التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:26 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. "وادي القرود" بالأقصر يكشف أسراره بعد آلاف السنين بأيادي زاهي حواس

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

"وادي القرود" هو موقع آثري تاريخي يعود للأسرة 18 الفرعونية،وإسمه جاب أنحاء العالم خلال الأيام الماضية بعد ظهور إكتشافات جديدة داخلها علي يد أحد أشهر رجال الآثار المصريين في العالم أجمع وهي الدكتور زاهي حواس رئيس البعثة الآثرية المصرية التي تعمل داخل تلك المنطقة منذ عامين، والتي أظهرت إكتشافات فرعونية هزت العالم أجمع ووضحت لأول مرة تفاصيل وماهية وادي القرود الذي يقع علي بعد حوالي 7 كيلو مترات غربي وادي الملوك المخصص لدفن ملوك الفراعنة قديماً.

في البداية يقول الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن "وادي القرود" هو إسم يطلق علي وادي الملوك الغربي وهو وادي ضيق، ويحتوى على العديد من الآثار والمقابر الفرعونية القديمة التي لم يتم إكتشافها بعد والتى يرجع معظمها إلى الأسرة الثامنة عشر من الدولة الفرعونية الحديثة، وبدأت داخلها خلال العامين الماضيين البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور الكبير زاهى حواس، وعضوية عدد من الأثريين العاملين بوزارة الآثار، في أعمال الحفائر داخله بجانب العمل في منطقة وادي الملوك الشرقي، وذلك للبحث عن المقابر التى تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر، وذلك بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

 

ويضيف الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار ، أن وادي القرود هو وادي ضيق ومغلق ويشبه كثيراً وادي الملوك في الطبيعة الجبلية والجغرافية،  وتم خلال علي مر العصور العمل من مختلف الآثريين الأجانب، وتم داخلها إكتشاف مقبرة "الملك آى" وذلك على يد "جيوفانى بلزونى" عام 1817، والذى قام بحفر إسمه على باب المقبرة وتاريخ إكتشافها كنوع من الفخر بما إكتشفه، وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن أطلق أحد عماله على المقبرة إسم "مقبرة القرود"، وذلك بسبب الرسومات المنقوشة على الحوائط والتى بها 12 قرد مرتبة فى 3 صفوف، موضحاً أنه مع ظهور مقبرة الملك "آى" تبين أنه لم يتمكن من إستكمال إلا نصف ما قدر لمقبرته من تخطيط، حيث نفذت مناظرها على عجلة فوق طبقة خشنة غير مستوية من الجص.

 

ويضيف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أنه تم خلال الأيام الماضية البدء في أعمال البعثات الأثرية بالموسم الآثري الجديد الذي سينتهي في نهاية أبريل العام المقبل، حيث بدأت أعمال الحفائر بجانب أعمال الحماية والترميم لمختلف المواقع الفرعونية، ومن أبرز تلك البعثات هي "البعثة الأثرية المصرية" التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس والتي تعمل في منطقة الوادى الغربى، المعروف بإسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أوبالنجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، بجانب البعثة الأثرية الأسبانية التى تعمل فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك، موضحاً أن الموسم الآثري الجديد إنطلق بالمواقع الأثرية بالبلاد، بهدف الكشف عن مزيد من الآثار المصرية، التى لم تكتشف بعد بجانب تنفيذ مشاريع حماية وترميم للمواقع والمقتنيات الأثرية بشتى المحافظات، مؤكداً علي موافقة اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار ،على عمل قرابة 240 بعثة آثرية أجنبية بمختلف المواقع الأثرية خلال الموسم الأثرى الجديد فى البلاد، بجانب 40 بعثة أثرية مصرية.

أما الدكتور زاهي حواس العالم الآثري الشهير ورئيس البعثة الآثرية المصرية التي تعمل في وادي القرود، أن تلك المنطقة شهدت علي مر العصور العمل من مختلف البعثات الأجنبية خلال العشرات من السنوات الماضية، حيث بدأت تلك الأعمال في وادي القرود عام 1799 ببعثة نابليون بونابرت والتي قامت بتسجيل للوادي الملئ بآلاف الحجارة والرمل في كل مكان، وقاموا بتسجيل جزء بسيط جداً من الإكتشاف الذي أخرجته البعثة المصرية في 2019، كما عمل فيه المغامر الإيطالي "بلزوني" في 1816 وكشف عن مقبرة "الملك آي" الذي حكم عقب توت عنخ آمون ومازالت مقبرته موجودة فيوادي القرود، كما تم إكتشاف المقبرة 25 التي كانت مجهزة لإخناتون والذي هاجر لتل العمارنة ولم يستعمل هذه المقبرة، وبعد ذلك جاء "شامبليون" العالم الفرنسي الشهير في 1829 وكشف عن مقبرة "أمنحتب الثالث" في أول وادي القرود، والذي ينقسم لوادي ضخم ووادي ضيق، وفي 1905 حتي 1914 عمل "ديفيس" و"كارتر" عملوا بجوار مقبرة توت عنخ آمون وإكتشفوا ودائع وبعض الكنوز وقتها، أما "ياشمورا الياباني" عام 1993 قام بالترميم داخل مقبرة "أمنحتب الثالث"، وقبله "ولكنسون" الأمريكي في 1989 عمل في المقبرتين رقم "25 و24".

ويضيف الدكتور زاهي حواس ،أن وادي القرود به 5 مقابر منهم مقبرتين معروفتين للملك أمنحتب الثالث ومقبرة آي اللتين يتم زيارتهما والثلاثة مقابر الآخري لا يتم زيارتها، موضحاً أنه بعثته توقفت عن الحفائر في تلك المنطقة في عام 2011 نظراً للظروف التي كانت تمر بها البلاد، وعاد مع إستقرار البلاد في 2017 ودخولها عصر النجاح والتفوق الكبير علي يد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومجهوداته لدعم قطاع الآثار بكل قوة لخدمة حركة السياحة، حيث قرروا البدء في عمل إختبار للمواقع المختلفة للتأكد من وجود مقابر ملكية في وادي القرود من عدمه، فيوجد داخله أماكن للعمال وجرافيتي وهو مناسب جداً لوجود مقبرة ملكية، وتم العمل في الوادي الضيق، وتمت مشاركة بعثة "تورينو" الإيطالية برادار عالمي لكشف مواقع الوادي وتم التأكد من وجود مدخل لمقبرة، وقمنا بإزالة أكثر من 3 آلاف كتلة حجرية من الوادي الضيق بوادي القرود، وسجلنا العديد من الجرافيتي والأكواخ الخاصة بالعمال وسلالم كان يتحرك عليها العمال للعمل بالوادي.