وفي محادثاته الثنائية، سلط المفوض العام للأونروا الضوء على أزمة التمويل القاسية التي تعاني منها الوكالة، وسط احتياجات غير مسبوقة للاجئي فلسطين، داعيا بشكل عاجل الدول العربية الغنية منها إلى إعادة دعمها المالي أو زيادته في الوقت الذي تكافح فيه الوكالة من أجل الوفاء بولايتها وتقديم الخدمات الحيوية للاجئي فلسطين.

وقال لازاريني: "إن دعم لاجئي فلسطين هو التزام جماعي، ويشمل ذلك الدول العربية، لقد قلل الشركاء القدامى من تمويلهم في السنوات القليلة الماضية، مما أثر بشكل كبير على قدرتنا على الحفاظ على خدمات ذات جودة عالية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، بينما تواجه البلدان التي تستضيف لاجئي فلسطين تحدياتها السياسية والمالية الحادة، فإنني هنا أدعو المانحين العرب إلى دعم الأونروا وأن يكونوا من بين شركائنا المقربين".

وعلى مدى العقد الماضي، عانت وكالة الأونروا من نقص التمويل بشكل سنوي، مما أدى إلى خسائر جسيمة في جودة بعض الخدمات في مناطق عملياتها، وفي الوقت نفسه، استمرت تحديات اللاجئين في التزايد بشكل هائل وسط فقر غير مسبوق ، وبطالة ، وأزمات مالية ، وتجاهل ، وفي بعض الحالات نزاعات وكوارث طبيعية.

وأضاف لازاريني: "كانت الدول العربية من بين مؤسسي الأونروا وأشد الداعمين لحقوق لاجئي فلسطين واليوم ، بينما تواجه الأونروا خطر الانهيار، أسمع تصريحات من المنطقة داعمة للفلسطينيين وادعو الى توسيع نطاقها لتشمل اللاجئين أيضا من خلال الأونروا".

وفي عام 2018، شكل التمويل المقدم للوكالة من قبل المانحين العرب ربع إجمالي تمويلها، منذ ذلك الحين، انخفض هذا التمويل بشكل كبير، مما أدى إلى تعميق الأزمة المالية التي تعاني الوكالة منها.

واختتم لازاريني "مع أن الأونروا هي من أكبر وكالات الأمم المتحدة في العالم، فإننا نعيش الكفاف في نهاية كل شهر، غالبًا ما نكون غير متأكدين مما إذا بإمكاننا دفع رواتب لموظفينا البالغ عددهم 30 ألف موظف تقريبًا، حيث يعتبر موظفو الأونروا الركيزة والمحرك للخدمات الأساسية للوكالة: بما في ذلك المعلمين والعاملين في المجال الطبي والمهندسين ومقدمي الدعم اللوجستي، الذين لا ينبغي أن يعيشوا في حالة من عدم اليقين والنسيان المستمر، والأمر نفسه ينطبق أيضا على لاجئي فلسطين الذين يخدمونهم".