التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 09:29 ص , بتوقيت القاهرة

حكاية "تعريب المناهج فى مصر" من طارق شوقى للورد "كرومر"

طارق شوقي
طارق شوقي
اتهامات بغياب العدالة بين المدارس، واجهت الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم فور تصريحاته التى أعلنها عن تطبيق التعريب فى المدارس التجريبية فى مصر، ما قاد أولياء طلاب المدراس التجريبية أمام وزارة التربية والتعليم الفني للاعتراض على قرار تعريب الدراسة فى النظام الجديد للتعليم المزمع تطبيقه سبتمبرالمقبل فى المرحلة الإبتدائية على المدارس التجريبية، لحماية اللغة العربية، ووسط هتافات:مش هنمشي هو يمشي" صب أولياء الأمور غضبهم اليوم - الخميس-  على قراروزير التعليم لرفض قراره كونه لايطبق العدل بين المدارس التجريبية والدولية.
المناهج
المناهج
ودفعت الاتهامات إلى خروج وزير التربية والتعليم الفنى، للدفاع عن نفسه ، حيث أكد فى تصريحات سابقة:" من العيب أن يتهم وزير تعليم مصر بتعريب المناهج"، موضحًا فى تصريحات للإعلامى عمرو أديب أن هناك إطار عام يستهدف حل المشكلات، والقضية ليس بها تعريب أساساً، ولكن هناك نظام تعليم جديد سوف يتم اتباعه.
 
لكن الإتهام بـ" التعريب" الذى حاول وزير التربية نفيها عن نفسه، رحب لها البرلمان المصرى، حيث أكد عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب فى تصريحات صحفية أنها خطوة جيدة جدا لتحسين مستوى التعليم بالمدارس الحكومية، كما تحمس عددا من النواب للقرار باعتباره من الأهداف القومية الضرورية.
 
البرلمان
البرلمان
 
وبالعودة إلى الوراء، ظهر أول مسمى للتعريب فى عهد العصر العباسي، الذي قاد تحديث المجتمع فى وقت كانت البداوة عالية عليه، وكان من أهم مظاهرها تعريب "علوم العجم" والتى قابلتها فى الثقافة العربية الخالصة "العلوم الإنسانية" ذات الصلة الوطيدة بالكتاب والسنة.
 
وفى مصر عرف "التعريب" فى نهاية القرن الـ19، عندما تعرضت مصر لهجمة استعمارية استهدفت طمس هويتها المصرية، وإحلال اللغة الإنجليزية بدلا من اللغة العربية، بعد قراراللورد "كرومر" المندوب السامى البريطاني بإحلال اللغة الإنجليزية بدلا من العربية فى المرحلة الثانوية، وهو ما ازعج المصريين من تحول التعليم الثانوى، بل اعتبره البعض هدما للتعلم.
 
اللورد كرومر
اللورد كرومر
 
ولم يهدأ المصريون حتى أعادوا التعليم عربيا، حيث صدر من الجمعية التشريعية فى 1907 قراراً بتعريب التعليم الابتدائى والثانوى وأجبروا الحكومة على تنفيذ ذلك ولم يمض عام 1912 حتى صار التعليم الابتدائى والثانوى عربياً، لكن التعليم العالى ترك إنجليزيا فى العديد من الكليات كالطب والهندسة والعلوم والصيدلة وعمل الزمن على ترسيخ ذلك خاصة بعد إنشاء الجامعة المصرية الحكومية فى 1925.