التوقيت الخميس، 09 مايو 2024
التوقيت 04:09 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. نور الإبداع ينتصر على ظلام الإرهاب بسيناء

لم يركن الأدباء من الشعراء والروائيين من مختلف الأعمار بشمال سيناء، لمحاولات إظلام ديارهم، واتخذوا من المقاهى والدواوين ركنًا لهم يطلقون منه حروف إبداعاتهم، فى تحدٍ بلغة الإبداع التى يجيدونها لكل أعداء الموت على أرضهم، وهم يصدحون بنصوص أدبية تنادى بالحياة وتعظم الصمود وتؤجج لروح التضحية من أجل الوطن ولا تتجاهل أحاسيس المعبرين عن واقع مهموم وأمل فيما هو أفضل، ويزيدها تألقا كلمات الحالمين والعشاق والمغادرين لزمن المستقبل.

 

إبداعات المثقفين تحولت لأمسيات وجلسات وندوات جميعها فعاليات تنعقد فى مدينة العريش بشكل منظم أحيانا وعشوائى فى أحيان أخرى، يجتمعون بأعداد تتغير فى كل جلسة من أعمار مختلفة سيدات ورجال، يلقون على مسامع بعضهم البعض وجمهورهم ما تجود به قريحتهم من شعر وقصة ونص أدبى، تتحول الجلسات التى تجمعهم أحيانا لمساجلات يهدئ منها تدخل أحدهم ناقدا لنص أو مقترحا لإضافة معنى بديل.

وفى وصف للمشهد قال الشاعر محمد عابد، أنهم وأدباء ومثقفين فى مدينة العريش، ورغم الظروف التى تعيشها مناطقهم إلا أنهم لم يحبسوا حروف إبداعاتهم فى هذا الواقع وتحدوه، وهم رجال وسيدات كبار وصغار يلتقون اسبوعيا فى جلسة أدب خلالها يلقون على مسامع بعضهم البعض جديدهم، كما يحضر ويشاركهم الشباب الموهوبين ليستفيدوا من سجالات الأدباء ويسمعون منهم تصحيح نصوصهم.

أضاف أن هذه الجلسات لا تتجاهل شؤونهم كأدباء وفيها يناقشون تجهيزاتهم للندوات الرسمية ومشاركتهم فى المؤتمرات وغيرها من الفعاليات داخل المحافظة وخارجها، مشيرا إلى أن هذه الجلسات بمثابة روح لهم تثبت وجودهم.

واعتبر الشاعر "عبدالقادر عيد عياد"، رئيس نادى الأدب المركزى بالعريش، أن هذه الجلسات والأمسيات والندوات هى مسايرة من مثقفى شمال سيناء لواقعهم وإصرار على أن لا تنطفئ شعلة الإبداع.

أضاف أنهم يجتمعون ويلتقون فى أمسيات قد تكون فى مقاهى أو فى أندية، كما تجمعهم الندوات والفعاليات الرسمية فى المكتبات وكذلك الأمر فى لقاءات مع طلبة المدارس الثانوية والجامعات، وكل هذا ليقترب الأديب من جمهوره.

وقال " نعتبر الفعاليات تحدى يشرفنا أن نستمر فيه ضد كل ظلام فنحن أحد حملة التنوير"، واستطرد رئيس نادى الأدب المركزى بالعريش، أنه لذلك لا غرابة أن يعد أدباء شمال سيناء عدتهم لاستضافة أول مؤتمر للثقافة لليوم الواحد يشارك فيه أدباء محافظات سيناء والقناة، وهى محاولة جديدة أن يصدح صوت الثقافة عاليا فى مدينة العريش.

وتابع "هناك أنفاس على قيد الحياة"، بهذه الكلمات استدلت الشاعرة ميرفت أبو فخر على فعالية كانت تشارك فيها وسط مجموعة من الشعراء".

وقالت أبوفخر، أنها وفى ليلة من ليالى العريش قطعت مسافات بعيدة وهى سيدة لتصل لركن المثقفين وتشارك بشعرها فى أمسية من أمسياتهم، لأنها تعتبر أن مدد غذاء الروح لايكتمل للشاعر بدون أن يلقى ما بداخله على مسامع حضوره من جمهور وناقدين.

واستكمل الحديث المخرج والكاتب المسرحى "مجدى الشريف"، بقوله أن هذه اللقاءات هى تواصل للأجيال وان تتم فى أى مكان فهو أمر طبيعى، ولكن فى مدينة العريش فهذه رسالة أن أصحاب الإبداع يشاركون فى التحدى، وأنهم وجه آخر لصمود أهالى سيناء، وأنهم فى العريش يتواجدون وحتى يوم الدين فالتاريخ شهد على كثير من المحن التى زالت وسيزول كل شر.

وقال الشاعر الدكتور سمير محسن "من هذا الموقع المتميز الفريد ومن هذه البقعة الغالية على القطر المصرى نقول إننا لازلنا نقهر الواقع ونستمد من حالة نعيشها إصرار على تخطى الصعب، ونبدع لرفعة شأن الوطن وسيناء بدخل قلب الوطن، نحمل هذا الزخم من اجل أن نعرف الاخر ونخوض مشروع التنمية بصدق وأمانة حروفنا.

وقال محمود حامد والى وهو شاب، "أنه يسعى أن يكون شاعرا لذا يحرص على المشاركة فى الأمسيات، ويلقى على الشعراء الكبار بما يجود به، مضيفا "اشعارنا نقول ما بداخلنا ونهزم الإرهاب بأبيات القصيد وأملنا أن القادم افضل وتعود بلادنا كما كانت".

وقال القاص "محمود طبل"، أن الأدباء ورغم الظروف لديهم إصرار على التواصل، وتجدهم فى أى مكان يتخذون لهم مجلسا، مضيفا "أنه من حسن الطالع فى هذا السياق أنه بدأ العد التنازلى لافتتاح قصر ثقافة العريش، الذى كان مغلقا لسنوات، لتعود من جديد روح الإبداع تنطلق من أهم موقع ثقافى فى شمال سيناء".

وتابع قائلا "ما نراه ونتابعه لملتقيات أدباء شمال سيناء وحرصهم على تجددها يحمل معنى أن بلدنا عصية على كل عدوان، على كل متمرد وعلى كل حزن وعلى كل جاهل وأن السعى للأجمل هو ما بداخل كل قلب".

وأشار أحمد نبيل، إلى أنه يشارك للمرة الثانية فى أمسيات أدبية بالعريش، لافتا أنه يكتب شعر ويسعى لتطوير مايكتب، ووجد فى هذه الأمسيات متنفسه ومبتغاه وأمله أن يخرج منها شاعرا مشهورا يمتلك ناصية الحرف وقوة المعنى.

وبدوره اعتبر الناقد الدكتور صلاح فاروق، الذى يشارك بحضور هذه الأمسيات والجلسات، اينما تنقلت من مكان لآخر، أن أدباء شمال سيناء ومثقفيها ليسوا فى معزل عما حولهم من قضايا وأحداث ومؤثرات، ولهم تفاعلها معها وهذه الفعاليات هى جزء من محاولات العبور وتخطى على كل الصعوبات.

 

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية