التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 08:03 ص , بتوقيت القاهرة

بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.. إيران على مفترق طرق

فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قنبلته المتوقعة وأعلن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.. ولكن ما هي عواقب الخروج الأمريكي من الاتفاق الذي تصر أوروبا على الالتزام به.
 
البترول وعضة الاقتصاد
 
في 2015 انطلقت إيران بعد الاتفاق النووي مباشرة لعقد صفقات مع شركات أوروبية لاستيراد العديد من البضائع وحتى الطائرات الايرباص المدنية، وحتى دول مثل إيطاليا كانت من أشد المتحمسين للاستثمار في إيران من خلال تطوير مبان في عدة مدن والبنية التحتية لمنشأت حكومية ومدارس ومستشفيات.
 
ولكن الآن فإن الشركات في الدول المؤيدة لاستمرار الاتفاق النووي والتي وقعت عليه هي نفسها ستخشى الاستمرار في التعامل مع إيران حتى لا تقع تحت طائلة العقوبات الأمريكية وتخسر السوق العالمي من أجل الاستثمار في دولة مستقبلها غامض.
 
وهذا بالضبط ما حدث مع البترول، حيث قفزت أسعار البترول 2.5% مباشرة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي موقفه، ووصل سعر البرميل إلى 76.6 دولار، وهو سعر لم يحدث منذ 2014.
 
وهذا ببساطة يعني عضة قاسية للاقتصاد الإيراني الذي سيتم تقويضه بالعقوبات الأمريكية من جديد.
 
وبحسب إعلان وزارة الخزانة الأمريكية يبقى 90 يوما فقط على عودة العقوبات الأمريكية على قطاع السيارات، بينما العقوبات على البترول الإيراني ستعود بعد 180 يوما.
 
وهذا يعني أن حلفاء أمريكا في أوروبا ومنهم فرنسا لن تستطيع شراء البترول من إيران على الرغم من أنها من الدول الموقعة على الاتفاق.
 
كذلك أعلنت الخزانة الأمريكية إلغاء تراخيص صفقة بيع طائرات بوينج لإيران كانت تقدر بـ20 مليار دولار.
 
إيران منقسمة
 
على الجانب السياسي، فإن الرؤية ضبابية تماما، فإيران نفسها منقسمة بين التيار الإصلاحي الذي يقول إن الاتفاق ما زال يمكن إنقاذه وبين التيار المحافظ الذي يدعو لعودة تخصيب اليورانيوم وصحف الجانبين بدأت تدعو لأجندة مختلفة والرأي العام في حالة انقسام غاضب لأن عودة العقوبات ستؤثر على معيشة الشعب الإيراني بالضرورة.
 
الرئيس الإيراني حسن روحاني المنتمي للتيار الإصلاحي أعلن عن تعليمات لفريق مفاوضات للتباحث مع الدول الأوروبية حول الضمانات التي تريدها طهران الأن لحماية مصالحها مع الدول المتبقية في الاتفاق بعدما أعلنت أمريكا عودة العقوبات عليها.
 
لكنه من جهة أخرى أصدر تعليمات بأن تكون المنشأت النووية الإيرانية جاهزة لتخصيب اليورانيوم في حال ما فشلت المفاوضات.
 
لكن يرى موقع "vox" إنه لو فشلت المفاوضات الأوروبية الإيرانية وعادت طهران لتخصيب اليورانيوم وسارعت الوقت للحصول على سلاح نووي فإن الولايات المتحدة ستكون في موقف صعب للغاية وسيكون عليها إما قبول إيران كعضو في النادي النووي أو توجيه ضربة عسكرية لطهران.