التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 04:09 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. هوس الثراء السريع.. مباحث الآثار بأسيوط تضبط أكثر من 500 قطعة وعملات أثرية

تميزت محافظة أسيوط، بوجود العديد من الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية والقبطية، ما أكسبها تراثا حضاريا من مختلف العصور وجعلها من مناطق الجذب السياحى، وأدى هوس الثراء السريع لدى البعض إلى التوجه إلى الجبال أو الحفر أسفل المنازل من أجل البحث والتنقيب عن الآثار وتهريبها وبيعها بملايين الدولارات، فضلا عن وقوع العديد من الضحايا جراء الحفر أسفل المنازل.

ونجحت جهود الأجهزة الأمنية بمحافظة أسيوط، فى ضبط العديد من القطع الأثرية التى يشتبه فى أثريتها بحوزة مواطنين قاموا بالحفر خلسة أسفل منازلهم أو فى المناطق الجبلية وعثروا على قطع أثرية بالمخالفة للقانون.

"اليوم السابع" التقى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة أسيوط، للتعرف على الخسائر التى تتعرض لها البلاد جراء البحث والتنقيب من قبل المواطنين وبيع وتهريب الآثار.

قال الدكتور أحمد عوض الصعيدى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، لـ"اليوم السابع"، أن الآثار المصرية لا تقدر بثمن لكونها تمثل حضارة بلد وهوية شعب منذ آلاف السنين ولعل أهمية الحضارة المصرية يرجع إلى تاريخها القديم، فعلى ضفاف نهر النيل كانت به أول حضارة على مستوى البشرية وفى قلب مصر وخاصة بمحافظة أسيوط كانت أول كنيسة فى العالم دشنها السيد المسيح "عليه السلام"، داخل دير المحرق بالقوصية، وفى ربوع مصر بصفة عامة الآثار الفرعونية والآثار الإسلامية والقبطية منتشرة للتأكد على تواصل الحضارات عبر التاريخ الذى تتميز به مصر، وهذا ما نراه كل حين فى الاكتشافات الأثرية.

وأشار مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، إلى أن سرقات الآثار تكبد الدولة المصرية خسائر بالمليارات، بالإضافة إلى أنها تؤثر بشكل مباشر على تواصل الحضارة المصرية وتعوق عمل الباحثين والأثريين الأجانب والدارسين المعنيين فى البحث والتنقيب عن الآثار الفرعونية القديمة، فربما سرقة قطعة أو قطعتين من الآثار هما حلقة من حلقات تواصل التاريخ الفرعونى والحضارة المصرية التى تراجع لـ 7 آلاف سنة.

وأوضح الدكتور أحمد عوض، أن غياب الوعى الأثرى والثقافى لدى الأهالى وهوس الثراء السريع يدفعهم إلى البحث والتنقيب عن الآثار الفرعونية وسرقتها وتهريبها وبيعها فضلا عن القيام بالحفر فى المدن والقرى وتحت المنازل بحثا عن قطعة أثرية، ما يترتب عليه تصدع المنازل المجاورة، وهناك من دفع حياته ثمنا لهذا فى البحث والتنقيب، فسرقة الآثار  تؤثر بشكل مباشر على هوية البلد وتاريخ وحضارة الدولة بصفة عامة".

وتابع"عوض": "القيادة السياسية لعبت دورا مهما فى الحفاظ على الهوية المصرية بالحفاظ على الآثار المصرية ومنع تعرضها للسرقة أو التحطيم عقب ثورة 25 يناير 2011 وسرعة انتشار رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية وتأمينها للمتحف المصرى والمناطق الأثرية لمنع العبث بها، إذ ليس ببعيد عنا ما حدث وتعرضت له آثار بعض الدولة العربية منها "العراق وسوريا وفلسطين" وقيام بعض الجماعات المتطرفة من تحطيم الآثار بها فى محاولة لطمس هوية وتاريخ الدول، فالآثار هى المرآة الحقيقة التى تعكس حياة الأمم سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية عبر التاريخ.

وأكد "عوض"، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودعمه لوزارة الآثار واعتماد مليار و270 مليون جنيه لدعم مشاريع تقوم الوزارة بالعمل على الانتهاء منها وفى أسيوط مشروع ترميم وتطوير قصر ألكسان باشا وتحويله لمتحف قومى للمحافظة يضم بين طياته آلاف القطع الأثرية التى تذخر بها المحافظة".

وفى ذات السياق، واصلت مباحث السياحة والآثار بمحافظة أسيوط، جهودها فى ملاحقة تجار وحائزى القطع الأثرية والقائمين على الحفر خلسة داخل المنازل، بقصد التنقيب عن الآثار مخالفه لأحكام القانون، وذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، بالحفاظ على ثروات البلاد وتراثها القومى وتأمين المناطق الأثرية.

وأوضح مصدر أمنى بمديرية أمن أسيوط، لـ"اليوم السابع"، أن الحملات الأمنية التى يقوم بها رجال المباحث المديرية ومباحث قسم شرطة السياحة والآثار مستمرة، للحد من عمليات البحث والتنقيب عن الآثار؛ إذ نجحت الجهود الأمنية خلال الأشهر الماضية فى توجيه عدة ضربات لتجار الآثار والقائمين على الحفر أسفل المنازل بمختلف قرى ومراكز محافظة أسيوط، وتمكنت من ضبط أكثر من 500 قطعة أثرية تنوعت ما بين تماثيل مختلفة الأشكال منها: "أوشابتى، وخواتم معدنية مختلفة الحجم و خلخال معدنى مختلف الحجم و مسرجة من الفخار ترجع للعصر الفرعونى وعملات معدنية ترجع للعصر الرومانى ومجموعة من الحجر الجيرى الأثرى عليها نقوش فرعونية، وتماثيل أخرى ترجع للعصر اليونانى، وتمثال من الجرانيت الأسود".