إن الذي ملأ اللغات محاسنا..جعل الجمال وسره في الضاد

البيت السابق قاله الشاعر الكبير أحمد شوقي، أتذكره بمناسبة مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشجيع تدريس اللغة الفرنسية في إفريقيا، تعي الدول أن انتشار لغتها، هو انتصار لقوتها الناعمة، بل هو نواة هذه القوة، وعلى الرغم أن تشجيع دراسة الفرنسية في إفريقيا تحديدا يرتبط فورا بممارسات فرنسا الاستعمارية، إلا أن الرجل لا يشعر بأي خجل من أن يربط البعض بين هذه الممارسات الاستعمارية المخجلة التي مارستها فرنسا، وبين تطلعه لانتشار الفرنسية في ربوعها.

 

كان ماكرون قد أعلن عن حلمه أن تكون اللغة الفرنسية هي اللغة الأولى في إفريقيا، وربما في العالم..انظر كيف يصيغ قادة الدول أحلامهم، وكيف لا يكفون عن الجهر بها، بل يتجاهلون ما ارتكبوه في الماضي بحق الدول الذين يطمحون اليوم في نشر لغتهم فيها.

 

في نوفمبر 2017 اعترف ماكرون بجرائم الاستعمار الأوروبي في إفريقيا، لكنه لم يعتذر عنها، اكتفى بالقول: جرائم الاستعمار الأوروبي في إفريقيا لا جدال فيها، داعيا إلى إرساء علاقة جديدة مع القارة السمراء.

وحسب تقارير منشورة أمس في موقع فرانس 24، تقول الأمم المتحدة إن الفرانكفونية هي المنطقة اللغوية التي تشهد أكبر نمو، إذ من المتوقع أن تسجل ارتفاع في عدد الناطقين بالفرنسية بنسبة 143 في المائة، بين عامي 2015، و2065، مقابل 62% للإنجليزية.

 

ولا يخفى على أحد، اهتمام أوروبا بالتوسع في تدريس لغاتها في أفريقيا، ففي مصر هناك معهد جوته الألماني، الذي يتوسع في منح كورسات اللغة الألمانية للشباب المصري، بل يشجع الأطفال أيضا على الالتحاق بدورات لتعليم اللغة، وليس خافيا، أن المركز الثقافي البريطاني أحد أقدم المؤسسات الأجنبية العاملة في تدريس اللغة الإنجليزية، جنبا إلى جانب الجامعة الأمريكية.

وبجانب هذه المعاهد الثقافية، هناك المركز الثقافي الفرنسي في المنيرة، الذي يقدم بجانب أنشطته الثقافية، دروسا لتعليم اللغة الفرنسية، وتتدفق عليه أعداد هائلة من الشباب من مختلف الأعمار لدراسة اللغة الفرنسية.

 

وإلى اللغة العربية، لم يزل تدريسها يتطلب تشجيعا، ونطرح هنا علامة استفهام، لماذا لا تشجع مراكزنا الثقافية تدريسها وتعليمها في الخارج، على الرغم أن هناك أقسام لدراستها في جامعات أوروبية.

 

7 حقائق عن اللغة العربية

1- تم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية عام 1973، ليصبح يوم 18 ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للغة العربية.

2- يتحدث باللغة العربية أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم.

3- اشتهرت بأنها لغة الضاد لأنه لا توجد لغة أخرى بها مقابل لهذا الحرف، أو مثيل له.

4- اللغة العربية في المرتبة السادسة في الأمم المتحدة وتحتوي أكثر من 16 ألف جذر لغوي.

5- تبلغ نسبة المتحدثين بها حول العالم حوالي 6.6%.

6- في 17 ديسمبر 1980 أصدرت الجمعية العامة قرارها 219 ألف وباء الذي قررت فيه أن يصبح جهاز موظفي اللغة العربية في حجم جهاز موظفي كل اللغات الرسمية ولغات العمل الأخرى، وأن تتمتع اللغة العربية بنفس الوضع الممنوح للغات الرسمية، ولغات العمل الأخرى، وطلبت من مجلس الأمن إدخال اللغة العربية كلغة رسمية ولغة عمل، وتنفيذا لهذا القرار أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأول من يناير 1983. 

7- الخط العربي من أجمل فنون العالم.