التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 05:51 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للأقصر بحضور 21 سفيرا

  جولة رئيس الوزراء بالأقصر
جولة رئيس الوزراء بالأقصر

 

◄ رئيس الوزراء يشدد على ضرورة الاهتمام بالمناطق الأثرية

◄ وزيرة السياحة: ليس هناك مكان فى العالم يعبر عن التراث والحضارة الإنسانية مثل الأقصر

زار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، منطقة وادى المُلوك فى مُستهل جولته التفقدية بمحافظة الأقصر التى تشمل افتتاح أحدث الاكتشافات الأثرية وهى مقبرة "صف"، وإزاحة الستار عن التمثال الثالث للملك رمسيس الثاني، إلى جانب تفقد عددٍ من المشروعات الخدمية والتنموية الأخرى الجارى تنفيذها بالمحافظة، وذلك بالتزامن مع احتفال مصر  بيوم التراث العالميّ.

 

وتجوّل رئيس الوزراء فى منطقة وادى الملوك بصُحبة الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كما التقى الدكتور مدبولى بعددٍ من السائحين الذين يزورون المنطقة فى إطار برنامجهم السياحى بالأقصر، ورحب بهم، وتبادل معهم أطراف الحديث، حول الآثار المصرية وعظمة الحضارة المصرية القديمة، والتقط معهم صوراً تذكارية، وهو ما أسعد السائحين، مُعربين عن رغبتهم فى العودة إلى مصر مرات ومرات عديدة.

 

واستمع رئيس الوزراء، خلال تجوله فى أرجاء المنطقة، لشرح من الدكتور مصطفى وزيري، حول الآثار الموجودة بمنطقة البر الغربيّ، الذى أوضح أن هذه المنطقة تضم 22 معبداً، و2200 مقبرة، بينما هناك مقبرة فى وادى الملوك، مشيراً إلى أن هناك مقابر ملكية لم يتم الكشف عنها بعد فى وادى الملوك.

 

وخلال جولته بالمنطقة أيضاً، زار الدكتور مصطفى مدبولى تمثالى أمنحتب الثالث، "تمثالى ممنون"، كما زار مقبرة توت عنخ آمون، وعددا من المقابر الأخرى ومنها مقبرة الملك سيتى الأول.

 

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، على ضرورة الاهتمام بجميع المناطق الأثرية، خاصة الموجودة بالأقصر، مشيراً إلى أن الحكومة تقدم الدعم الكامل لهذا القطاع.

 

وافتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور 21 من سفراء دول العالم، أكبر مقبرة "صفّ" فى البر الغربيّ،   بمحافظة الأقصر، لشخص يُدعى "شد سو جحوتي"، أى الإله جحوتى ينقذه، وهو الكشف الأثرى الجديد، الذى تم التوصل إليه مؤخراً أثناء أعمال الحفر الأثرى فى منطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربى بمدينة الأقصر، وشارك فى الافتتاح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، وأسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، وأعضاء مجلس النواب عن الأقصر، والدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار.

 

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بهذا الكشف الأثري، الذى يُعد إضافة جديدة لعظمة هذا المكان تاريخياً وأثرياً، والذى من شأنه أيضاً أن يُحوّل هذه المنطقة إلى منطقة جذب سياحية جديدة تُضاف للمناطق السياحية الأثرية الخالدة فى مصر، التى تؤكد على عظمة الإنسان المصرى وحضارته العريقة، مما يُسهم فى جذب أنظار السائحين من جميع أنحاء العالم، كما وجه مدبولى بأن يتم وضع عدد من الاكتشافات الأثرية الجديدة، التى يتم الإعلان عنها بين الحين والآخر، فى المتاحف الجديدة، التى تنشئها الدولة فى كل ربوع مصر.

