التوقيت الخميس، 16 مايو 2024
التوقيت 01:55 م , بتوقيت القاهرة

صور| أقباط قنا يحتفلون بالفتاة التي علمت أوروبا النظافة

اختتم أقباط قنا الاحتفال برفات أربعة شهداء من جنود الكتيبة الطيبية بقرية جراجوس بمركز قوص جنوب قنا، بكنيسة مارجرجس، بعدما استمر الاحتفال ثلاثة أيام تخللها الصلوات وتطيب الرفات بالعطور والحنوط، وإقامة الصلوات والدوران بصورهم داخل الكنيسة.



ويقول القمص بيشوى بسيط، راعى الكنيسة إن الشهداء الأربعة، الذين وصلت رفاتهم للكنيسة خلال السنوات الماضية، خرجوا من أرض طيبة (الأقصر حاليا)، ضمن الكتيبة الطيبية التى أرسلها الملك دقلديانوس لنجدة الأمبراطور "مكسيمانوس"، إمبراطور الغرب، من عصيان قبائل فرنسا.


أضاف أن الكتيبة اصطحبت معها بعض العذارى من القبطيات الذين كانوا يعدون الطعام للجنود ويقومون برعاية الجرحى وغير ذلك من الأعمال، وكانت من بينهن القديسة فيرينا، التي نشأت في مدينة جراجوس التابعة لمركز قوص.



وتابع "لما قتل أفراد الكتيبة الطيبية كلهم، لم تغادر فيرينا المكان إنما مكثت تعلم الشعب أسس العلاج من الأمراض باستعمال بعض الأعشاب الطبية، وعلمتهم النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء"، مشيرا إلى أنها كانت تزور مدافن شهداء الكتيبة الطيبية، وقد اعتبرها كثير من المؤرخين أنها أم الراهبات في أوروبا.


 وأشار إلى أن أحد الحكام الرومان اكتشف أمرها فأمر بسجنها، لكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعله مع زميلاتها العذارى، وكانت تسكن معهم أحد الكهوف الجبال التي تنتشر في سويسرا.


 


وماتت القديسة فيرينا في سنة 344 م وبنيت فوق جسدها كنيسة في مدينة تمبورتاخ بسويسرا، بحسب القمص بيشوي، وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة، وفي ألمانيا 30 كنيسة.



ولا يعرف المصريون المسيحيون أن مصرية قبطية عاشت في وسط أوروبا، وجسدها مدفون في إحدى كنائسها – يرسمون صورتها وفي يدها أبريق ماء وفي الأخرى”المشط “، الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني، يرسمونها على هذا النحو تخليدا للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضى وفي تعليم أهلها النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرنا.


وتمكن الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة من الحصول على رفات القديسة وثلاثة آخرين من أفراد الكتيبة الطيبية، ويحتفل أقباط قنا في هذا التوفيت بوصول رفاتها لمصر من كل عام.