التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 09:16 ص , بتوقيت القاهرة

"فوكس نيوز".. هل وجد ترامب ضالته الإعلامية؟

في ظل الموجة الإعلامية الكبيرة التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المرحلة الحالية، يبدو أنه أدرك أنه بحاجة إلى منصة إعلامية تبقى ناطقة باسمه ربما لمواجهة الانتقادات العميقة التي يتعرض لها منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي عقدت في نوفمبر 2016، وقبل ذلك، في ضوء الدعم الكبير الذي قدمته العديد من المنابر الأمريكية لمنافسته في ذلك الوقت هيلاري كلينتون.

ولعل الرئيس الأمريكي قد وجد ضالته في شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، والتي أصبحت بمثابة المنصة الإعلامية الموالية للبيت الأبيض، ليس فقط على مستوى المحتوى المؤيد لسياسات الرئيس والخطوات التي يتخذها، وإنما حتى على مستوى إدارة القناة، والتي يمكن القول بأنها تدار في المرحلة الحالية بنفس الطريقة التي يدير بها ترامب إدارته.

مصدر مهم

ولعل اهتمام ترامب بالشبكة الإعلامية الأمريكية ليس بالأمر الجديد تماما، حيث أطلق تغريدة في نوفمبر الماضي، وصف فيها "فوكس نيوز" بأنها أحد أهم مصادر الأخبار في الولايات المتحدة، بل وعقد مقارنة بينها وبين شبكة "سي إن إن"، معتبرا أن الأخيرة تصدر صورة سيئة للولايات المتحدة أمام العالم.

التغريدة التي أطلقها ترامب يبدو وأنها كانت مستفزة للغاية بالنسبة لشبكة "سي إن إن"، والتي ردت على حسابها الرسمي بموقع "تويتر" بقولها بأن "مهمتنا هي نقل الأخبار وليس تمثيل أمريكا في العالم، وتمثيل الولايات المتحدة يندرج ضمن الوظائف الملقاة على عاتقك."

نهج الإقالة

إلا أن التقارب بين ترامب والشبكة الإعلامية لم يقتصر على الإشادة بموقع "تويتر"، بينما امتد إلى طريقة إدارة القناة، والتي أصبحت تشبه إلى حد كبير الطريقة التي يدير بها ترامب إدارته، حيث لجأت القناة إلى سلاح الإقالة تجاه الشخصيات الإعلامية المعارضة لترامب، وعلى رأسهم جورج ويل، وميجين كيلي، وريتش لوري، بينما يبقى من المتوقع تعيين عدد من الخبراء والدبلوماسيين الموالين للإدارة في المرحلة المقبلة.

التفاعل الإيجابي

ولعل أحد أهم مؤشرات التقارب بين ترامب والشبكة الإعلامية الأمريكية، يتمثل في اهتمام الرئيس الأمريكي بالقضايا التي تثيرها "فوكس نيوز" الإخبارية، والتعليق عليها، وهو ما بدا واضحا يوم الجمعة الماضي، عندما هاجم المذيع آند فريندز، ميزانية الإنفاق في الولايات المتحدة، واصفا إياها بالكارثية، حيث حرص ترامب في التعليق على ذلك، عبر"تويتر" بقوله أنه يفكر في رفضها.

لم يتوقف تفاعل الرئيس على التعليق على الانتقادات بمجرد الحديث على "تويتر"، ولكنه وضع مجموعة من الشروط التعجيزية التي أدت في النهاية إلى رفض الميزانية المعروضة للانفاق في الولايات المتحدة، وهو ما يساهم في تصدير صورة جيدة للرئيس الأمريكي باعتباره يستجيب للانتقاد الإعلامي.

تعيينات الإدارة

الرئيس الأمريكي لا يعتمد على "فوكس نيوز" كمجرد ذراع إعلامي، يمكن الاعتماد عليه في حملاته الإعلامية، وإنما يمتد الأمر إلى الاعتماد عليها في التعيينات الجديدة المتعلقة بإدارته، وهو ما بد واضحا في تعيين جون بولتون في منصب مستشار الأمن القومي خلفا للمستشار المقال إتش أر ماكماستر، حيث كان بولتون هو أحد الوجوه التي دائما ما تظهر على شاشة القناة الأمريكية، للإعراب عن دعمه لمواقف ترامب خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.