التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 08:35 ص , بتوقيت القاهرة

العدالة الفرنسية..عندما تدخل ساركوزي في ليبيا ليغطي على أموال القذافي

معمر القذافي
معمر القذافي

الآن تتحقق العدالة الفرنسية..! هذه الجملة متبوعة بعلامة تعجب، لأنني أشكك في هذه العدالة، ولا أفرح بها، وأي عدالة فرنسية في القبض على "نيكولا ساركوزي" الرئيس الفرنسي الأسبق بتهمة "إخفاء أموال تلقاها من معمر القذافي" عام 2007؟

الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي
الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي

العدالة الفرنسية المزعومة تأخذ مجراها

أي عدالة فرنسية تحاكم ساركوزي الذي تسبب تدخله العسكري في تدمير بلد عربي، والرجل تدخل ليغطي على فضيحة الرشا التي تلقاها من القذافي.

في شهر مارس عام 2011، برر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التدخل العسكري في ليبيان بأنه حال دون سقوط آلاف القتلى، ووصف معمر القذافي – الذي تلقى منه أموالا في عام 2007- بأنه ديكتاتور متوحش، هل صار القذافي في العام 2011 ديكتاتورا متوحشا؟ ألم يكن كذلك بينما يتلقى منه أموالا لحملته الانتخابية في العام 2007؟

معمر القذافي
معمر القذافي

 

ألم يكن من الأفضل أن تُترك ليبيا لتقرير مصيرها، حينما انتفض بعضُ من شعبها للثورة ضد معمر القذافي؟ أم أن التدخل كان واجبا للتغطية على فضيحة محتملة، وقتها توجهت الأنظار إلى مصافي النفط الليبية، وكانت التقارير والتحاليل تؤكد أن هذا التدخل العسكري الأوروبي المحموم، غرضه وضع الأيدي على البترول الليبي، وإن كان في هذا صواب كبير، إلا أن الخبايا تتكشف الآن في عام 2018، وبعد مرور سبع سنوات على التدخل العسكري في ليبيا الذي أدى إلى الفوضى الكبيرة التي انعكست آثارها على مصر، بما استتبعه من تكون بؤر إرهابية في شرق ليبيا، وما تبعه ذلك من عمليات تهريب سلاح، وغيرها من الآثار السلبية المدمرة التي وقعت نتيجة الفوضى المدمرة التي تسبب فيها هذا التدخل العسكري الغربي.

منذ عامين، صدر تقرير برلماني بريطاني، أدان تدخل بريطانيا وفرنسا عسكريا للإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، وقتها قالت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطانين إن ديفيد كاميرون لم تكن لدين استراتيجية متماسكة للحملة الجوية البريطانية.

وجاء في تقرير صادر عن اللجنة، أن التدخل العسكري البريطاني لم يستند لمعلومات استخباراتية دقيقة، لقد جرت فرنسا حليفتها التاريخية إلى الوحل، وذلك للتغطية على الفضيحة التي تتكشف الآن، فهل تلقى ديفيد كاميرون أموالا هو الآخر من معمر القذافي ورغب في دفن سيرتها؟.

التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا
التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا

 

وهل ينكر أحد أن التدخل العسكري البريطاني الفرنسي في ليبيا تسبب في أن تغرق ليبيا في أعمال عنف منذ الإطاحة بالقذافي بغير إرادة الشعوب، وظهرت حكومتان، وظهرت المئات من المجموعات المسلحة، بينما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على عدد من المناطق في ليبيا.

وفي شهر نوفمبر العام الماضي، ألقى إيمانويل ماكرون خطابا أمام 800 طالب إفريقي في جامعة واجادوجو ببوركينا فاسو، تبرأ فيه ماكرون من التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا، في دلالة على أن ذنب التدخل العسكري الفرنسي في الشأن الليبي لم يزل عالقا على الثوب الفرنسي كبقعة لا تُمحى.

وكان ساركوزي قد قرر التدخل العسكري في ليبيا غداة إصدار مجلس الأمن في 17 مارس 2011 قرارا يجيز استخدام القوة ضد قوات معمر القذافي، وانطلقت عملية هارماتان العسكرية الفرنسية في 19 مارس 2011، واستمرت حتى نهاية الشهر نفسه، قبل أن تنضم القطع الحربية الفرنسية للحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي التي تولت العملية العسكرية تحت اسم "عملية الحامي الموحد في 31 مارس 2011، حتى 31 أكتوبر من نفس العام.

ولم يفلت التدخل العسكري الفرنسي في الشأن الليبي من الصحافة الفرنسية التي صبت غضبها على ساركوزي آنذاك، حيث اعتبرت تدخله غير مدروس، وأدان تقرير بريطاني في سبتمبر 2016 هذا التدخل العسكري البريطاني الفرنسي ووصفه بأنه استند إلى افتراضات خاطئة.


إيمانويل ماكرون
إيمانويل ماكرون

 

اقرأ أيضا:

القبض على رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي