التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 07:51 ص , بتوقيت القاهرة

بعد فوز الصدر.. العنف سلاح إيران للعودة للمشهد العراقي

يبدو أن نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق مازالت تلقي بظلالها على المشهد الدولي، في ظل المفاجأة غير المتوقعة التي تمكن السياسي الشيعي مقتدى الصدر من تحقيقها بتصدره النتائج الأولية، بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير لها، خاصة وأن الصدر معروف بمعاداته لأمريكا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، وكذلك رفضه للدور الإيراني في الداخل العراقي، حيث أنه يسعى لتحقيق قدر كبير من الاستقلالية لبلاده.

يبدو أن فوز الصدر بأغلبية مقاعد البرلمان العراقي كان بمثابة خسارة صادمة للجانبين الإيراني والأمريكي، بحسب الصحيفة البريطانية، موضحة في الوقت نفسه أن نتيجة الانتخابات العراقية جاءت ربما ليعلن العراقيون رغبتهم في عدم التورط في النزاع بين واشنطن وطهران.

وأضافت الصحيفة البريطانية البارزة أن التوقعات كانت تصب في صالح فوز قائمة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، خاصة بعد الانجاز الكبير الذي تحقق خلال سنوات وجوده في السلطة، والمتمثل في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، كما أن هادي العامري، والذي قاد فصائل الحشد الشعبي، كان أيضا متوقعا أن يحل ثانيا في الانتخابات العراقية.

وأوضحت "فاينانشال تايمز" أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هو الأخر كان متوقعا أن يحقق مقاعد أكبر من تلك التي حققها، رغم سياساته التي قامت على أساس طائفي، خاصة وأنه كام يحظى بدعم كبير من قبل حزب الدعوة الإسلامي المدعوم من إيران، إلا أن فوز الصدر ربما قلب الأمور رأسا على عقب، وهو ما قد يساهم بصورة كبيرة في احتمالات سقوط البلاد في بئر من الفوضى.

 نتائج الانتخابات العراقية ربما شكلت صدمة كبيرة لإيران بفوز مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعى الشاب المعارض للتدخل الإيراني في شئون العراق السياسية، والذي جاء في المركز الأول، يليه العامرى، ثم العبادى.

إلا أن إيران لن تتخلى عن سيطرتها على العراق بهذه السهولة، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى غربية في عام 2015، حيث تبقى هناك احتمالات اندلاع أعمال عنف في الداخل العراقي في الأيام القادمة، خاصة مع انتشار الميليشيات المسلحة الموالية للعديد من الفصائل السياسية خاصة المدعومة من إيران.