التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:30 ص , بتوقيت القاهرة

3 ملفات تفتح خلافات ألمانيا وفرنسا على رأسها سوريا

ماكرون - ميركل - تاسك
ماكرون - ميركل - تاسك
منذ عام تقريبا كانت العلاقات بين ألمانيا وفرنسا تشير لتقارب يجعل الكل يعتقد أن البلدين هما حليفان طبيعيان لديهما نفس الأهداف والسياسات حيث إن ميركل كانت أول من هنأ ماكرون على فوزه في الانتخابات الفرنسية.. ولكن الأن يبدو أن الخلافات بين الأصدقاء بدأت تصعد على السطح.
 
ماكرون الطموح
 
بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحكومتها لديها إحباط كبير من الرئيس الفرنسي وطموحاته لزعامة فرنسا على الاتحاد الأوروبي وأنه طوال شهور كان يتصرف بشكل منفرد مستغلا إنشغال ميركل في تشكيل حكومتها وقام بإشعال الخلاف مع إيطاليا التي استدعت السفير الفرنسي الشهر الماضي بعد دخول رجال شرطة فرنسيون للأراضي الإيطالية للقبض على عدد من المهاجرين حاولوا عبور الحدود لفرنسا ثم تراجعوا هربا بتجاه إيطاليا.
 
كذلك كانت هناك تحركات الرئيس الفرنسي الدولية مثل استقباله لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والمشير خليفة حفتر، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
 
بجانب رحلات ماكرون المكوكية حول العالم بين الصين والجزائر وتونس والسنغال ومساعيه في إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بقيادة فرنسا.
 
كل هذا يعني طموح فرنسي واضح لوضع باريس على قمة المسرح الدولي بينما ألمانيا منشغلة في مشاكلها الداخلية.
 
الضربة الثلاثية ضد سوريا
 
أحدث المشاكل بين ألمانيا وفرنسا كانت المشاركة الفرنسية في الضربة على سوريا، حيث كانت ألمانيا أيدت القيام بعمل دولي ضد بشار الأسد كعقاب على الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما.
 
لكن ألمانيا لم تشارك في الهجوم على سوريا ولم تكن تريد أي عمليات عسكرية، ولذا رأت ميركل بحسب "فاينانشال تايمز" و"دير شبيجل" إن فرنسا بقيادة ماكرون تحاول التقارب مع أمريكا لسرقة موقع ألمانيا كالقوة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، حيث إن منفذي الهجمات كانوا أمريكا (دولة غير أوروبية) وبريطانيا (دولة تنتظر الخروج من الاتحاد الأوروبي) بينما فرنسا هي الدولة التي تمثل الاتحاد الأوروبي في الهجوم.
 
إصلاح الاتحاد الأوروبي
 
أقدم مشكلة بين الطرفين وتم تأجيلها عدة مرات من قبل ألمانيا ولا يوجد أي علامات على إصلاحها حيث ذكرت صحيفة "لوفيجارو" إن ماكرون رسم لنفسه صورة حليف ميركل مقابل دعمها له في أجندة إصلاح الاتحاد الأوروبي.
 
وكانت أكبر مطالب ماكرون الإصلاحية هي إنشاء "صندوق النقد الأوروبي" الأمر الذي يعني نهاية سيطرة ألمانيا على الأجندة الاقتصادية لأوروبا.
 
وبحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية فإن ميركل ظلت تختبئ خلف الوعود بالتفاوض والإصلاح ومرة أخرى تختبئ خلف حجج ضرورة موافقة البرلمان الألماني على أي تغيير في السياسة المالية.
 
لذا فإن اجتماع اليوم الثلاثاء لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل قد يشهد المواجهة الحاسمة بين القوتين اللتين تتنافسان على قيادة أوروبا.