التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 06:27 م , بتوقيت القاهرة

الشيخ عبد اللطيف وهدان: تعلمت على يد “إبراهيم الإسكندرانى”

هنا فى قرية كفر طمبول القديم التابعة لمركز السمبلاوين بمحافظة الدقهلية، يتجمع الصبية معًا للعب، غير أنه داخل مسجد على مشارف القرية يلتف بعض الصبية مكونين حلقة صغيرة أمام أحد أقرانهم بعد كل صلاة للاستماع إلى القرآن الكريم بصوته الصغير لتكون هذه الحلقة الصغيرة هى الانطلاقة الكبرى التى انطلق منها الشيخ القارئ والمبتهل عبد اللطيف العزب وهدان.

الشيخ عبد اللطيف العزب وهدان، يروى لنا كيف كانت بداية تعلقه بالقرآن الكريم وسر تحوله للابتهالات بعد نصيحة الشيخ إبراهيم الإسكندرانى، حيث يقول وهدان:"تعلمت القرآن الكريم على يد الشيخ عبداللطيف صابر، وهو جدى لأمى، وبعد فترة المرحلة الإعدادية ذهبت للشيخ إبراهيم البسيونى، وتعلمت على يديه أسس علم التجويد، وكنت أتمنى يسمعنى أحدًا خارج القرية، فقط كنت أقرأ فى أمسيات وغيرها وكنت متأثرا بالشيخ الشحات محمد أنور، وفى الابتهالات تأثرت بالشيخ على الزاوى والشيخ وحيد الشرقاوى، وقبل ذلك كنت أقرأ أمام زملائى فى المدرسة وفى الإذاعة المدرسية".

ويتابع وهدان:"كنت أقرأ فى عزاء جدى، وسمعنى الشيخ محمد اليسد ضيف والشيخ رزق خليل حبة، فقالوا لى أذهب للإذاعة، ولكن قبلها يجب أن تذهب للشيخ إبراهيم الإسكندرانى لتتعلم المقامات الموسيقية، وبالفعل ذهبت إليه فى منزله بالسيدة زينب، وتعلمت على يديه، ولكنه وجهنى للتقديم فى الإذاعة كمبتهل بعد استماعه لى".

ويضيف وهدان:"تدربت على بعض النصوص وتقدمت للإذاعة عام 1996 وكان اللجنة بها الشيخ أبو العينين شعيشع، والدكتور عبد الصمد الدسوقى، ومحمد عبدالحق، والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ محمود برانق وغيرهم، وأعطونى مهلة 6 أشهر، ولكننى انشغلت فى حفلات كنت أحييها، وفى عام 2010 دخلت لجنة أخرى وتم قبولى وسجلت فواصل وكان أول فجر لى فى شهر يوليو بالجامع الأزهر عام 2011، وتقدمت للإذاعة كقارئ قرآن عام 2017 ونجحت من أول لجنة ولكن حتى الآن لم أسجل".

وعن أول مرة يتلو فيها الشيخ العزب وهدان القرآن الكريم أمام جمهور يقول:"كان فى قريتنا إمام وخطيب المسجد شيخ اسمه بكر النادى، وكان يأخذنى معه المسجد أذن للصلاة، وبعد صلاة العصر فى إحدى الأيام، فوجئت ببعض الجيران يطلبون منى الحضور للتلاوة فى سرادق عزاء لأن الشيخ لم يأت بعد، وبالفعل استعرت جلباب وذهبت لأتلو، وأعجب بى الحضور وطلب منى مقيمى العزاء أن أحضر فى العشاء، فذهبت للشيخ بكر وأخذت منه جبة وقفطان وعمامة".

وحول تأثره بكبار المشايخ، يؤكد وهدان، أنه تأثر بالشيخ عبد التواب البساتينى، والشيخ حسن قاسم، قائلاً:"الشيخ حسن قاسم من أكثر المبتهلين الذين كانوا يحرصون على اختيار كلماته ويختار كلمات تناسب كل مناسبة دينية فمثلا فى رمضان يأتى بنص جديد عن رمضان، على عكس ما نحن فيه الآن فمعظم المبتهلين لا يجيدون اختيار الكلمات والنصوص المناسبة"، مشيرًا إلى أنه يستعين بشعراء حاليين وأحيانا يؤلف كلمات لنفسه، ونادرًا ما يستعين بكلمات من التراث.

ويسرد وهدان مثالا لكيفية اختياره الكلمات قائلاً:"حينما كانت الأحداث فى مصر متصاعدة بعد ثورة يناير، طلبت من الدكتور رفعت الحفنى، وكان دكتور مهندس وشاعر أيضا فطلبت منه أن يكتب كلمات تناسب الأحداث، فكتب لى :"مصر الكنانة رب العرش بانيها، لم تحن هاما لغير الله باريها ، كأنها نخلة فى الأرض منبتها وفرعها فى السماء يغزى أعاديها، الله أيدها فى الذكر حددها وجندها فى رباط الحق تحميها.. إلى آخرها"

ويرى عبد اللطيف العزب، أن المبتهلين فى مصر الآن لديهم فرصة أكثر من سابقيهم، لأن إمكانيات التسجيل والانتشار أكثر من خلال تكنولوجيا المعلومات، موجها نصيحة لهم بأن يهتموا أكثر بالنص والأداء، وأن يسعى المبتهلين الكبار للتواصل مع الشباب لإعادة تسجيل التراث القديم كاملاً.

وحول تحريم الابتهالات، يقول وهدان:"واجهت مثل هؤلاء كثير، وأرد عليهم بأنه حينما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، استقبله أهل المدينة بـ"طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، ورددوا أناشيد الترحيب بالرسول، كما أن شاعر الرسول كان سيدنا حسان بن ثابت، وهناك من الأدلة الكثير التى تؤكد أن الرسول لم يحرم الابتهالات ومديحه".

ويروى وهدان موقف لا ينساه، قائلاً:"كان يوم وفاة الشيخ السيد متولى، وكنت فى طريقى للعزاء فكتبت كلمات قلت ابتهال "وداعا وداعا لرمز الوفاء.."، ومن بعدها بدأ الناس يطلبون منى فى العزاءات هذا الابتهال، بالإضافة إلى ابتهال "أعز الناس فارقنى ودمع العين صاحبنى لحال الناس والدنيا.. إلى آخره".

ويختتم عبداللطيف العزب وهدان، حديثه بالحديث عن إحياء حفلات خارج مصر لتلاوة القرآن الكريم والابتهالات، حيث سافر إلى الهند والجزائر وكردستان وبلجيكا وفرنسا وتركيا، كقارئ ومبتهل، مؤكدا أن طموحه هو أن يسجل القرآن الكريم للإذاعة ويتم اعتماده قارئًا ومبتهلاً.