التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:06 ص , بتوقيت القاهرة

"أم جمال" أشطر أسطى خياطة بالزقازيق حلمها رحلة عمرة (فيديو)

 أم جمال
أم جمال

توفى شريك عمرها وسندها فجأة، تاركا لها أطفالا فى عمر الزهور، أكبرهما معاق والسادس جنين فى بطنها، بمعاش لا يتعدى 85 جنيها، لكنها كعادة الست المصرية الأصيلة، وقفت وقفة ميت راجل، لتربية أطفالها لتبدأ قصة كفاح أشطر أسطى خياطة حريمى فى الزقازيق هى "أم جمال".

 تعيش "هانم نصر" الشهيرة بأم جمال فى مدينة الزقازيق، وهو اسم زوجها وشريك عمرها كأنها حرصت أن يلازمها اسمه تعويضا عن فقدانه، والتى بدأت قصتها قبل 23 عاما، عندما توفى زوجى جمال كانت فى الثلاثينيات من العمر تاركا ثلاثة أبناء وثلاث بنات أكبرهم محمد عمره وقتها 10 سنوات والذى يعانى من ضمور فى المخ بسبب خطأ طبى نتيجة حمى شوكية تعرضا لها هو رضيع، وأصغرهم جنين فى بطنها سميته جمال الدين جمال على اسم والده، ورفضت الزواج وعكفت على تربية الأطفال.

 

تقول هانم: لم يكن لى أى دخل سوى 85 جنيها معاشا، ذلك فى بداية التسعينيات، لم أكمل تعلمى وليس لدى أى وظيفة، وكنت اهوى الخياطة لكنى لا اعمل فيها بسبب انشغالى الدائم بعلاج طفلى المريض، لكن بعد رحيل الزوج قرر شراء ماكينة خياطة لتكون هى مصدر رزقى لتربية أطفالى.

 

وعن قصة كفاحها تروى من داخل غرفتها التى هى غرفة نوم وورشة عمل فى ذات الوقت، وقالت "عمرى كله قضيته هنا على الماكينة، كنت أصحى من الفجر أجهز أطفالى وتوصليهم لمدرسة، لان التعليم والتربية كان هدفى الحياة، لاستكمال وصية زوجى، وبعدها أجهز أعمالى المنزلية، وأتابع الأولاد مثل أى أم فى الدروس والمدرسة، ثم وأتفرغ للماكينة طول الليل أحيانا كنت أوصل اليومين ببعض لانجاز العمل لتوفير دخل يكفى مستلزمات الأسرة "، مؤكده أنها مرت بمواقف كثيرة صعبة وأزمات لكن الله دائما كان سند للمرور، والتى بينهما تعرض محمد للازمات مرضية وحجزه فى المستشفى بالأسابيع كنت نارين بين رعايته فهو لا يتحرك ولا يستطع أن يخدم نفسه وبين التزامى بمصاريف علاجه وشغلى على ماكينة لتوفير مصاريف الخمسة أبناء أخرين.

 

وتضيف: رغم قربى عمر السيتين وتخرج أبنائى أميرة محامية ومتزوجة، أمل محاسبة ومتزوجة، إسلام بكالوريوس سياحة وفنادق ومتزوج، نورا من أوائل الخرجين فى كلية الخدمة الاجتماعية قبل عامين وحاليا بتمهيدى ماجستير ومازالت تنظر التعيين، وجمال الدين تخرج هذا العام من خدمة اجتماعية أيضا، الا أنها مازالت تحرص على العمل وتوفير احتياجتها من راتبها حتى لا تكون عبء على أبناءها الذين مازالوا فى مقتبل العمر، مشيرة إلى أنها حاليا تعمل بمصنع للملابس الجاهزة.

 

عن أمنيتها قالت "أم جمال": كل شغلى رايح على رعاية أولادى وعمرى ما فكرت فى نفسى، كل حلمى ازور بيت الله برحلة عمرة.