التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:32 م , بتوقيت القاهرة

بعد الاعتراف بضرب المفاعل السوري.. هل إيران هدف إسرائيل القادم؟

في عام 2007، أقرت إسرائيل بضرب المفاعل النووي السوري في مدينة دير الزور، في الوقت الذي كان المفاعل فيه على وشك العمل، وبعد سنوات من الإنكار، اعترفت بضلوعها في هذا الأمر، ما طرح العديد من التساؤلات عن سر توقيت هذا التصريح الذي مر عليه قرابة 11 عامًا، وما الذي يمنعها من تكرار السيناريو مع إيران.

 
بحسب صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية، فإن الحكومة كانت دائما تفضل أن تعطي لنفسها مساحة لإنكار مسؤوليتها عن أي هجوم أو ضربة جوية، وذلك تحسبًا لردود الأفعال الدولية إن كانت ضدها.
 
لكن في الوقت الحالي، تعتبر الحكومة والاستخبارات الإسرائيلية، أنه من مصلحة إسرائيل أن تعلن عن مسؤوليتها في الضربة الجوية وتدمير المفاعل حتى تظهر للعالم إنها لن تسمح بتهديد مصالحها.
 
وهناك سبب أخر، وهو أنه لا يوجد أحد يعترض على الضربة الإسرائيلية التي وقعت في 2007، وذلك لأن سوريا نفسها غارقة في حرب منذ 2011، وإيران نفسها منهمكة في هذه الحرب.

 
هل تتعرض إيران لنفس الضربة؟
 
السبب الرئيسي لأي هجوم إسرائيلي على إيران، سيكون الاتفاق النووي الإيراني، ولكن لدى إسرائيل الكثير من الأسباب التي تدعوها للاطمئنان؛ حيث أن الأسماء الجديدة بالإدارة الأمريكية، يمكن أن تقوم بهذه المهمة بدلا منها، وعلى رأس هذه الأسماء "جون بولتون" مستشار الأمن القومي الجديد، وأيضا وزير الخارجية الجديد "مايك بومبيو".
 
بالنظر للمسافة التي قطعتها الطائرات الإسرائيلية، لشن الضربة على المفاعل السوري، انطلقت الطائرات من إسرائيل فوق حمص ثم لدير الزور، على بعد 450 كيلومتر من دمشق حتى تنفذ العملية، ثم تنطلق بعدها لطريق أطول إلى الحدود التركية ثم مدينة غازي عنتاب التركية، وبعدها إلى إسرائيل مجددا عبر البحر المتوسط.
 
لهذا إذا قررت إسرائيل القيام بضربة مماثلة مع إيران، سوف تحتاج لتنسيق جيد للضربة، وتوفير وسيلة مناسبة لتزويد الطائرات بالوقود؛ لأن المسافة لإيران ستكون أبعد بكثير عن سوريا، كما أن تلك الهجمة سوف تجعل الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق سوريا والعراق -أصدقاء طهران-  وأصحاب المجال الجوي المزدحم بالطائرات الأمريكية والروسية، أو ستقوم المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق عبر تركيا، ثم شمال إيران، حيث ستكون في عمق دولة معادية؛ لتنفيذ ضربة على مفاعلات نووية مخبأة في الجبال.
 
لذا فإن الحل الأضمن لدى القيادة الإسرائيلية، بحسب "جيروزاليم بوست" هو انتظار الدبلوماسية الأمريكية الجديدة.