياة مروان لا تقل غموضا، فحتى مع وجود شهود عيان، هم جوزيف ريباسي وعصام شوقي ومايكل باركرست وجون روبرتس، اللذين كانوا يعملون في إحدى شركات مروان، وكانوا ينتظرون رئيسهم للانضمام إليهم، بعدما قال إنه سينزل من شقته بعد قليل، صباح يوم 27 يونيو 2007، إلا أنه سقط من شرفة شقته، ومات دون معرفة السبب.


هل قفز أشرف مروان أم تم دفعه من الشرفة؟


وتابعت أن الفحص بعد الوفاة كشف أن أشرف مروان كان يتعاطى مواد مضادة للاكتئاب، وإنه كان يعاني ضغطا عصبيا كبيرا، حيث فقد 10 كيلوجرامات من وزنه في شهرين، ولكن مع ذلك هناك أسبابا تجعل الانتحار أمرا مستبعدا أيضا، حيث كان يجهز ليسافر إلى نيويورك لمقابلة محاميه في نفس اليوم الذي وقعت فيه الوفاة، وكان يخطط لعطلة هو وزوجته منى عبدالناصر وأحفاده الخمسة.


وقال الطبيب الشرعي، وليام دولمان، إن مروان كان لديه أسبابا ليعيش، ولم يكن هناك دليلا على اضطراب نفسي أو عقلي، لكن ليس هناك أدلة أيضا على إنه قتل.



وأشارت الصحيفة إلى أن مروان ربما لم يكن يقصد أن يقتل نفسه، وأن سقوطه كان حادثا، حيث إنه قال لزوجته أن لديه الكثير من الأعداء، وكان يفحص الأبواب والنوافذ في منزله يوميا.


وطبقا لعائلة مروان، هناك لغزا آخر، وهو اختفاء النسخة الوحيدة من مذكراته والشرائط التي كان يسجل عليها النصوص التي كان يكتبها، الأمر الذي يعتبر دليلا في حادث وفاته.


ووفقا لمحللين، قالت الصحيفة، إن مروان كان يعمل لصالح عدة أجهزة مخابرات، منها المصرية والإسرائيلية والإيطالية والبريطانية والأمريكية، فهل كان ينوي الكشف عن أسرار تمثل حرجا لهذه الأجهزة.د


وتشير الجارديان إلى أن مروان هو ثالث مصري يموت في لندن بنفس الطريقة، وسبقه رئيس الحرس الجمهوري في عهد السادات، الليثى ناصف، والممثلة سعاد حسني، وكلهم سقطوا من الشرفة من نفس البناية، وكلهم أيضا كانوا على علاقة بالسلطات المصرية.



وبحسب الصحيفة فإن التحقيقات حول الوفاة لا تقدم إجابات كثيرة، فبمجرد تقديم طلبا للحصول على وثائق تحت بند قانون حرية المعلومات، سوف تفاجأ بكمية المعلومات المحجوبة لحساسيتها الأمنية لحماية ملفات المخابرات البريطانية.


وأشارت الصحيفة إلى الرواية الإسرائيلية حول عمل أشرف مروان لحساب الموساد، حيث قالت إنه اتصل بالسفارة الإسرائيلية بلندن أثناء تواجده في بريطانيا، للدراسة، وإنه قدم ملفا يضم وثائق تضم معلومات عن الحكومة المصرية، وطلب مقابل 100 ألف دولار.


وبحسب الرواية الإسرائيلية كانت لدى الموساد شكوكا حول كون مروان عميلا مزدوجا، إلا أنه قال لضابط الموساد المعروف باسم ميشا، إنه لم يكن سعيدا بهزيمة مصر في 1967، وإنه يريد أن يكون على الجانب الرابح.


ووفقا لنفس الرواية، فقد استمر مروان بتقديم المعلومات لدرجة أنه حذر الإسرائليين في 4 أكتوبر 1973 من هجوم مصري عند مغيب شمس 6 أكتوبر، إلا أن ما حدث أن الهجوم بدأ في 2 بعد الظهر.


وبحسب الصحيفة فإن زوجة أشرف مروان، منى عبدالناصر، وابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كانت تعلم بعمل زوجها للموساد، وإنها واجهته بهذا، إلا أنه أنكر في البداية قبل أن يعترف بأنه يمرر فقط معلومات غير صحيحة.



كتاب بيرجمان


ويرى المؤرخ الإسرائيلي، أهارون بيرجمان، إن أشرف مروان كان جاسوسا لحساب إسرائيل، وإنه كان مسؤولا عن كشف هويته ولو جزئيا، حيث قال إنه من عام 1999 كان يحاول الكشف عن حقيقته، وإنه بعث لمروان بمقالاته إلا أنه لم يتلق ردا، ما جعله يلجأ لمحرر مذكرات المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال إيلي زعيرا، والذي طرد من منصبه بسبب معلومات جاسوسية غير صحيحة، والذي أكد أن مروان كان بالفعل جاسوسا إسرائيليا باسم "الملاك".


وعلى هذا الأساس نشر بيرجمان كتابه "حروب إسرائيل"، مع إهداء لأشرف مروان، حينها قال مروان تعليقا على الكتاب في حوار: "إن كتاب بيرجمان قصة بوليسية غبية"، الأمر الذي قال عنه بيرجمان، إن تعليق مروان بالهجوم على الكتاب، وليس رفع قضية ضده، يعد اعترافا بأنه جاسوسا إسرائيليا بالفعل.



محاكمة إيلي زعيرا بسبب أشرف مروان


وتشير الصحيفة إلى أنه إذا كان بيرجمان عرض أشرف مروان للخطر، بذكر اسمه الكودي "الملاك" في كتابه، فإن مروان كان محور قضية في المحاكم الإسرائيلية، حيث اُتهم إيلي زعيرا من قبل رئيس الموساد السابق، زافي زامير، بأنه سرب هوية مروان لشخصية غير مصرح بها، وهو ما صدر حكما به في 14 يونيو 2007، وبعدها بـ13 يوما مات أشرف مروان.


ونوهت الصحيفة إلى أقوال منى عبدالناصر، وقت التحقيقات حول الوفاة، إنها تعتقد أن زوجها قتل على يد عملاء الموساد، ولكن بحسب الصحيفة، فإن هذا مستبعدا لكون قتل عميل سابق أمر غير مشجع لدى العملاء الحاليين، وحتى إذا اعتقدت إسرائيل أن مروان عميلا مزدوجا، فمن الأفضل ألا تفعل شيئا، وهذا الصمت سيكون إشارة للتأكيد على إخلاصه لهم.


وبحسب تصريحات أحمد مروان للصحيفة، فإن والده كان رجلا مرحا، ومن النادر أن يفقد أعصابه، وكان حكيما، مضيفا أنه إذا كان والده قد قتل فإن الفاعل لديه مصلحة من ذلك، وأنه يفضل ألا يتحدث عن هذا الأمر، لكنه يذكر أن والده قال له ذات مرة: "إن كل ما يريد معرفته عن العالم موجود في العلن، وكل ما عليه أن يوصل النقاط ويبحث عن معلومات أكثر".


ويرى بيرجمان إنه لا يدحض أي إدعاء أن مصر لها يد في قتل مروان، حيث يعتقد أن موته لم يكن حادثا أو انتحارا، وأن مصر أكثر المستفيدين من موته، وفقا للكاتب الإسرائيلي.


اقرأ أيضا:


بروفايل| مصطفى أمين .. أسطورة الصحافة المتهم بالجاسوسية