التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:37 ص , بتوقيت القاهرة

ارفعوا الظلم عن يوم التلات !!!

فكرت كتير قبل ما أختار اليوم اللي هكتب فيه مقال أسبوعي، وفكرت في أول مقال أسبوعي ليا هيكون إيه موضوعه. لقيت إني أختار اليوم يكون هو الموضوع نفسه، واتكل على الله. يوم التلات وقد كان. وكان لازم أعرف ليه الناس مش بتحب يوم التلات وأصبحت الشكاوى منه كتير وكمان أصبح سُبَة "إنت شبه يوم التلات"، "اليوم ده قالب على تلات كده ليه؟".


وسألت ناس كتير قالوا لي يوم مالوش لازمة في وسط الأسبوع، يوم بطيء، يوم غلس، تالت يوم شغل في الأسبوع، وبعيد عن الجمعة.


كوميكس متداول عن يوم الثلاثاء
ولأن مهنتي التحليل صعب عليا يوم التلات وقلت أشوف ظالمينه ليه؟


غالبا العيب مش في اليوم، العيب في الثقافة أو الناس نفسها، نظرية غريبة إن الشخص يتعب من تالت يوم شغل، ورابع يوم مش بيتعب، لأنه بيهون على نفسه إن بكرة الخميس. ساعات كتير مزاجنا بيسوء بالإيحاء وبيحصل شيء اسمه ارتباط شرطي، بمعني ارتباط مزاج أو حدث سيء بيوم معين أو مكان معين فيحدث هذا الإيحاء. وده غالبا اللي حصل مع يوم التلات ممكن يكون ارتبط بجو حر، يوم شغل طويل، زحمة طريق، ومع تكرار كلمة إن التلات يوم ممل أو مالوش لازمة زادت موجة الظلم علي يوم التلات.


إيه هي نظرية الارتباط الشرطي؟


دي نظرية للعالم إيفان بافلوف، وهي ارتباط حدث أو شيء بشيء آخر، وكانت تجربته عالكلب في المختبر، وكان بيعمل تحليل للعاب الكلب في الهضم، واكتشف أن اللعاب بيسيل بمجرد قرب بافلوف بالطبق من الكلب، وبعدها بدأ ينادي عالكلب بجرس، ومع الوقت أصبح يسيل لعاب الكلب بمجرد سماع الجرس ويستجيب.


ومع الوقت لو حدث سماع الجرس بدون إحضار الأكل يسيل لعاب الكلب، وبعد فترة طويلة بيفقد الجرس مفعوله. وده بيحصل في حياتنا مثلا مكان أو فيلم معين أو أغنية ارتبطوا بحدث، طبيعي مع سماع الأغنية أو رؤية الفيلم أو وجودك في المكان بيرتبط بالحدث. وتفتكره لو حدث سعيد وإنت مزاجك سيء بتكون سعيد والعكس صحيح.


ولأن مهنتي لايف كوتش أو تدريب الحياة وعلاج بعض مشاكل التواصل، فقررت إن مواضيعي كلها المرتبطة بالطاقة الإيجابية ومشاكل الحياة والمهارات البشرية تكون بتتكتب يوم التلات، وقررت أبدأ بموضوع الارتباط الشرطي بيوم التلات.


حصل لي موضوع الارتباط الشرطي ده ومنعني أكل بيتزا فوق العشر سنوات. طول عمري كنت بحب البيتزا وبأكلها في أي وقت، ويوم موت بابا -الله يرحمه- كان البيت زحمة جدا، وكان موضوع الديليفري ده محدود على مطعمين تلاتة منهم بيتزا. وجبنا بيتزا 3 أيام العزاء، ورابع يوم، ولأني كنت في الجامعة وعندي امتحانات رحت أذاكر عند صحبتي وطلبت بيتزا، ومع كمية الحزن اللي كانت جوايا والضغط العصبي جالي حالة شبه إغماء لما أكلت البيتزا وارتبطت بالظروف دي.



ولمدة عشر سنين لو شفت بيتزا قدامي كانت معدتي بتقلب ويجيلي نفس الحالة. وكنت وقتها بدأت أدرس المهارات البشرية والبرمجة اللغوية وموضوع الارتباط الشرطي، وعرفت إنه ممكن يتعالج وهو إني أحاول أمحي الذكرى الوحشة مع البيتزا وإني أكون في مزاج سعيد جدا وأحاول أكلها، وفعلا مرة واتنين ورجعت أكل بيتزا تاني.. الموضوع ممكن يتكرر أيضا في الأماكن لو عندك ذكرى وحشة في مكان روح وابني ذكريات تانية أحلى مع ناس تانية وهتقدر تمحي الذكرى الوحشة.


وعشان أنا بحب دراستي ومهنتي وبكون سعيدة في أي شيء يرتبط بيها سواء تحليل أو كتابة قررت أكتب مقالي الأسبوعي كل يوم تلات وأحاول أرفع الظلم عن يوم التلات.. على فكرة رقم حظي 13.