التوقيت الثلاثاء، 19 مارس 2024
التوقيت 02:06 م , بتوقيت القاهرة

"نبض تركيا" عن الانتخابات المحلية: حزب أردوغان لايمكنه الفوز

اردوغان
اردوغان

كشف موقع  “نبض تركيا” المختص في الشأن التركي، عبر حسابه على موقع تويتر، عن أرائه حول  النتائج المحتملة للانتخابات المحلية التي انطلقت صباح اليوم الأحد بعد آخر الانتخابات المحلية في عام 2014.

ونشر الحساب، سلسلة تغريدات أكد خلالها أن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان “العدالة والتنمية” لا يمكن أن يفوز من دون سرقة الأصوات والتلاعب بالتتائج، مؤكدًا أنه سيقدم على كل شيء للبقاء في السلطة؛ لأن الدكتاتوريين لا يذهبون بالانتخابات وإن أتوا إلى الحكم عن طريق استغلال الانتخابات الديمقراطية، على حد تعبيره.

وتوقع "نبض تركيا" أن نسبة أصوات تحالف الجمهور المكون من حزبي العدالة والتنمية بقيادة أردوغان والحركة القومية بقيادة دولت بهجالي لن تتجاوز 30%، في الظروف العادية، أي في حالة عدم التلاعب بالنتائج.

وادعى أن تركيا شهدت آخر انتخابات نزيهة في عام 2015، حيث خسر فيها حزب أردوغان الحكومة المنفردة بسبب تمكُّن حزب الشعوب الديمقراطي من الدخول إلى البرلمان كحزب مستقل، وحصوله على 80 مقعدًا برلمانيًّا، ثم أعاد للأذهان أن أردوغان شكّل بعد ذلك تحالفًا مع الحركة القومية، ليتبنى في الفترة الجديدة خطابًا إسلاميًّا قوميًّا أسفر عن إطاحته بطاولة مفاوضات السلام التي كان يجريها مع حزب العمال الكردستاي، وعودته إلى توظيف الإرهاب في إثارة مشاعر قاعدة التحالف الجديد الإسلامية والقومية، واستعادة الحكومة المنفردة إلى حزبه عقب قرار إعادة الانتخابات في العام نفسه والتلاعب بالنتائج.

 

وأشار نبض تركيا إلى أن السؤال الجوهري هنا هو: “هل سيتمكن أردوغان من التلاعب في نتائج هذه الانتخابات أيضا، أي هل عنده قدرة على ذلك؟”، ثم حاول الإجابة عليه قائلاً: “إنه يسيطر -في الظاهر- على كل أجهزة الدولة، بما فيه مجلس الانتخابات الأعلى. لكن المسيطر الحقيقي على الأوضاع في تركيا هو تنظيم “أرجنكون” أو ما يسمى بـ”الدولة العميقة”، التي صعدت التيار الصاعد “الإسلام السياسي” و”القومية التركية”، واستردت موقعها السابق بفضل أردوغان، بعد أن كسر جهاز القضاء أجنحته”.

 

وأعاد للأذهان أن أردوغان اضطر إلى التحالف مع الدولة العميقة / أرجنكون بعد تحقيقات الفساد والرشوة في 2013، ليخرج بموجبه أعضاء أرجنكون العسكريون والسياسيون والمدنيون من السجن، ويشرعوا في تنفيذ حملة انتقامية ضد أعضاء القضاء وضباط الجيش الذين رأوهم مسؤولين عن قضية أرجنكون، تحت مسمى وذريعة مكافحة “الكيان الموازي”، ويوجهوا لهم الضربة القاضية بعد الانقلاب المسرحي الذي دبروه بالتعاون مع أردوغان في 2016.

