التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 10:45 م , بتوقيت القاهرة

رغم اتفاق باريس.. الانقسام مازال يضرب الساحة الليبية

ماكرون
ماكرون

يبدو إن مهمة تحقيق السلام في ليبيا ما زالت شاقة وطويلة، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، موضحة أن الاتفاق الذي تم توقيعه في باريس والذي يقضي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر المقبل، كان متفائلاً أكثر من اللازم في ظل الانقسامات العميقة التي تضرب ليبيا والانتشار الكبير للمليشيات المسلحة.

وكان زعماء الفصائل اللليبية قد اتفقوا أمس الثلاثاء في باريس على وضع إطار قانوني لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر المقبل، وذلك في إطار صفقة رعاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ووقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا من شواطئها.

وبحسب محللين فإن الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه متفائل للغاية، خاصة أن التجارب السابقة لتحقيق اتفاق سلام في ليبيا فشلت بسبب معارضة الجماعات المسلحة على الأرض لها.

وبموجب الاتفاق سيحدد القادة الليبيون، بحلول منتصف سبتمبر المقبل، قواعد الانتخابات التي ستجرى في العاشر من ديسمبر، والتي من أهم شروطها توفير الأمن للناخب الليبي. كما وافق القادة الليبيون على دمج قواتهم المسلحة وغيرها ضمن الكيانات الأمنية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الاتفاق بأنه "تاريخي وضروري لأمن الشعب الليبي واستقراره"، حيث سعى ماكرون لأداء دور الوسيط في الشرق الأوسط، وكان مجرد جمع الفرقاء الليبيين في غرفة تفاوض واحدة يمثل نجاحاً للرئيس الفرنسي.

لكن كانت الصعوبات المنتظرة واضحة، بحسب الصحيفة. فلقد رفض قادة الفصائل الليبية التوقيع على ما تم الاتفاق عليه، وعندما سئل ماكرون عن سبب ذلك قال إن قادة الفصائل يرغبون في مناقشات مستفيضة مع أنصارهم في داخل الوطن.

من جانبها قالت مجموعة الأزمات الدولية، في تقرير منشور لها أن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه الفصائل الليبية، موضحة أن ليبيا ما زالت دولة مجزأة وينتشر فيها الفساد، وقادة الفصائل السياسية والعسكرية فيها يعمقون من حدة الانقسامات المجتمعية.

تقول كلوديا غازيي، المختصة بالشؤون الليبية ضمن مجموعة الأزمات الدولية، إن الدستور الليبي لم يتضمن منصب الرئيس، وإن دستوراً جديداً لم يطرح بعد للاستفتاء، لذا فإن تحديد موعد 10 ديسمبر للانتخابات أمر مثير للجدل.

تسعى فرنسا ودول أوروبية أخرى لتحقيق الاستقرار في ليبيا، في محاولة لوقف تدفق اللاجئين الذين يغادرون شواطئ ليبيا لأوروبا، حيث تقع الموانئ الليبية في طرابلس على بعد 180 ميلاً فقط من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وعلى الرغم من الإجراءات التي أدت إلى تباطؤ تدفق اللاجئين، فإن الآلاف ما زالوا يتجهون إلى أوروبا من خلال شبكات التهريب.

أمريكا، بحسب نيويورك تايمز، أدت دوراً خفياً في الأزمة الليبية، فلم تكن تتصدر المشهد، واكتفت بمحاربة تنظيم داعش في ليبيا وخاصة في العام 2016، حيث نفذت المقاتلات الأمريكية قرابة 500 طلعة جوية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في سرت الساحلية، كجزء من حملة عسكرية دولية.