التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 12:36 م , بتوقيت القاهرة

في ضوء التوتر غير المسبوق.. هل تتجه أوروبا بعيدا عن الولايات المتحدة؟

يبدو أن الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تمر بمنعطف جديد في الآونة الراهنة، خاصة مع زيادة الخلافات بين الجانبين، بسبب الإجراءات التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعاقبة الشركات الأوروبية التي سترفض الالتزام بالعقوبات المفروضة على طهران، وهو الأمر الذي اعتبرته عدة دول أوروبية بمثابة تهديد مباشر لهم.

إلا أن التهديدات الأمريكية للشركات الأوروبية العاملة في طهران ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه العلاقات الأوروبية الأمريكية، حيث أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن امتعاضها جراء الإجراءات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية على التجارة مع بعض دول أوروبا، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول ما إذا كانت أوروبا سوف تسعى للتحرك بعيدا عن مدار الفلك الأمريكي في المرحلة المقبلة.

لعل التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمام قمة الإتحاد الأوروبى-البلقان، والذي اعتبر خلالها أن أوروبا الضامن للاستقرار العالمى، مسلطا الضوء على الإنشقاق المتنامى عبر الأطلسى، والذى شهد تقارب بريطانيا مع فرنسا وألمانيا لدعم النظام الدولى وسط توتر مع الولايات المتحدة.

وفى حديثه أمام زعماء الاتحاد الأوروبى فى صوفيا، اليوم الخميس، كانت تصريحات الرئيس الفرنسى بمثابة رد فعل حاد على انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، من الاتفاق النووى الإيرانى. وتشير الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين اجتمعوا لإنقاذ الإتفاق النووى من الإنهيار فى مواجهة الولايات المتحدة. وقال ماكرون: "عندما تهدد التحديات بزعزعة استقرار العالم، فإن الحل الوحيد هو الانضمام إلى قواتنا للرد بصوت واحد. السيادة الأوروبية هى الضامن للاستقرار الدولى".

إلا أن الرئيس الفرنسي ليس الوحيد الذي وجه انتقادات حادة للولايات المتحدة، فقد سبقه في ذلك رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والذي وجه واحدة من أكثر الإنتقادات حدة للقيادة الأمريكية وسط علامات على إنحراف أوروبا عن التحالف العابر للأطلنطى. وشدد فى خطاب للقادة الأوروبيين على ضرورة التأكيد دون أى شك على إلتزامهم بالإتفاق النووى.

تقول صحيفة "التايمز" أن الاتحاد الأوروبي ربما يسعى إلى الاعتماد على نفسه في المرحلة المقبلة بعيدا عن الولايات المتحدة، خاصة وأن القرارات الأمريكية الأخيرة تجاهلت أوروبا ومصالحها تماما، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من الشقاق بين أمريكا وأقرب حلفائها الأوروبيين، خاصة ممن هم يؤمنون بفكرة الوحدة الأوروبية، سواء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
 
وأضافت أن أوروبا ربما تتمسك باتفاقها النووي مع إيران، وهو ما قد يؤجج الخلافات الأوروبية الأمريكية في المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي لا يصب في مصلحة إيران وحدها ولكن يبدو مفيدا للغاية بالنسبة لروسيا، والتي تعد أكثر الداعمين لإيران وللاتفاق الذي تم إبرامه في يوليو 2015.