التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 08:24 ص , بتوقيت القاهرة

دراسة.. مشاهدة التليفزيون تزيد الإصابة بالسمنة بنسبة 10%

زيادة الوزن
زيادة الوزن
ضغط الدم، أمراض الكلى، زيادة مخاطر الإصابة بالأورام، والشخير، وغيرها من الأمراض ترجع بشكل أساسي إلى الإصابة بالسمنة التي باتت من أخطر أمراض العصر، لكونها ظاهرة مرضية راجعة لتغيير نمط الحياة ونوعية الوجبات و توفر الأطعمة غير الصحية مصحوبة بقلة النشاط البدني، وتمثل السمنة مشكلة جمالية تخص الكبار والصغار، وتعد من أخطر مشكلات الأطفال سريعة الانتشار، وقد أثبتت الأبحاث الطبية ارتباط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن الطفل السمين غالبا ما يصاب بالسمنة في الكبر.
وكشف الدكتور مجدي بدران، استشاري الحساسية والمناعة وعضو الجمعية المصرية للحساسية، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، عن أن قلة الحركة تقتل 2 مليون شخص سنويا على مستوى العالم، كما تؤدي إلي إصابة مئات الملايين بعدد من الأمراض، كما أن كل ساعة يستغرقها الإنسان في مشاهدة التليفزيون يوميا تزيد من احتمالات إصابته بالسمنة بنسبة 10 في المائة، مشيرا إلى إن العديد من الدراسات أفادت أن مشاهدة الأطفال للتليفزيون فترات طويلة يرتبط بزيادة الوزن أو السمنة خلال مراحل الحياة المختلفة من الطفولة، والمراهقة إلى مرحلة البلوغ، حيث يعانى 20 في المائة من أطفال مصر من السمنة، مؤكدا وجود علاقة بين وزن الجسم الصحي و تحسين الأداء، و مشددا على إنه ينبغي أن يزاول الأطفال نشاطا بدنيا حوالى 60 دقيقة على الأقل يوميا، وان يقللوا من الجلوس أمام التليفزيون والمكوث أمام الشاشات ٠
وأضاف أن الاستغراق في مشاهدة التليفزيون والذي يتعاظم خلال شهر رمضان مع سيل البرامج الجديدة، والدراما التليفزيونية التي تعرضها الفضائيات خلال هذا الشهر يزيد من الخمول البدني و الوزن، ويدفع الجسم نحو الإصابة بالسمنة، مشيرا إلى أن الاستغراق في الجلوس أمام الشاشات وفي مقدمتها شاشة التليفزيون يعنى قلة الحركة و نمط حياة ساكنا، لذلك يجب في هذه الفترة متابعة الجسم والسيطرة على الزيادة في الوزن قبل خروجها عن السيطرة حيث ان عملية فقدان الوزن تصعب كلما زاد الوزن وزاد تراكم الدهون، ناصحا بممارسة أي نشاط بدني خلال مشاهدة التليفزيون، حيث يقلل زيادة النشاط البدنى من فترات الوقوع في دوامة الخمول أمام التليفزيون.
وأكد بدران أن هذا يضر بنمو وتطور الجهاز التنفسي في الأطفال، ويضاعف من نسب إصابتهم بالربو الشعبي، كما يضر بالكبار، ويزيد فرص الإصابة بزيادة الوزن والسمنة، حيث أن العضلات الهيكلية والمناعة يكملان منظومة الدفاع عن الجسم، فبالحركة تصبح العضلات أقوى والصحة أفضل و المناعة أكثر، وغياب الحركة و قلة النشاط العضلى يدفع بالإنسان إلى دهاليز أمراض العصر من نقص مناعة و حساسية و أمراض القلب والدورة الدموية ويؤدى إلى شيخوخة مبكرة .
