التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:42 م , بتوقيت القاهرة

رغم سطوة الدعاية.. المال ولم الشمل سلاح الجمهوريين للاحتفاظ بالكونجرس

الكونجرس
الكونجرس

على الرغم من حالة الثقة التي تنتاب قطاعا كبيرا من الديمقراطيين في الولايات المتحدة، حول قدرتهم على استعادة السيطرة على الكونجرس من أنياب الفيل الجمهوري، في ظل حالة الاستياء جرّاء أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن الأمر على ما يبدو لن يكون سهلا على الإطلاق، في ضوء معطيات ربما تبدو مختلفة إلى حد كبير خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والمقررة في نوفمبر المقبل.

ربما التحديات أمام الجمهوريين تبدو هائلة، مع حملات الإعلام التي تستهدف الرئيس الأمريكي، جراء القضايا والفضائح التي تلاحقه، وكذلك حالة الانقسام التي تنتاب بعض القيادات البارزة في الحزب الجمهوري، إلا أن هناك بعض الأمور التي قد تغير موازين الانتخابات المرتقبة، والتي قد تصب في صالح الجمهوريين، وربما تدفعهم نحو الاحتفاظ بسيطرتهم على الكونجرس في الانتخابات القادمة.

شعبية الرئيس

لعل أهم العوامل التي تصب في صالح الحزب الجمهوري، تتمثل في زيادة شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بعض الولايات التي لم يحظ فيها بتصويت كبير خلال الانتخابات الرئاسية التي خاضها في عام 2016، أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو ما يعكس أن فشل الحملات الإعلامية التي استهدفت الرئيس الأمريكي.

بحسب استطلاع أجراه مركز "جالوب"، فإن شعبية ترامب ازدادت بستة نقاط كاملة مع بداية شهر مايو الجاري، وذلك إذا ما قورنت بشعبيته مع بداية العام، في حين كشف استطلاع أخر أجرته "واشنطن بوست" أن شعبية الديمقراطيين انخفضت بحوالي أربعة نقاط، حيث كانت نتائج الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة بين الناخبين، حول ماهية الحزب الذي يرغبون في أن يسيطر على الكونجرس في نوفمبر المقبل، قد أظهرت انخفاض شعبية الديمقراطيين من 10 نقاط في ديسمبر الماضي إلى 6 نقاط فقط في الاستطلاع الذي ظهرت نتائجه مؤخرا.

المال السياسي

إلا أنه بعيدا عن لغة الأرقام، فهناك مؤشرات تبدو مقلقة للغاية بالنسبة للحزب الديمقراطي، أهمها المال السياسي، والذي سيبدو عاملا حاسما في الانتخابات المقبلة، والتي ربما تكون أحد أهم أسلحة الفيل الجمهوري، في الانتخابات القادمة، وهو النهج الذي ربما يراه الرئيس ترامب مناسبا باعتباره أحد أكثر المجيدين للغة المال والأرقام كأحد أبرز رجال الأعمال الأمريكيين.

تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الديمقراطيين في ولاية فلوريدا يرون أن السيناتور الديمقراطي بيل نيلسون ربما لا يستطيع الصمود أمام منافسه الجمهوري ريك سكوت، وهو أحد أكبر رجال الأعمال الأمريكيين، والمعروفين بقدرتهم على تمويل حملاتهم الانتخابية بشكل جيد.

وعلق القيادي البارز في الحزب الديمقراطي يون تونسيند، أنه يبدو أمرا صعبا على نيلسون الصمود أمام أموال سكوت، مضيفا أن الأمر يبدو مقلقا للغاية، وهو ما ينبغي الانتباه له بشكل جيد في المرحلة المقبلة.

سياسة لم الشمل

على الجانب الآخر، يبدو أن الجمهوريين اتجهوا مؤخرا إلى سياسة لم الشمل، ففي الوقت الذي تصادم فيه قطاع كبير من الجمهوريين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ بداية فترته الرئاسية، بدأ بعض قيادات الحزب اتخاذ خطوات جادة لدعم الرئيس الأمريكي على اعتبار أن انهيار شعبيته لن يصب بأي حال من الأحوال في مصلحة الحزب في المرحلة الحالية.

فبحسب "واشنطن بوست"، فإن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ، ميتش ماكونيل، دعا ترامب إلى عدم انتقاد مجلس الشيوخ مؤكدا على ضرورة أن يدعم الرئيس الأمريكي اختيارات الحزب، وهو الأمر الذي استجاب له ترامب مؤخرا.