التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 03:34 م , بتوقيت القاهرة

التحليل والسلوك السياسي

السياسة جزء من اهتمامات الإنسان، وهى سلوك يقوم به كل فرد من أفراد المجتمع، ويتعدى الاهتمام بالشأن العام ليحتل الأمور المتعلقة بالدولة وتوزيع الموارد ومناقشة السياسات وإبداء الرأي. والحقيقة أن السلوك السياسي ليس حكرا على السياسي الذي يمارس السياسة فقط، بل هو سلوك يقوم به كل فرد من أفراد المجتمع، فالسلوك السياسي يقوم به الفرد العادي كما يقوم به رئيس الدولة.

سقط منذ فترة الاقتناع بوجود أسس علمية وقواعد يمكن اكتشافها في السلوك السياسي، لقد جاء تيار ما بعد السلوكية ليسجل بعد ذلك اعتقادا يؤكد أن كافة المعايير والمناهج تطلق اسم العلم هي مجرد أفكار نسبية، ولذلك لا يمكن لمنهجية واحدة مهما ادعت العملية والشمول والإحاطة بتفضيلات السلوك السياسي الذي يستند إلى قاعدة عامة يمكن استنتاجها بالملاحظة والفحص المبدئي.

مع أن علم السياسة قديم، إلا أنه يعد حديثا بعد انفصاله عن الفلسفة والتاريخ والقانون بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حاول العديد من علماء السياسة طرح مجموعة من المناهج التحليلية مثل منهج تحليل النظم، منهج البناء الوظيفي، منهج الثقافة السياسية، ومنهج اتخاذ القرار، كما قاموا باستعارة المنهج العلمي من علوم الطبيعة وعلم النفس في دراسة السلوك السياسي واكتشاف القوانين السياسية.

ارتبط الادعاء لما يسمي علم السياسة والمنهج السلوكي ليؤسس لعلم السياسة المعاصر الذي يركز على السلوك السياسي ويعترض المنهج السلوكي وجود انتظام وأسلوب سياسي للإنسان، نستطيع القول أن التحليل السياسي عبارة عن عملية ذهنية تحاول تجزئة الواقع، والحقيقة أن الهدف هو الاقتراب المنهجي والعلمي من السياسة الفعلية.

الهدف من التحليل السياسي هو الاقتراب المنهجي والعلمي من السياسة.. وبالتالي الإجابة عن سؤالي بماذا تتأثر السياسة؟ وبماذا يتأثر السلوك السياسي؟ يجزم أعضاء التيار الأول أنه بإمكان علم السياسة أن يصبح أحد العلوم التطبيقية والتجريبية ويستخدم مناهج وتقنيات البحث العلمي في دراسة السلوك السياسي. ولكن للأسف لم تستطع أن تتنبأ بالوقائع السياسية، فالتنبؤ بالأحداث السياسية غير ممكن، كما لم يمكن تأكيد عملية علم السياسة من خلال الطرق الكمية والإحصاءات.

يفترض المنهج السلوكي وجود انتظام في السلوك وأن مهمة عالم السياسة اكتشاف هذا الانتظام، عندما يتم اكتشاف هذه الثوابت فإنه بالإمكان دراستها دراسة تحليلية.

ينطلق علم السياسة السلوكية من حقيقة أن السياسة ليست غاية أو سلطة أو دولة وإنما هي سلوك إنساني من نوع خاص، فالسياسة هي السلوك السياسي للإنسان وتأتي مكملة سلوكياته، ويتجسد السلوك السياسي في شكل اهتمام الإنسان بالشأن العام.

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع