التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:16 ص , بتوقيت القاهرة

الموتي يغرقون فى مجاري الفيوم.. والأهالى: أنقذونا

غرق الموتي
غرق الموتي

مشاهد تدمى لها القلوب فى مدينة السنباط بمحافظة الفيوم فقد تسمع عن غرق بعض المقابر فى مياه الصرف فتجده أمراً مأساوياً أما أن ترى ذلك بعينك فهو أمر أخر.

يذهب محمد إلى مقابر قريته بالسنباط ليدفن عمه بجوار والده كما كانت الوصية،فقد أصبحت العادة فى القرية أن يذهب أهل المتوفى للمقبرة لرؤية مدى الضرر وهل هى غارقة اليوم أم ان منسوب مياه الصرف منخفضة.

فيجد محمد المقابر غارقة فيستدعى التربى لفتح المقبرة ليطمئن على جثمان والده الذى يستعد لإستقبل أخيه بعد ساعات،وفور فتح الباب الحديدى الصغير يخرج جثمان الأب، نعم يخرج ما تبقى منه ملفوفاً بالكفن إلى خارج المقبرة طافياً فى مشهد لا ينسى ليحمله إبنه بكل أسى مع التبرى ويضعه فى مكان جاف ليقوموا بوضع كميات كبيرة من الرمال حتى يتثنى لهم الدفن مرة أخرى مع علمهم أن المتوفى الجديد سيغرق بعد دفنه بساعات.

مشهد يتكرر وقلوب تتمزق لرؤية ذويهم يطفون على مياه الصرف فور فتح المقابر لدفن شخص أخر مأساة يرويها رفعت أحمد عباس أحد أبناء قرية السنباط: أحنا بنفتح المقبرة نلاقى الميت عايم على وش المياه ده يرضى مين ياريت المسئولين يحسوا بينا شوية.

يقول حمادة السنباطى أحد أهالى قرية السنباط أن الأهالى تحملوا لسنوات غرق منازلهم وشوارع قريتهم فى مياه الصرف الصحى واشتكوا كثيرا للمسئولين دون جدوى ولكن بوصول الأمر إلى المقابر وإهانة جثث الموتى فهذا وضع لا يمكن تحمله ولا يستطيع الأهالى الصبر على هذا الوضع كثيرا فعندما يتوفى أحد أهالى القرية نقوم بتغسيل الجثة وتكفينها ثم نذهب للمقابر أولا قبل الإعلان عن حالة الوفاة وموعد الدفن ونتفقد المقابر ونبحث عن مقبرة لا تغرقها المياه وعندما لا نجد نقوم بشراء الرمال ونقلها بسيارات على نفقة أسرة الميت ويتم فردها على مياه الصرف الصحى وحينها نرى مشاهد تفطر قلوبنا حيث نجد جثث الموتى السابقين تطفو فوق بركة من مياه الصرف الصحى وبعد فرد الرمال نوفر مكان لدفن الميت الجديد وسط دموع ذويه ليس لموته وفراقهم له فقط بل لعلمهم أنها ساعات قليلة وستطفو جثته وستغرق فى مياه الصرف وسط الروائح الكريهة، وعن فقراء القرية أكد أنه عندما يتوفى أحد الفقراء ولا تتمكن أسرته من توفير النقود لشراء الرمال لتوفير مياه لدفنه تنتظر جثة الميت حتى يجمع أهالى القرية النقود لأسرته ويشترون الرمال ويغطون مياه الصرف الصحى.

وأضاف محمد جمعة أحد أهالى قرية السنباط أن مشكلة القرية الأساسية هى عدم وصول خدمة الصرف الصحى والقرية عبارة عن ارتفاعات وانخفاضات وهو ما جعل مياه الصرف الصحى تغرق العديد من المنازل وتحملنا لسنوات ونقوم بجلب الأتربة والرمال ولكن ما يحزننا غرق المقابر لافتا إلى أن الأهالى بذلوا كل ما فى وسعهم من أجل وصول الصرف الصحى للقرية وحل المشكلة حيث أنه فى عام 2008 طلبت هيئة الصرف الصحى توفير قطعة أرض لعمل محطة رفع وتوصيل الصرف الصحى للقرية وبالفعل جمعنا مبلغ من الأهالى وقمنا بشراء قطعة الأرض وسلمناها للهيئة ولم يتم إنشاء محطة الرفع وبعد ذلك طالبتنا الهيئة بتوفير قطعة أرض لإنشاء محطة معالجة وبالفعل تم تخصيص قطعة أرض وتم تسليمها للهيئة فى 1 نوفمبر 2017 وبعد ذلك طالبوا بطريق للمحطة فتبرع الأهالى من أراضيهم وخصصوا طريق للمحطة، وأصبحت المشكلة الآن فى توفير الاعتماد من الهيئة، وأصبح هناك خلاف بين الهيئة القومية للصرف الصحى والشركة المنفذة للمشروع لأن هناك فرق أسعار تصر عليه الشركة المنفذة والهيئة تصر على عدم الدفع.