رضيعة على حافة الخطر.. حبيبة أبو رضوان تصارع كيسا دمويا وسط عجز طبي بغزة.. صور

منذ ولادتها تعاني حبيبة من كيس دموي كبير وخطير في الجهة اليمنى من جسدها، يمتد ليغطي منطقة الظهر والصدر والبطن، بينما يزداد حجمه يوما بعد يوم بشكل يفاقم وضعها الصحي ويضعها في دائرة الخطر المتصاعد.

حبيبة أبو رضوان
وكشف الفريق الطبي المعالج للرضيعة أن الحالة وصلت إلى مرحلة حرجة للغاية، مؤكدين أن أي خدش أو ضغط أو انبعاج بسيط في هذا الكيس قد يؤدي إلى نزيف حاد لا يمكن السيطرة عليه في ظل النقص الشديد في الإمكانات الطبية والمعدات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة داخل قطاع غزة.
وأمام هذا الوضع المأساوي، تبدو فرص الرضيعة محدودة داخل القطاع، إذ تحتاج حبيبة بشكل عاجل إلى السفر للعلاج في الخارج لإجراء تدخلات جراحية دقيقة لإزالة الكيس وإنقاذ حياتها، فحالـتها لا تحتمل الانتظار نظرًا لسرعة انتشار هذا التكتل الدموي وخطورته على حياتها.

التقرير الصحى للطفلة حبيبة أبو رضوان
وفي 21 نوفمبر دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الأمم المتحدة ومؤسساتها ذات العلاقة والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المختصة، بضرورة العمل على حماية الأطفال الفلسطينيين، لاسيما في غزة.
وأضافت خلال بيان لها، أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى استشهاد أكثر من 19 ألف طفل منذ 7 أكتوبر 2023، وإصابة أكثر من 28 ألفا آخرين بجروح، إضافة إلى تدمير كلي وجزئي لمئات المدارس، ورياض الأطفال، ومركز الطفولة خصوصا في القطاع، وتوثيق وجود أكثر من 56 ألف طفل يتيم، فقدوا والديهم أو أحدهما.
تتحدث والدة الطفلة الرضيعة حبيبة أبو رضوان بصوت يختلط فيه الخوف بالعجز، وهي تصف الحالة الصحية الخطيرة التي تعيشها ابنتها منذ لحظة ولادتها، حيث تقول: "ابنتي وضعها صعب للغاية وخطير، لديها أكياس دموية كبيرة في ظهرها، حجمها يكبر يوم عن يوم، وأنا أرى الخطر يقترب منها ولا أستطيع فعل شيء".

والدة الطفلة حبيبة أبو رضوان
وتضيف في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، وهي تستعيد تفاصيل رحلات المستشفى التي لم تحمل أي انفراج: "ذهبنا بابنتى لمستشفى ناصر لكن للأسف الوضع هناك صعب للغاية، والإمكانيات محدودة ولا يوجد أجهزة طبية قادرة تتعامل مع حالتها، وكل يوم نرى حبيبة تتألم ولا يستطيع أحد حتى الوصول إلى تشخيص دقيق أو علاج مناسب".

تقرير طبي لحبيبة أبو رضوان
وتؤكد والدة حبيبة أن الأطباء كانوا واضحين وصريحين بشأن خطورة الحالة وتعقيدها، قائلة: "قالوا لنا إن علاج ابنتي غير موجود في غزة، ولا حتى في دول قريبة، بل العلاج الوحيد موجود في إيطاليا، وهناك من الممكن إجراء عمليات جراحية تحتاجها الرضيعة، وابنتى في خطر شديد، وكل يوم يزيد خطر النزيف أو تدهور صحتها".

تقرير طبي للطفلة المريضة
ورغم صدور توصيات طبية عاجلة بضرورة تحويل الطفلة إلى الخارج، تصطدم العائلة بواقع المعابر المغلقة على يد الاحتلال: "حتى الآن لم نجد طريقة لسفر حبيبة للعلاج خارج غزة، فالاحتلال يغلق المعابر ويمنع سفر الحالات الخطيرة وابنتي حياتها معلقة، وكل دقيقة تمر من الممكن تكون مصيرية".
وتختتم الأم حديثها بنداء مؤلم يحمل ما تبقى لديها من أمل: " أتمنى أن أرى ابنتي تتعالج، نفسي أنقذها قبل ما نخسرها، هي ما زالت رضيعة وما لها ذنب، كل ما أريده أن يسمحوا لها بالسفر وإنقاذ حياة صغيرة غير قادرة حتى تبكي من الوجع".