التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:19 م , بتوقيت القاهرة

في ضوء التصعيد البريطاني.. قرارات "ماي" نحو روسيا تدحض ادعاءات "الحمدين"

يبدو أن التصعيد البريطاني الأخير تجاه روسيا جاء ليلقي بظلاله من جديد على أزمة قطر، في ضوء الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية باستدعاء سفيرها من موسكو، وإعلان نيتها طرد حوالي 23 دبلوماسي روسي من لندن، خاصة وأن الخطوة البريطانية ربما يتبعها خطوات أخرى من دول أوربية وربما الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.

التصعيد البريطاني تجاه روسيا يأتي على خلفية اتهام موسكو بالتورط في اغتيال العميل الروسي سيرجي سكريبال، والذي كان يعيش في لندن طيلة السنوات الماضية، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الأزمة الأوروبية سوف تساهم في دحض الدعايا التي دأبت قطر على الترويج لها منذ قيام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها مع الإمارة الخليجية قبل أكثر من تسعة أشهر.

اتهامات متشابهة

ولعل الاتهام الرسمي الذي تواجهه الحكومة الروسية من نظيرتها البريطانية يتمثل في انتهاك سيادة بريطانيا، إلا أن هناك اتهامات أخرى تواجهها روسيا من قبل العديد من المحللين والخبراء الغربيين، أهمها إثارة الفوضى في الدول الغربية والتدخل في شؤونها، بهدف تحقيق مصالحها، وهو الأمر الذي لا يقتصر على قضية اغتيال العميل الروسي، وإنما يمتد إلى قضايا أخرى، أبرزها الاتهامات التي تواجهها موسكو حول التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة والتي عقدت في عام 2016.

تقول الكاتبة البريطانية، جابي هينسليف، في مقال لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن روسيا أصبحت تشعر أن النظام الدولي الحالي على حافة الانهيار، وبالتالي فهي تسعى أن تضع نفسها من جديد كقوى دولية مؤثرة في إطار نظام دولي جديد، موضحة أن ذلك ربما لا يتحقق دون زرع الفوضى وعدم الاستقرار في دول أوروبا المناهضة لها.

قرارات أوروبية

من هنا يصبح الاتهام الأوروبي لروسيا يشبه إلى حد كبير الاتهامات التي كالتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الارهاب لقطر، وبالتالي فإن القرار البريطاني، والذي ربما تستتبعه قرارات مشابهة من دول أوروبية أخرى، يأتي في إطار حماية هذه الدول لنفسها مما تراه خطرا يهدد أمنها.

في حديثه إلى أحد البرامج الحوارية على شبكة "بي بي سي" الإخبارية، يقول رئيس تحرير "بيلد" الألمانية جوليان رايشلت، إن الإجراءات بصدد روسيا لن تقتصر على بريطانيا، ولكنها ستجد صدى كبيرا بين دول الاتحاد الأوروبي، مشيدا في الوقت نفسه بقرار الحكومة البريطانية بمقاطعة مونديال 2018، والمقرر إقامته في موسكو.

سوء طالع قطر

يبدو أن اندلاع الأزمة البريطانية الروسية هو أحد علامات سوء الطالع بالنسبة لإمارة قطر، خاصة إذا ما توسعت دائرة الإجراءات البريطانية تجاه موسكو في المرحلة المقبلة على المستوى الأوروبي، حيث أن ذلك سيكون بمثابة تعزيز للموقف العربي، وبالتالي دحض الدعايا التي أطلقتها قطر طيلة الأشهر الماضية حول ما أسماه الإعلام القطري بـ"الحصار".

الإجراءات البريطانية التي على ما يبدو أنها سوف تحظى بمباركة أوروبية وربما أمريكية، قد تساهم بصورة كبيرة في زيادة هوة الأزمة التي تعانيها الإمارة الخليجية في ضوء تشابه الظروف بين الأزمتين، والتزامن فيما بينهما.