التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 11:05 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. مكامير الفحم كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين بالفيوم

أدخنة كثيفة تتصاعد مساء كل يوم تحجب الرؤية، ولا تستطيع معها التنفس إلا بصعوبة، قد تتخيل أن هذا الوضع فى صحراء بعيدة لا يسكنها بشر، ولكن هذا الوضع بوسط الكتلة السكنية بمنطقة كوم أوشيم، بمركز طامية على طريق القاهرة - الفيوم، حيث تنتشر مكامير الفحم، والتى يتم خلالها دفن الفحم فى حفرة عميقة ووضع المازوت عليه وإشعال النيران فيه، ثم النزول عليه بمياه حتى يتفحم فتنبعث الأدخنة بكثافة وتتزايد بعد وضع المياه على المازوت، وهو ما يجعل المواطنون يعيشون وسط كابوس دائم اسمه مكامير الفحم.

 

والتقى " دوت مصر" الأهالى حيث طالبوا بنقلها إلى الصحراء بعيدًا عن الكتلة السكانية، ورغم تقديم المواطنين بعشرات الشكاوى إلى المسئولين إلا أن مطالبهم لم تقابل بالقبول ولم يتم الرد عليهم فيها حتى الآن.

 

ومن جانبه، قال شريف سالم عبد الرحمن، أحد أهالى كوم أوشيم، إن مكامير الفحم أصبحت كابوس ينامون ويستيقظون عليه ويخافون من أضرارها الدائم على أبنائهم، متسائلًا: "من يتحمل أن يتنفس أبناءه الأدخنة دومًا، هل يتحمل أحد من المسئولين هذا الوضع؟، لو كانوا يرضونه على أبنائهم فلن نشتكى؟، لافتًا إلى أنه اشتكى كثيرا من مكامير الفحم دون جدوى، ولا يستمع إليهم أحد من المسئولين بل أن أصحاب المكامير أصبحوا يشعرون أن هذا حقهم وهذا عمل طبيعى لابد من ممارسته ولا علاقة لهم بأضراره طالما لم يعترضهم أحد من المسئولين".

 

وأشار عبد الرحمن، إلى أن مكامير الفحم يتم إشعال النيران بها منذ المساء، حتى اليوم التالى وتتصاعد الأدخنة فى القرية طوال الوقت وتتزايد مساءً.

بينما أضاف أحمد سيد محمد، من الأهالى، إنه أشتكى هو وأهالى القرية وتقدموا بعشرات الشكاوى، متابعًا: "لدينا 17 مكمورة فحم فى المنطقة من إجمالى 19 مكمورة على مستوى مركز طامية، وتسبب الضرر لأبنائنا حيث يتضرر منها أكثر من 60 عزبة بالمنطقة تصلها الأدخنة، والتى تتصاعد إلى أنفاس أولادنا وتصيبهم بالأمراض المختلفة دون أن نستطيع فعل شئ، ومعظم أبنائنا مصابون بحساسيات الصدر ورجح الأطباء عند الكشف عليهم أنها بسبب الأدخنة".

 

 وعن طبيعة المكامير، أشار محمد، إلى أنها عبارة عن حفرة يتم حفرها باتساع يبلغ حوالى 20 مترا فى 20 مترًا، وتكون تحت الأرض لمسافة تبلغ حوالى متر ويوضع بها خشب أخضر ويتم وضع مازوت عليه ويتم إشعال النيران فيه وتركه لفترة قد تزيد عن 48 ساعة ثم يقومون بإلقاء المياه عليه والمياه مع المازوت والنار يخرج أدخنة كثيفة فى كل مكان، لافتا إلى أنه فى فصل الشتاء يصعب التنفس من كثافة الأدخنة، مما يلجأ الأهالى إلى وضع الأقمشة أسفل أعتاب أبوابهم حتى لا ينفذ منها الدخان إلى الداخل.

 

وفى سياق متصل، أوضح سيد سالم عبد الرحمن، إلى أن أبناءه يتعرضون للأذى، بسبب هذه المكامير التى تتوسط الكتلة السكنية، على مرأى ومسمع من المسؤلين، مضيفًا:"أصبحنا نعيش وسط الأدخنة الكثيفة نتنفس بصعوبة ولا نعلم ماذا نفعل وإذا أصيب أحد أبنائى بسوء لن نترك هؤلاء الذين لا يبالون بأذية أبنائنا".

 

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية