التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 01:02 ص , بتوقيت القاهرة

رغم الهجوم العسكري.. هل يورط ترامب إسرائيل في الصراع السوري؟

ترامب
ترامب

على الرغم من الهجوم العسكري، والذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية، وشركائها بريطانيا وفرنسا، على مواقع سورية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها ما زالت تحاول عدم الاقتراب من الحلفاء الرئيسيين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى رأسهم سوريا وإيران، وهو الأمر الذي بدا واضحا في التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين على حرص بلادهم عدم استهداف أي مواقع للقوات الروسية أو مدنيين خلال الهجوم العسكري.

ولعل التهدئة الأمريكية تجاه حلفاء الأسد تعكس إلى حد بعيد رغبة الولايات المتحدة في ترك الميدان العسكري في سوريا، خاصة وأن التصريحات الأمريكية جاءت على لسان وزير الدفاع جيمس ماتيس، والذي كان أكثر المسؤولين الأمريكيين حرصا على تبني لهجة هادئة حول الهجوم، حيث شدد على عدم استهداف بلاده للقوات الروسية، بينما أكد في الوقت نفسه أن الهجوم الأمريكي على سوريا لن يتكرر في المرحلة الحالية.

رغبة غائبة

يبدو أن التصريحات الأمريكية تأتي امتدادا لما سبق وأن أعرب عنه الرئيس الأمريكي حول تقليل عدد الجنود الأمريكيين في سوريا، حيث أكد في تصريحات سابقة أن تحقيق السلام في سوريا لا يمكن أن يتحقق على حساب دماء وأموال الأمريكيين، وهو التصريح الذي يعكس عدم وجود رغبة أمريكية في الاستمرار في الحرب في سوريا، خاصة وأن أي تصعيد في سوريا سوف يحول الصراع الأهلي إلى حرب عالمية في ظل الوجود الروسي الإيراني في الداخل السوري.

يقول الكاتب الأمريكي دافيد كلاود، في تقرير منشور له بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، أن الإعلان الذي تبناه الرئيس الأمريكي بالخروج من سوريا في أوائل الشهر الجاري، ربما كان سببا رئيسيا في حالة من الهلع لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصة إسرائيل، لأن مثل هذا الإعلان يعني أن روسيا وإيران أصبحتا بلا منافس في الداخل السوري، وهو ما يعني وجود الميليشيات الإيرانية بالقرب من إسرائيل.

توريط إسرائيل

كان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قد كشف في تصريحات للكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان أن إسرائيل أقدمت على استهداف مركز قيادة الطائرات بدون طيار الإيرانية فى قاعدة "تي 4" الجوية في سوريا الأسبوع الماضي، وهو ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية ربما قررت الدخول بقوة أكبر في الصراع السوري.

تقول صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن ترامب ربما كان يقصد من إعلانه بالانسحاب من سوريا توريط الجانب الإسرائيلي في الحرب في سوريا، وذلك في ظل رغبته في تقليل الخسائر الأمريكية، مشيرة إلى حديث بعض الخبراء المقربين من إدارة ترامب حول نية الإدارة دفع حلفائها للقيام بدور أكبر لإنهاء الصراع في سوريا ومواجهة التهديدات التي تواجههم إن أرادوا ذلك.