التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 08:13 م , بتوقيت القاهرة

انتقادات روحاني للعنف في إيران.. تمهيد للإصلاح أم احتواء للغضب؟

أرشيفية
أرشيفية

تصريحات جديدة خرج بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتقد خلالها الشرطة النسائية ضمنيا، في معرض حديثه عن محاولات نشر الفضيلة باستخدام العنف في المجتمع الإيراني، وذلك خلال الخطاب الذي أدلى به أمام عدد من المسئولين الإيرانيين، بينما بثه التلفزيون الإيراني، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الهدف من وراء مثل هذه التصريحات في الوقت الراهن، في ظل تزامنها مع موجة غضب يشهدها الشارع الإيراني منذ شهور.

انتقادات روحاني جاءت على خلفية أحد الفيديوهات التي انتشرت بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى الشرطيات الإيرانيات، والتي انهالت بالضرب على مواطنة بدعوى أن حجابها لا يغطي أجزاء من شعرها، وهو الفيديو الذي تسبب في حالة من الغضب المجتمعي في الداخل الإيراني بصورة كبيرة.

رمزية الحجاب

ولعل مسألة الحجاب تحمل دلالة رمزية كبيرة ومهمة، دفعت الرئيس الإيراني إلى انتقاد استخدام العنف، خاصة أنه كان وسيلة مهمة للنساء الإيرانيات للتعبير عن غضبهن طيلة الأشهر الماضية، حيث وقف العديد منهن في الميادين العامة وقمن بخلع حجابهن، ربما للاحتجاج على السياسات التي يتبناها النظام الحاكم في طهران، وكذلك للمطالبة بالتحرر من القيود المفروضة على قطاعات كبيرة من المجتمع الإيراني وخاصة المرأة والشباب.

يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني عمرو أحمد أن تصريحات روحاني تأتي في إطار محاولات تهدئة الشارع الإيراني في المرحلة الحالية في ظل ارتفاع سقف المطالب، والتي تطورت من مجرد المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية إلى مطالب بالتحرر، موضحا أن الشرطة النسوية هي أحد الكروت الهامة التي يجيد النظام الإيراني استخدامها، فعندما يثور الغضب المجتمعي يمكنه احتواءها، بينما إذا خرجت الأمور عن السيطرة غالبا ما يتجه إلى إطلاقها.

وأضاف أحمد، في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن الشرطة النسوية تبقى أداة في يد النظام الإيراني، يعرف متى يطلقها ومتى يلجمها، موضحا أن تصريحات روحاني تأتي في إطار محاولة احتواء الأوضاع في الداخل بعد شهور طويلة من التظاهرات التي شهدتها مختلف المدن الإيرانية.

السعودية ملهم الاصلاح

إلا أن الحديث عن صلاحيات الشرطة النسوية، والتي تقوم بدور فرض القيود على المرأة الإيرانية، في إطار النظام المتشدد الذي تتبناه الجمهورية الإسلامية، ربما يثير الجدل حول ما إذا كانت هناك نوايا لدى نظام طهران لإصلاح هذا الجهاز، على غرار ما فعلته المملكة العربية السعودية، خاصة وأن الإصلاحات التي دشنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان مؤخرا، ربما كانت ملهمة إلى حد كبير لقطاع كبير من المتظاهرين في الشارع الإيراني.

تقول الناشطة الإيرانية مريم ميمارساديغي، في تصريحات أبرزتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن الغرب كان الملهم الدائم للمرأة الإيرانية أثناء كفاحها ضد القمع الذي تمارسه السلطات الحاكمة في طهران، إلا أن ظهور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ربما يساهم بصورة كبيرة في تغير وجهة النشطاء الإيرانيين في التعامل مع السلطات الحاكمة في بلادهم، في إطار الإصلاحات التي تشهدها المملكة.

مقاربة صعبة

إلا أنه بالرغم من ذلك يرى قطاع كبير من المحللين أن المقاربة بين إيران والسعودية تبدو صعبة للغاية في ظل اختلاف نظام الحكم في البلدين، وبالتالي فإن إصلاحات المملكة لا يمكن تكرارها في طهران في المرحلة الحالية، وفي ظل وجود النظام الحالي.

يقول أحمد أن نظام طهران لا يجرؤ أن يقوم بنفس الإصلاحات التي يحققها ولي العهد السعودي، في المرحلة الحالية داخل المملكة العربية السعودية، لأن الحكم الديني يبدو متغلغلا ومتشعبا في كل أجهزة الدولة الإيرانية، موضحا أنه لا يوجد جهاز سواء أمني أو سيادي داخل إيران دون وجود لرجال الدين، وبالتالي هم الفئة المهيمنة على كافة أجهزة الدولة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك اتجاه لتحقيق الإصلاحات التي تتوافق مع مطالب الشباب الإيراني الذي يتطلع إلى التحرر.