التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 09:58 م , بتوقيت القاهرة

بعد الغوطة.. مصير الفصائل المسلحة في سوريا

فصائل لا تعد ولا تحصى في حرب دموية تزيد عن 7 سنوات، بعضها فصائل أدمجت والبعض ألقى السلاح، ولكن ما هو مصير هذه الفصائل التي تقاتلت مع بعضها بقدر ما تقاتلت مع الرئيس السوري بشار الأسد.
 
جبهة النصرة
 
فرع تنظيم القاعدة في سوريا استغل كثيرا فترة وجود داعش لإصدار دعاية بأن هناك ما هو أسوأ من القاعدة، وبالفعل تحول تركيز الأطراف المتصارعة في  2015 على تدمير داعش أولا، ولكن مع تتابع هزائم التنظيم حاولت جبهة النصرة البعد عن المعركة القادمة ضدها، حيث أعلنت الانفصال ظاهريا عن القاعدة وأسست تحالف مع جماعات مسلحة أخرى تحت اسم جديد هو "هيئة تحرير الشام" وظلت مسيطرة على الأوضاع في إدلب ومناطق أخرى غرب سوريا كانت تسيطر عليها جماعات من الثوار الذين يصفون أنفسهم بالمعتدلين ثم ضعفت قواهم مع طول الحرب.
 
أحرار الشام
 
فرع من أفرع جماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، وهو بحسب الباحث السوري حسن حسن، يكاد يختفي من الساحة، والسبب أن الحركة لم تتعاف تماما من الانفجار الذي وقع في سبتمبر 2014، وقتل فيه أغلب الصف الأول من قادتها وعقب فترة من الشلل، عادت بسبب الدعم المالي والمسلح من تركيا ولكن تركز هذا الدعم لعناصر الحركة في إدلب وحلب على الحدود التركية كدرع لتركيا ضد المليشيات الكردية.. أي أن أنقرة عملت على استخدامهم كحرس لحدودها.
 
الضربة الأخرى التي تعرض لها فصيل "أحرار الشام" هو انفصال مجموعة من مقاتليه في 2015 وانضمامهم للفرع الإخواني الأخر "جيش الفتح" ولكن تلقى الاثنين ضربة أقوى على يد جبهة النصرة التي طردتهم من شمال غرب سوريا بعدما استنفذت قواهما في المعارك مع الجيش السوري وذلك في الفترة بين 2016 -2017.
 
جيش الإسلام 
 
كان يعد أحد أقوى الفصائل في الغوطة، والآن يعد الفصيل الوحيد فيها، حيث يسيطر على منطقة "دوما" ولكنه خارجها بلا قوة تقريبا، على الرغم من أنه يروج لنفسه أمام تركيا باعتباره الجبهة التي يمكنها مساعدة أنقرة في عملية غصن الزيتون شمال البلاد وذلك لأن خروجه من دوما مسألة وقت.
 
ولكن تبقى المشكلة: هل تريد تركيا دعم فصيل يقاتل أيضا ضد فصائل أخرى تدعمها هي وتساعدها في عملياتها العسكرية، أم أنها ستجري تنسيقا بينهم، هذا غير معروف حتى الآن.
 
أما الفصائل التي ما زالت في موقع جيد نسبيا فهي "الجيش الحر" الإخواني الذي يقاتل بشكل صريح في صف تركيا ضد الأكراد في عفرين وشمال البلاد، وأيضا ضد جبهة النصرة في إدلب كذلك يؤمن الفصيل موقعا جيدا لفصيل أخر مدعوم من قطر هو "فيلق الرحمن" الذي يقاتل ضد "جيش الإسلام" وفي صف جبهة النصرة ولذا يضع نفسه في موقف جيد في الوقت الحالي في إدلب، لكن الموقف يهدد باشتعال القتال بين الفصائل المسلحة بعدما تجمع عدد كبير منها في إدلب وقد يسعى كل منهم للسيطرة على المحافظة وحده.