 

كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بتواجده فى مدينة الأقصر الأثرية ذات الشهرة العالمية مهد الحضارة الإنسانية القديمة، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بيوم التراث العالميّ، معرباً عن فخره واعتزازه بما شاهده من عظمة وروعة هذه الآثار، وعلى الرسوم الموجودة على جدران المعابد التى تدل على عظمة الإنسان المصرى القديم وروعته ودقته المتناهية فى إدارة شئون حياته اليومية، مؤكداً أننا الآن نقوم ببناء دولة حديثة متقدمة امتدادا لهذه الحضارة العريقة التى قام أجدادنا بتشييدها بما تصوره من أمجادهم، مشدداً على أننا عازمين على نهج بناء دولة حديثة يكون فيها المواطن المصرى هو محورها الأساسي؛ حتى تشهد على ذلك الأجيال المقبلة، كما نفخر الآن بأجدادنا.

 

 من جانبه، أعرب الدكتور خالد العنانى عن بالغ سعادته بتشريف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لهذه الاحتفالية الكبرى التى يشهدها الآن العالم بأسره، كما رحب الوزير بالسفراء الذين تواجدوا اليوم ليشهدوا هذه الاحتفالية.

 

كما أعرب وزير الآثار عن امتنانه للدعم الذى تتلقاه الوزارة من جانب القيادة السياسية، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة للمساهمة فى استمرار الاكتشافات الأثرية الهائلة التى تُبهر أنظار العالم.

 

وأكد وزير الآثار أن الوزارة تعمل على بذل المزيد من الجهود خلال الفترة الماضية وحتى الآن؛ لإنهاء كافة الأعمال المُتعلقة بالاكتشافات الأثرية الجديدة، خاصة مقبرة "صف " والتمثال الثالث للملك رمسيس الثاني، علاوة على ترميم التمثال بمعبد الأقصر باعتباره آخر تمثال بالمعبد.

 

وأضاف الدكتور خالد العناني أن هذه المقبرة التى نحن بصددها تُعتبر هدية من مصر للعالم بأسره، فى إطار الاحتفال بيوم التراث العالمىّ، كما يُعد تراثاً للبشرية جمعاء.

 

وأشار الدكتور مصطفى وزيرى إلى أن هذا الكشف الأثرى سيعمل على توضيح بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتخطيط مقابر الأفراد بمنطقة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تم الكشف عن هذه المقبرة شمال مقبرة "روى" رقمTT255، وذلك بعد أن قامت البعثة الأثرية المصرية برئاسته من إزالة الردم الناتج عن الأعمال المتراكمة للبعثات الأجنبية منذ ما يزيد عن 200 سنة والذى كان يغطى المنطقة بأكملها.

 

وأشار رئيس المجلس الأعلى للآثار إلى أنه مع استمرار أعمال الحفائر وإزالة الردم تمكّنت البعثة من العثور على مقصورة كاملة من الطوب اللبن والبئر الخاص بها داخل فناء مقبرة الصفّ، مؤكدا أنها تعتبر أول مقصورة كاملة يتم العثور عليها بجبانة طيبة.

 

وأضاف: تُمثل المقصورة نموذجاً كاملاً لمقبرة من الطوب اللبن، مقبية ذات فناء صغير من الحجر يتوسطه بئر عميق، كما أثبتت الدراسات الأولية أنه من الأرجح تأريخ هذه المقصورة لفترة الرعامسة؛ نظراً لوجود أمثلة مشابهة لها بجبانة دير المدينة.

 

وأشار إلى أن البعثة عثرت أيضاً على ستة مقابر أخرى أسفل فناء المقبرة الصفّ وهو ما يمثل المستوى الثانى من المقبرة، حيث تم فتح مقبرة صغيره منها و الخاصة بشخص يدعى شسب كان يعمل كاتبا لمخزن الملك.

