التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:02 ص , بتوقيت القاهرة

نحت البيوت فى الجبال .. منازل القفل أهم معالم التراث بالإمارات

ساحتها من باب خشبى ضيق بين صخور الجبال يمنع أى محاولات للحيوانات المفترسة اقتحامها ، و ارتفاعها عن سطح الأرض لا يتجاوز متر ونصف وفى داخلها كل سبل المعيشة، وعلى جوانب الحوائط تعلق السيوف والخناجر وأسلحة تقليدية.

 

منزل القفل، وهو الاسم لبيوت نحتت تحت سفوح الجبال فى إمارة رأس الخيمة والفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا تزال بقاياها حاضرة تحفظ لذاكرة أبناء الجيل الحالى من أبناء الجبال فى الإمارات كيف كان يعيش الأولون من آبائهم وأجدادهم.

 

 

"دوت مصر"، عايش جانبا من استحضار حياة سكان جبال الإمارات فى الماضى فى بيت "القفل"، أحد أهم معالم تراث البيئة الجبلية المجسدة بكامل تفاصيلها فى يوميات الشارقة التراثية.

 

ويقول "راشد الظهورى"، وهو أحد أحفاد قبيلة الظهوريين الذين كانوا يتخذون تلك المساكن منازل لهم فى الماضى.: "إنه يمثل عبقرية الأجداد عندنا فى الجبال"، لافتا إلى أنه يبنى وسط الجبال وليس فى أى أرض خلاء، ومدخله مقابل شروق الشمس، للاستفادة من إشراقتها الأولى فى دخول أشعتها لداخل المنزل لتطهره وتبعث الدفئ فى جنباته، مستطردا أن المنزل يسكن فى الشتاء فقط.

 

ويضيف أن المنزل يبنى تحت سفوح الجبال بعد أن يتم حفر ونحت موضعه تحت سطح الأرض بما يقارب متر ونصف على مساحة تقريبية 11 مترًا وبحائط من مكونات الحصى الكبير.

 

ويقول "الظهورى"، أنه قبل الشروع فى عمل السقف يتم من أعلى إدخال أوانٍ فخارية كبيرة تستخدم فى تخزين الماء، وتسمى باللهجة المحلية "الخروص"، ويتم إدخالها مسبقا لكبر حجمها، ولأنه يصعب مرورها من الباب فهو يصمم على مساحة تسمح بدخول الشخص فقط كعامل أمان وحماية، وحفاظا على دفئ البيت.

 

ويشير "الظهورى"، إلى أنه يتم سقف المنزل من جذوع قوية لأشجار معمرة تنبت فى المناطق الجبلية وهى شجر المزى والسدر والسمر، نظرا لصلابتها ومتانتها، ثم توضع فوق جذوع السقف صفائح تسمى "الصفى"، لتمنع سقوط الماء والطين داخل البيت، ويكون سطح البيت من فوق مدبب شيئا ما، حتى لا يتجمع ماء المطر ويطرد من كافة الاتجاهات فور سقوطه.

 

 

ويقول "الظهورى" أنه داخل المنزل توضع كل مؤن الحياة اليومية وأدوات المعيشة وأهمها سلاح "الجرز"، وكما يطلق عليه باللهجة المحلية "اليرز"، ويأخذ شكل فأس مصغر، ويصنع من المعدن، فضلا عن السيوف والخناجر التقليدية بأحجامها المختلفة، وأدوات حفظ الماء والطعام واللبن وتعلق الفوانيس التقليدية للإضاءة التى تعتمد على الفتيل المشرب بالزيت.

 

ويضيف ، أنه يفتخر بعرض تراث أجداده القديم فى فعاليات أيّام الشارقة التراثية ليشاهدها كل العالم، لافتا إلى أن البيوت الجبلية لا تزال حاضرة فى مناطق رأس الخيمة والفجيرة، وتم إصلاح وترميم ما ورثوه عن ما سبقوهم منها.