التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 01:32 م , بتوقيت القاهرة

"حيادية النت".. أمريكا سرقت الوصلة

حيادية النت
حيادية النت
في أمريكا أزمة إنترنت من الدرجة الأولى يمكنها التأثير على أي مستخدم للإنترنت في العالم.. إنها أزمة "حيادية النت"، والتي تسعى فيها الحكومة الأمريكية للحصول على التحكم الكامل في محتوى الإنترنت وسرعته.
 
ماذا يعني هذا؟
 
ربما لا تهتم أو تسمع كثيرا بمصطلح "حيادية النت"، لكن بالتأكيد علامة التحميل هذه تثير غيظك كلما ظهرت أمامك على الشاشة وأنت تشاهد فيديو أو تنتظر ظهور رابط أو معلومة تريدها.
 

 
كلنا نعتقد أن الإنترنت وما عليه أغلبه مجاني باستثناء ما ندفعه من اشتراك لشبكات الاتصالات أو حتى في اشتراك لشبكة مثل نتفليكس لمشاهدة مسلسل.. لكن الواقع هو أنه بدون حيادية النت يمكن لمزود خدمة الإنترنت لديك أن يتحكم في المحتوى الذي تراه، يمكن أن يخفي صفحات معينة أو مواقع معينة وحتى يمكنه إبطاء سرعة النت لديك.
وهذا يعني أنه لرؤية ما تريد ستضطر لدفع المزيد والمزيد من المال لإخفاء العلامة المملة التي تدور في منتصف الشاشة.. حيادية النت يفترض أن تضمن لك مشاهدة وتصفح أي موقع على الإنترنت بنفس السرعة بغض النظر عن شهرة الموقع أو من يديره.
 
من يريد إنهاء "حيادية النت" وإبطاء السرعة؟
 
"لا يمكن أن نسمح للإنترنت بأن يكون أسرع من الحكومة".. عبارة قالها تيد كروز السيناتور والمرشح الفاشل في الانتخابات الأولية الأمريكية، والذي يقول حاليا إنه من الضروري أن تسيطر الحكومة الأمريكية على كل كلمة وكل معلومة تظهر على الإنترنت.
في الوقت الحالي مواقع مثل جوجل وفيسبوك وتويتر وغيرها من الشركات الكبرى تتحرك بنفس المعدل ويمكن رؤيتها ورؤية مواقع خاصة لأشخاص عاديين وشركات صغيرة بنفس المعدل أيضا.
لكن بدون حيادية النت ستكون المواقع التابعة لشركات عملاقة قادرة على دفع المال لمزود الخدمة، فتظهر في نتائج البحث بينما تختفي مواقع أخرى من عمليات البحث تماما.. يعني أن موقعك الخاص سيكون موجودا ولكن لن يراه أحد.
الآن لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية صوتت لصالح إنهاء حيادية النت في 11 يونيو المقبل.. ولكن أعضاء الكونجرس الديموقراطيين يحاولون الدفع لتصويت أخير غدا الأربعاء لإنقاذ النت وحرية المعلومات فيه.
والمعروف عن لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية أنها تحت إدارة 5 أشخاص غير منتخبين يقوم بتعيين المفوض الخاص باللجنة، الرئيس الأمريكي نفسه، وترامب مؤيد للغاية لعملية إلغاء حيادية النت حيث قام بتعيين "أجيت باي" الذي قاد التصويت لإلغاء حيادية النت.
 
قانون سوابق
 
في 2014 كانت هناك موجة جدل دائر في الحكومة الأمريكية خلال عهد أوباما حول حرية المعلومات، ولم يكن هناك قانون صريح في هذا الشأن.. ولكن تدخلت الإدارة الأمريكية وأكدت على إصدار القانون وحماية حرية المعلومات وحيادية النت.
والسبب في ذلك هو ما لاحظه عملاء شركة "كومكاست" المزودة لخدمة الانترنت عندما لاحظوا أن سرعة البرامج والمسلسلات التي تعرضها نتفليكس انخفضت.. ولم ينصلح الأمر إلا عندما وافقت نتفلكس على دفع أموال أكثر لكومكاست.
 
كيف سيؤثر هذا على المستخدمين؟
 
تخيل أن تدفع مالا أكثر لأوبر لأنك في أوقات الذروة.. يمكن أن يحدث هذا على الإنترنت حيث تقول شبكة nbc إن مزودي الخدمة قد يغيرون في طبيعة اشتراكات الانترنت ومن يريد مشاهدة فيديو أو الاستماع لأغنية في أوقات الذروة أو دخول مستخدمين كثر على نفس الرابط .. عليهم دفع مال أكثر.
وربما تلاحظ أيضا أن جودة الفيديو ستصبح أقل في الفيديو.. وهذا يعني أن المواقع التي لن تدفع للشركات أموالا أكثر ربما لن تجد زوارا ولن تستطيع المنافسة في سوق الانترنت.
وفي الوقت الحالي يحاول المواطنين الأمريكيين تنظيم حملات للاتصال بأعضاء الكونجرس بحسب يتصل كل مواطن بعضو الكونجرس من مدينته أو دائرته الانتخابية حتى يبلغه بضرورة التصويت لصالح إبقاء حيادية النت.