لقب الأمير محمد على توفيق بـ"ابن بطوط عصره" لحبه الشديد للترحال؛ إذ جاب الكرة الأرضية من شرقها لغربها، فاكتسب مهارة انتقاء الأشياء الثمينة، وأحضر معه من رحلاته أفضل التحف الذهبية والفضية والمخططات والمصاحف، وأهمها جزء نادر من كسوة الكعبة المشرفة.

الأمير محمد على توفيق أحد أفراد الأسرة المالكة التي أسسها محمد علي الكبير، وهو ابن عم الملك فاروق، وابن الخديوي محمد توفيق وشقيق الخديوي عباس حلمي، ولد بالقاهرة عام 1875م وتوفي عام 1954م.

في عام 1936 وبعد وفاة عمه الملك فؤاد، آتت له فرصة عظيمة طالما حلم بها كثيرًا آلا وهي حكم مصر، فكانت البداية حين عين وصيًا على العرش، ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تولى ابن عمه الملك فاروق حكم البلاد بعد بداية تحقيق الحلم بشهور، حين لجأت الأسرة المالكة إلى استصدار فتوى من الأزهر يتم بمقتضاها حساب عمر الملك فاروق بالسنوات الهجرية حيث إنها أقصر من السنوات الميلادية، وبذلك استيقظ الأمير محمد علي من حلمه على الثرى، بعد أن شيد قصرًا يحكم من خلاله مصر تبلغ مساحته 61711 متراً مربعاً منها خمسة آلاف متر هي مساحة المباني، وحوالي 34 ألف متر للحدائق وحوالي 22711 متراً عبارة عن طرق داخلية.

يضم القصر سراي الاستقبال "برج الساعة، السبيل، المسجد، متحف الصيد، سراي العرش، المتحف الخاص، القاعة الذهبية والحديقة والتي تضم أندر أنواع النباتات"، وقد أوصى أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف فنيًا يخلد اسمه.

سرايا الاستقبال

تعد سرايا الاستقبال هي أولى القاعات التي تأخذ قدماك إليها عند دخولك القصر، حيث تقع أعلى المدخل وهى مخصصة لاستقبال الضيوف الرسميين الذين يقومون بزيارة الأمير في القصر وتتكون سريا الاستقبال من طابقين يفصلهم سُلم خشبي.

تحتوى سرايا الاستقبال على حجرتان للتشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية وكبار رجال الدولة والسفراء، وحجرة استقبال كبار المصلين حيث يوجد بها باب خلفي يطل على الحديقة وبالقرب من باب المسجد ليسهل على علماء الدين الدخول للمسجد لأداء صلاة الجمعة.

أما الطابق الثاني فيحتوى على قاعتين وهما الشامية والمغربية، القاعة الشامية صممت على الطراز الشامي حيث كسيت الجدران ومعها السقف بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة دقيقة التنفيذ بجانب كتابات قرآنية وأبيات من الشعر، أما القاعة المغربية كسيت جدرانها بالمرايا والبلاطات القيشاني.