 

ونوّه إلى أنه تم العثور على العديد من الملقى الأثرية منها مجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتى المختلفة الأحجام والأشكال و المصنوعة من الفيانس الأزرق و الخشب، و قناع مجمع من الكارتوناج، وأكثر من 50 ختما جنائزيا لبعض الأشخاص الذين لم يتم العثور على مقابرهم حتى الاَن، كما عثرت البعثة أيضا على بردية كاملة مكتوبة بالكتابة الهيراطيقية وملفوفة بخيط من الكتان، بالإضافة إلى عُملة بطلمية من البرونز المخلوط بالنحاس من عصر الملك "بطليموس الثاني"، ومجموعة من الأوستراكات المصنوعة من الفخار، والجزء العلوى لغطاء آنية كانوبية مصنوعة من الحجر الجيرى على شكل قرد يُمثل المعبود "حابى" أحد أبناء حورس الأربعة.

 

وقال الدكتور مصطفى وزيري: تتميز المقبرة الصف بوجود مجموعة من المناظر الملونة والواضحة على أعمدة مداخلها ، وتحمل نصوصا سجل فيها اسم صاحب المقبرة، وألقابه حيث يحمل صاحب المقبرة العديد من الألقاب وهى الأمير الوراثي، العمدة، ورئيس الخدم،  وحامل ختم ملك مصر السفلى، وحامل ختم ملك مصر العليا، بالإضافة إلى مناظر أخرى لصيد الأسماك والطيور والتى تظهر محتفظة بألوانها الزاهية، وبقايا منظر لحملة القرابين ومناظر للوليمة، والموكب الجنائزىّ.

 

وأوضحت الباحثة الألمانية "فردريكا كامب"، المسئولة عن تسجيل المقبرة، أن المقبرة يتقدمها فناء كبير جداً بعرض 55م يؤدى إلى مقبرة صفّ بها 18 مدخلا وبذلك تكون المقبرة هى أول مقبرة فى جبانة طيبة يوجد بها هذا العدد من المداخل، حيث أن أقصى عدد وُجد فى مقابر الجبانة يصل إلى ما بين 11 أو 13 مدخلا،  لافتة إلى أن هذه المقبرة تُعد أول مقبرة من نوعها يكون عدد مداخلها زوجياً وليس فردياً، وفى ركنها الشمالى بئر يصل عُمقها إلى نحو 11م، وفى ركنها الجنوبى يوجد بئر آخر تقريباً على نفس العمق.

 

وأشارت الباحثة إلى أن المقبرة معمارياً ترجع لعصر الأسرة 17، وأعيد استخدامها فى بداية الأسرة 18 حتى عصر الملكة "حتشبسوت"، إلا أنه يوجد نموذجان من المقابر فى جبانة طيبة تماثل هذه المقبرة معمارياً وأيضاً من خلال المناظر المسجلة عليهما وهما: (TT81- K-150-) وترجعان لعصر الملك "تحتمس الأول"، مُرجحة أن يكون صاحب هذه المقبرة قد خدم فى فترة حكم الملك "تحتمس الأول".

 

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة أنه ليس هناك مكان فى العالم يعبر عن التراث والحضارة الإنسانية مثل مدينة الأقصر الخالدة، حيث تعد مدينة طيبة القديمة وجبانتها واحدة من المناطق المصرية السبعة على قائمة التراث العالمى.

 

وشددت على أن الدولة المصرية تضع الحفاظ على آثارها وتراثها على رأس أولوياتها، ليس فقط من منطلق أنه حق للأجيال القادمة ولكن إيمانا منها بأنه تراث إنسانى يجب الحفاظ عليه من أجل البشرية بأسرها وهو ما يتفق مع مبادئ التنمية المستدامة للأمم المتحدة التى تتبناها وزارة السياحة فى استراتيجيتها الحالية التى تهدف من خلالها إلى تطوير قطاع السياحة، فنحن جميعا نتطلع الى المستقبل لكننا متمسكون بجذورنا وأصالتنا وتاريخنا العظيم.