منذ ما يزيد عن 15 يوماً تعرضت الطالبة المصرية، مريم حاتم عبدالسلام، 18 سنة، لحادث اعتداء وحشي، بمدينة نوتنجهام، ببريطانيا، أسفر عن وفاتها بعد محاولات يائسة استمرت خلال هذه الفترة، داخل المستشفى لإنقاذ حياتها.

الحادث شاركت فيه ما يقرب من 10 فتيات قمن بضربها وسحلها أمام أعين المارة، تسبب في نزيف داخلي وكسور وجروح بجميع أنحاء جسدها، هربهن جيمعا، فيما لم تتمكن الشرطة حتى الآن سوى ضبط واحدة منهن.

وزارة الخارجية تتحرك

 وتحركت مؤسسات الدولة المعنية بالقضية، حيث صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن وزارة الخارجية تتواصل مع أسرة مريم عبر السفارة والقنصلية العامة المصرية فى لندن، مشيرا إلى توجه القنصل العام في لندن علاء الدين يوسف فور علمه بوفاة مرين إلى مدينة نوتنجهام للوقوف بجانب أسرتها وتقديم الدعم اللازم لها، فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل جثمان الفقيدة إلى أرض الوطن بناء على طلب الأسرة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن القنصلية العامة فى لندن سوف تتابع بالتنسيق مع مستشارها القانونى ومحامى الأسرة كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بواقعة الاعتداء على الفقيدة حتى يتم القصاص من الجناة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره فى توفير الرعاية اللازمة للفقيدة، واستيفاء كافة الحقوق القانونية الأخرى للأسرة.

وقال السفير ناصر كامل، سفير مصر ببريطانيا إن حق مريم لن يترك ولن يهمل ونعطي لقضيتها أولوية قصوى لأنها قضية تخص الشعب المصري كله.

أما والدها، حاتم عبد السلام، فقال إنه على يقين من أي حق ابنتي مريم لن يذهب دون عقاب المتورطين في الاعتداء عليها.

متابعة جدية للتحقيقات 

وأكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، أنها أوفدت اللواء سمير طه مساعد الوزير لشئون الجاليات، للاطمئنان على حالة الفتاة  قبيل وفاتها، وسيتابع  الموقف مع السفارة المصرية بلندن التي تنظر حاليا إجراءات مقاضاة المستشفى التي دخلتها الفتاة، إضافة إلى مطالبة وزيرة الهجرة بتصعيد المحاسبة الجنائية لقتلة الطالبة المصرية عقابا على جريمتهم الشنيعة، مؤكدة:" لن نترك القضية إلا بالوصول لقصاص".

كما تواصلت وزارة الهجرة مع الدكتور عماد أبو حسين- المستشار القانوني للسفارة المصرية في لندن- الذى أكد أنه بوفاة الفتاة فقد تحول مسار القضية من تعدى بالضرب إلى جناية قتل، مشيراً إلى أنه سيتم تحريك دعوى قضائية ضد المستشفى البريطاني التي دخلتها مريم لإهمالها في علاجها.

وأمر المستشار نبيل صادق، النائب العام المصري، إدارة التعاون الدولي بمكتبه بإعداد مذكرة بطلبات النيابة العامة، لإرسالها إلى السلطات القضائية المختصة ببريطانيا لموافاتها بصورة رسمية من التحقيقات التي أجريت في الواقعة، والتقارير الطبية الخاصة بالمجني عليهم، وما تضمنته التحريات بشأن ظروف وملابسات الواقعة، وجميع ما اتخذ من إجراءات في هذا الخصوص.

تحركات برلمانية مصرية

وتقدم النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، طلب إحاطة موجه إلى وزير الخارجية ووزير العدل بشأن وفاة الطالبة المصرية مريم عبد السلام إثر حادث الاعتداء الوحشي عليها.

وطالب الدكتور إسماعيل نصر الدين عضو مجلس النواب، وزارة الخارجية بسرعة التحرك لفتح تحقيق، تشارك فيه جهات التحقيق المصرية حتى يعود حق الطالبة المصرية "مريم".

تعليق السفارة البريطانية في مصر 

وأعربت السفارة البريطانية بالقاهرة، عن حزنها لوفاة المصرية مريم مصطفى، واصفة الحادث بـ"المأساوى"، مؤكدة أن التحقيقات مستمرة لضمان تحقيق العدالة. 

 

وكتبت السفارة عبر حسابها على تويتر: "خبر وفاة مريم مصطفى مأساوى، تعازينا الصادقة لعائلتها وأصدقائها، تستمر التحقيقات فى الاعتداء المروع لضمان تحقيق العدالة، نحن على اتصال وثيق مع الشرطة والسفارة المصرية للتأكد من أن أسرتها لديها الدعم الذى تحتاجه".

#حق_مريم_لن_يضيع

وأطلق مغردو "تويتر" العديد من التساؤلات، حول هاشتاج #حق_مريم_لن_يضيع، للمطالبة بحق الطالبة المصرية، وانضم عدد من المشاهير لحملة المطالبة بحق الفتاة المصرية "مريم"، وعلى رأسهم النجم أحمد السقا، حيث كتب :"غضب فى مصر للمطالبة بالعدالة لروح مريم 18 عاما، التى قتلت فى نوتنجهام فى بريطانيا بعد أن هاجمتها عصابة من 10 بريطانيات أثناء التسوق".

كما قالت الفنانة زينة :" يعنى إيه فجاءة ناس تقرر تحرم طفلة من حياتها.. يعنى إيه أم تتحرم من بنتها حسبى الله ونعم الوكيل.. أكيد وبإذن الله #حق_مريم_لن_يضيع"، وكتبت مصممة الأزياء إنجى علاء: "ماذا حدث مع الطالبة المصرية البالغة من العمر 18 عامًا ، مريم عبد السلام مصطفى، التى تعرضت لهجوم من قبل 10 من المعاديين للإسلام من أصل أفريقى منذ أكثر من أسبوع؟".

التحقيقات البريطانية

وقال المتحدث باسم خدمة النقل فى مدينة نوتنجهام البريطانية، إنهم قدموا للشرطة البريطانية تسجيلات كاميرا المراقبة الخاصة بالحافلة التى وقع بداخلها الاعتداء على الطالبة المصرية مريم عبد السلام.

وقال المتحدث باسم خدمة النقل فى المدينة لصحيفة الديلى ميل، إنهم سلموا تسجيلات كاميرا المراقبة إلى شرطة المدينة كجزء من تحقيقاتهم فى الهجوم المروع قائلا: "ندعم جهودهم للتعرف على الجناة"، وأشار إلى أن سائق الحافلة صعد إلى الطابق العلوى للتدخل حيث قام بعمل حاجز بين المهاجمين والطالبة، بعد أن طلب منهم مغادرة الحافلة، لذا فإنه يمكنه الإدلاء بشهادته.

وأوضح مات هالى رئيس فريق التحقيق فى شرطة نوتنجهام، أن التحقيقات جارية وتم الانتهاء من استفسارات واسعة، غير أنه حث أى مواطن لديه معلومات يمكن أن تساعد فى التحقيق أن يتواصل معهم.

وأضاف "نعلم أن كان هناك الكثير من الناس يقفون فى محطة الحافلات عندما وقع الاعتداء ونحثهم على مساعدتنا بما لديهم من معلومات". وأوضح أنه كان هناك أيضا أشخاص داخل الحافلة ممن رأوا الاشتباك.