التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 01:03 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. بعد عمران وتحدي المانيكان.. طفل سوري يؤكد فبركات "القبعات البيضاء"

يبدو أن سياسات التضليل الإعلامي أصبحت عدوى تنتقل هنا وهناك، لتحقيق أهداف بعينها، تعود إلى فاعليها. اعتدنا على مثل تلك السياسات في منطقتنا العربية، عبر القنوات الإعلامية التابعة لقطر، وربما في مقدمتها قناة "الجزيرة"، التي كثيرًا ما بثت تقاريرًا وأفلامًا وثائقية مفبركة تجاه عدد من الدول العربية، ولاسيما مصر والسعودية والإمارات.

ولعل "الجزيرة" اشتهرت بسياساتها تلك منذ عام 2011، حيث ثورات الربيع العربي، والتي ركزت فيها بشكل أساسي على الأوضاع الداخلية بمصر وسوريا، فيما بثت الكثير من الصور المغلوطة حول طبيعة الأحداث بتلك الدول في ذاك الوقت، من أجل تأجيج المشاعر لدى المواطنين وإثارة الرأى العام، فيما يصب في صالح أهداف تنظيم الحمدين - حكومة قطر – بضرب الإستقرار والأمن القومي بالمنطقة.

وتأتي اليوم شهادة الطفل السوري، حسن دياب، بحسب "سبوتنيك" الروسية لتعيد إلى الأذهان أساليب تلك الفبركة الإعلامية التي تُخدم على أهداف أصحابها.

الطفل السوري، أكد على أن مقطع الفيديو الذي ظهر من خلاله، ويتم ترويجه لتأكيد مزاعم الهجوم الكيماوي في دما السورية، مفبركًا جملة وتفصيلًا، راويًا تفاصيل ظهوره في ذلك الفيديو، حيث ذهابه وأسرته إلى المستشفى بعد سماع صارخ في الشارع، ثم مقابلته بأحد الأشخاص الذي قام بصب الماء عليه وآخرين، ووضعهم على أسرة بداخل المستشفى، لافتًا إلى أنه وافق على ذلك الأمر، نظرًا إلى أنه وأهله كانوا يف حاجة إلى الطعام، وقد عرض عليه التمر والكعك وغيرها من الأطعمة في مقابل المشاركة في تصوير ذلك الفيلم. فيما أكد والد الطفل على أنه لم يكن هناك أى هجوم كيماوي من الأساس، روايًا نفس ما أكده ابنه.

 

وأضافت الوكالة الروسية اليوم الخميس أن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا أعلن أن التقرير الذي تناول شهادة "دياب" وأسرته، سيتم عرضه على الدول الأعضاء بمجلس الأمن، وتوزيعه على الصحفيين والمراسلين.

الفيلم عُرض من خلال الصفحات الخاصة بالقبعات البيضاء، تلك المنظمة التي روجت لها قناة "الجزيرة" من قبل، بزعم أنها منظمة تطوعية إنسانية حيادية الساحة السورية، وقد تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام في السابق، كما حصل فيلم حولهم في عام 2016 بعنوان "ذي وايت هلمتس" بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير.

 

 

وفي تقارير إعلامية سابقة، كشفت الصحفية البريطانية  "فانيسا بيلي" على أن منظمة "القبعات البيضاء" تتعاون مع إرهابي تنظيم "داعش" وجبهة النصرة"، وغيرها من الجماعات الإرهابية في بعض المناطق السورية، لافتة إلى ملاحظتها بأن تواجد تلك المنظمة دائمًا ما يكون في مواضع تواجد الأماكن التي تخضع لسيطرة تنظيمات إرهابية، وهو ما ينعكس عبر مقاطع الفيديو التي يتم نشرها عبر صفحاتهم على السوشيال ميديا ومواقعهم الإليكترونية.

كما كشفت منظمة "أطباء سويديون لحقوق الإنسان" أن تلك المنظمة لم تقوم بإنقاذ الأطفال السوريين، وأنه وبدراسة المقاطع المسجلة التي تزعم معاناة الأطفال السوريين بسبب "هجوم كيماوي"، تم التوصل إلى أنهم يقومون بحقن الأطفال بالأدرينالين في منطقة القلب، وأن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيماوي لا يتم بهذه الطريقة، كما أنه لم يتم الضغط على نهاية الحقنة في الفيديو المسجل، وهذا يعني أنهم لم يقوموا بحقن الطفل بالدواء.

ولا تختلف قصة الطفل حسان كثيرًا عن نظيره "عمران"، والذي اشتهر إعلاميًا في عام 2016، بـ"عمران.. الطفل الصامت"، والذي نشرت الفيديو الخاص به منظمة "القبعات البيضاء". وقد شككت وسائل الإعلام الصينية في صحة ذلك الفيديو، مشيرة إلى أنه مفبركًا ويُعد جزءًا من حرب إعلامية.

عمران
 

 

وربما اضطرت "القبعات البيضاء" إلى الإعتراف بفبركاتها، عندما تم إحراجها بشكل واسع بسبب فيديو "تحدي المانيكان"، ذلك الإعتراف الذي تمثل في إعتذار وصفت فيه ما جاء بالفيديو في ذلك الوقت، على أنه "سوء تقدير"، بحسب "CNN" الأمريكية.

 

 

تحدي المانيكان
 

 

فيما أكدت أصوات سورية مرارًا وتكرارًا يحسب تقارير إعلامية متعددة على مدار السنوات الماضية، على أن ما تقوم به منظمة "القبعات البيضاء" ما هو إلا محاولات متكررة لتشويه الحقائق وتحريف المفاهيم لما يجري على الساحة السورية.