وفي تقرير - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - عن السمنة ومخاطرها ومعاناة الكثيرين من زيادة الوزن في رمضان، فإن السمنة والوزن الزائد مصطلحان يختلفان قليلا عن بعضهما البعض، فالسمنة هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي بسبب تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن الزيادة المفرطة في تناول الطعام مقابل نسبة ضئيلة من المجهود العضلي والرياضي اليومي الذي يقوم به الشخص، فيما يعتبر زيادة الوزن الدرجة الأولى للسمنة أي بدايتها، ويطلق زيادة الوزن عادة على الأشخاص الذين لديهم زيادة بسيطة في الدهون.
وأكدت دراسة حديثة أنه ليس من الضروري أن تشخص حالة مريض بالسمنة المفرطة حتى يكون عرضة للإصابة بالأمراض التي تسببها زيادة الوزن، موضحة أن هناك 2 مليار شخص ما بين طفل وبالغ على مستوى العالم يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن زيادة الوزن، وتتضمن تلك المشكلات الصحية الإصابة بداء السكري من الفئة الثانية، وأمراض القلب، والسرطان، لكن نسبة كبيرة من هؤلاء يعانون من تراجع قراءة مؤشر كتلة الجسم إلى مستويات أقل من 30 درجة، وهو الحد الذي يشير إلى الإصابة بالسمنة.
وأشارت ورقة بحثية نشرت في مجلة "نيو إنجلاند الطبية " إلى إن نتائج هذه الدراسة ألقت الضوء على "أزمة عالمية يزداد خطرها على الصحة العامة بمرور الوقت" وقال كريستوفر موراي، مدير معهد مقاييس وتقييم الصحة التابع لجامعة واشنطن، والذي أجرى الدراسة إن "من يتجاهلون زيادة الوزن يخاطرون بأنفسهم، إذ يجعلون أنفسهم عرضة لأمراض القلب، وداء السكري، والسرطان، وغيرها من المشكلات الصحية التي تشكل خطرا على الحياة."، مشيرا إلى أنه "على الذين يتعاملون مع زيادة الوزن بشيء من الجدية لبعض الوقت على مدار العام أن يستمروا في إيجاد حلول لفقد الوزن وتفادي زيادته في المستقبل".
وكشفت الدراسة، التي أُجريت في 195 دولة حول العالم في فترة زمنية امتدت لـ 35 سنة من 1980 إلى 2015، عن إن معدل السمنة مستمر في الارتفاع حول العالم منذ عام 1980 مع تضاعف معدل انتشار السمنة في 70 دولة، و تقع الولايات المتحدة على رأس القائمة بين الدول التي يرتفع فيها معدل السمنة بين الأطفال والبالغين، إذ يعاني منها 13 في المائة من الأمريكيين، وتحتل مصر المركز الأول في انتشار السمنة بين البالغين، إذ تصل نسبة من يعانون منها من السكان إلى 35 في المائة، وأن 30 في المائة من سكان العالم (أي حوالي 2.2 مليار)، من الأطفال والبالغين يعانون من آثار زيادة الوزن، ويعاني 108 ملايين طفل، و600 مليون بالغ تم تصنيفهم كمتأثرين بانخفاض مؤشر كتلة الجسم إلى مستويات أقل من 30 درجة.
لقد باتت السمنة مرض العصر حيث يصاحبها ما يقرب من 47 مرضا مزمنا متسببة في الكثير من المشاكل لضحاياها ابتداء من المشاكل الاجتماعية و النفسية، و انتهاء بمسلسل الأمراض الذي لا ينقطع مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والجلطات والمفاصل والدوالي و السكرى النوع الثانى وأمراض الكلى ومتلازمة تكيس المبايض ومشاكل التنفس والشخير،وغيرها والتخفيف من عبء هذه الأمراض ليس بالمهمة المستحيلة، فخسارة 5 – 10 في المائة من الوزن الزائد كفيلة بتحسين وتخفيف هذه الأمراض وأعراضها، و لكن الأولى والأهم هو محاربة تفشي وباء السمنة التي تعد أكثر وسيلة ناجحة للحد من هذه الأمراض.