على الرغم من السنوات الكثيرة التي ضاعت في إطار التجارب الصاروخية والنووية المتصاعدة، فإن آفاق السلام في شبه الجزيرة الكورية أصبحت الآن أكثر وضوحا من أي وقت مضى، خاصة منذ أن تسلم الزعيم الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونج أون السلطة في عام 2011، حيث وافق الزعيم الكوري الشمالي البالغ من العمر 34 عاما على مقابلة رئيس كوريا الجنوبية مون جاي يوم الجمعة كما سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسابيع القادمة لمناقشة نزع السلاح النووي.

وقد تعهد كيم بإنهاء اختبارات الأسلحة ووافق على تفكيك موقع التجارب النووية في بونجاي - ري، كما أنه أكد على أن أي اتفاق على نزع السلاح النووي لن يكون مرهونا ببقاء القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول إمكانية توحيد شبه الجزيرة الكورية من جديد

صحيفة "تايم" الأمريكية تناولت التحديات الأكبر التي ربما تواجه مثل هذه الخطوة:

سياسيا

وبالنظر إلى أن أولوية كيم هي الحفاظ على نظامه الأسري، فمن غير المرجح أن توافق كوريا الشمالية على إعادة التوحيد الوطني بشروط تبشر بزوالها، بينما كوريا الجنوبية، وباعتبارها دولة حرة ديمقراطية ، فإنها لن تستمتع بالتمدد في ظل الشمولية الستالينية، المهيمنة على جارتها الشمالية، كما ان إصلاح الانقسام السياسي يمثل نقطة شائكة كبيرة

قد يكون أحد الخيارات هو أن يكون هناك ترتيبات تتعلق بنظام "دولة واحدة ونظامان"، على غرار الطريقة التي تدار بها الصين وهونج كونج، حيث يبقيان نظامين سياسيين فريدين تحت مظلة نفس الدولة. ومع ذلك، يعلم كيم أن تخفيف القيود الداخلية - مثل تبادل الناس والمعلومات ورأس المال - يضعف موقفه لأن رعاياه الفقراء البالغ عددهم 25 مليون نسمة سيبدأون بلا شك في الحديث عن التكافؤ الاقتصادي مع 50 مليون أخرون من دول أكثر تقدما في المنطقة.

اقتصاديا

وبعيدا عن التحديات السياسية التي تواجه فكرة الوحدة بين الكوريتين، فإن القضايا الاقتصادية لن تواجه بحلول سهلة إلى حد كبير، حيث تمتلك كوريا الشمالية ناتج محلي إجمالي أقل من 1٪ بينما يعد اقتصاد كوريا الجنوبية في المركز الحادي عشر بين أكبر اقتصادات العالم، ويضم عددا من أكبر شركات التكنولوجيا والهندسة على مستوى العالم. وبالتالي، فإن دمج الاقتصادين سيعاني من صعوبات أكبر بكثير مما كانت عليه تجارب أخرى انتهت إلى الوحدة على غرار توحيد الألمانيتين بعد سقوط حائط برلين.

اجتماعيا

الحياة في كوريا الجنوبية تبدو سريعة للغاية، بينما البيئة هناك أكثر تنافسية،، وهو الأمر الذي لا يبدو متوفرا للكوريين الشماليين، كما أن التعليم هو الأخر يعد أحد أهم التحديات التي تواجه مسألة الوحدة، حيث يبقى يوم التعليم بالنسبة لسكان كوريا الجنوبية، ممتدا لأكثر من 16 ساعة يوميا كما أن الحكومة الكورية الجنوبية تسعى لحصول جامعاتها على مرتبة كبيرة بين جامعات العالم.

أمنيا

ويعتقد أن كوريا الشمالية لديها جيش دائم يتألف من 1.1 مليون جندي إلى جانب 7.7 مليون احتياطي. ووفقا لتقرير وزارة الدفاع الوطني الكوري الجنوبي، فإن بيونجيانج تضم أكثر من 1300 طائرة، ونحو 300 طائرة هليكوبتر، و 250 سفينة برمائية، و 430 سفينة مقاتلة، و 4300 دبابة، و 2500 عربة مدرعة، و 70 غواصة، و 5500 قاذفة صواريخ متعددة. 

سيكون منع بيع هذه الأصول أو بيعها بأي شكل آخر أولوية بالنسبة لدولة كورية موحدة، ولكن يبقى التحدي الرئيسي متمثلا في أن العالم لا يعرف سوى القليل جدا عن موقع ترسانات النظام أو سلاسل القيادة التي تتحكم بها.