ثم فصّل قائلاً: “بمعنى أن أعضاء أرجنكون تخلصوا أولاً من أعدائهم في جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية حتى يبقى أردوغان وحيدا دون حماية، ويصبح لقمة سائغة، لينتقموا منه بكل سهولة، وذلك باعتباره المسؤول السياسي الذي سمح بتحقيقات أرجنكون التي بدأت في 2007 بهدف تطهير الدولة من العناصر المافيوية”، حيث لا يمكن أن ينسى جنرالات أرجنكون وصف أردوغان نفسه بالمدعي العام المحقق في قضية أرجنكون.

في إطار سعيه للبحث عن إجابة صحيحة للسؤال الذي طرحه أعلاه: “هل سيتمكن أردوغان من التلاعب في نتائج هذه الانتخابات أيضا”، أكد نبض تركيا أن قدرة أردوغان على سرقة الأصوات منوطة باستمرارية هذا التحالف الذي عقده مع تنظيم أرجنكون، لافتًا إلى أنه إذا كان الأخير لا يزال يعتقد أن مهمة أردوغان لم تنتهِ بعدُ في التخلص من أعدائه في البيروراطية والجيش بدعوى مكافحة منظمة فتح الله كولن أو حركة الخدمة، فمعنى ذلك أن التحالف مستمر ويمكن لأردوغان التلاعب بنتائج الانتخابات، على حد قوله.

ثم استدرك قائلاً: “لكن إذا اقتنع تنظيم أرجنكون بأن دور أردوغان انتهى، وجاء وقت الانتقام منه أيضًا، فإنه لن يسمح له بسرقة الأصوات، بل سيسعى إلى إضعافه، ليطلق عملية انتقامية جديدة بعد الانتخابات، تستهدف هذه المرة كل المسؤولين السياسيين عن قضية أرجنكون واحدا تلو آخر، وسيكون أردوغان الصيد الأخير”، وفق تعبيره.

وانطلاقًا من المستوى الذي وصل إليه تنظيم أرجنكون في حملة التصفية الموجهة ضد أعدائه في أجهزة الدولة بحجة مكافحة “الكيان الموازي” أولاً، و”منظمة فتح الله كولن” لاحقًا، ومن الخوف الظاهر على وجه وتصريحات أردوغان من نتائج الانتخابات، أشار نبض تركيا إلى احتمالية انتهاء تحالف أردوغان وأرجنكون، وأن الأخير يعد “مفاجة كبيرة” للأول بعد هذه الانتخابات، وأضاف: “لكن إذا كان التحالف مستمرا بين الطرفين فإنه سيفعل كل شيء من أجل سرقة الأصوات وفوز أردوغان”.

وخلص نبض تركيا في ختام تغريداته إلى أنه: “لا يمكن أن يفوز أردوغان دون سرقة الأصوات، ولا يمكن أن يسرق إذا انتهى التحالف بينه وبين أرجنكون، وبعبارة أخرى لا يمكن أن يخسر أردوغان إذا كان تحالفه مع أرجنكون مستمرا”، ثم أبدى رأيه في هذا الصدد قائلاً: “رأيي هو أن أرجنكون سيسعى إلى إضعاف أردوغان من خلال السماح للمعارضة بفوز مدينيتن كبيرتين على أقل تقدير”، في إشارة منه إلى اثنين من المدن الكبيرة، وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصا.

يذكر أن دوغو برينتشاك، زعيم حزب الوطن، الذي يعد امتدادًا لحزب العمال اليساري الاشتراكي المتطرف، والذي يوصف إعلاميًّا بـ”المتحدث باسم تنظيم أرجنكون”، كان هدد الرئيس أردوغان عندما خرج من السجن في 2014 مع زملائه بعد قضاء نحو أربع سنوات في إطار تحقيقات تنظيم “أرجنكون” قائلاً: “خرجنا من السجن كالسيوف المستلة من أغمادها، وسندمّر من يقسمون تركيا وسنؤسس حكم من سيوحِّدونها.. سندمِّر حكم أنصار أردوغان وعبد الله جول وفتح الله كولن!”.