التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 02:52 ص , بتوقيت القاهرة

حكاية داوود اليانس.. "شندلر إفريقيا" من إثيوبيا لإسرائيل

في كتابه الذي يتناول قصة حياته تحت عنوان "سيرة ذاتية لديفيد اليانس"، " A Bazaar Life: The Autobiography of David Allianc" يشرح السياسي ورجل الأعمال البريطاني اليهودي من أصول إيرانية، ديفيد أليانس الدور الذي لعبه لصالح إسرائيل من أجل انقاذ "يهود الفلاشا" في أثيوبيا خلال الحرب الأهلية في بداية التسعينات.
ويشير أليانس في كتابه المتوقع صدوره في 26 فبراير الجاري أنه خلال السبعينات شارك في عملية لنقل الأطفال الأثيوبيين إلى إسرائيل، هؤلاء الأطفال ينتمون إلى يهود الفلاشا أو اليهود السود، الذين لا يسمح لهم امتلاك الأراضي، غير أن هؤلاء اليهود يطلقون على أنفسهم "بيتا إسرائيل".
وبحسب ما نقلته صحيفة التايمز الكندية من الكتاب، فإن اليهود في أثيوبيا كانوا يعيشون على المرتفعات المحيطة ببحيرة تانا بشمال أثيوبيا، وهم يتبعون التوراة في صلاتهم، وفي عام 1974 وصل "منجستو هايلي ماريم" المدعوم بالسوفيت إلى الحكم بعد الإطاحة بالإمبراطور هايلي سيلاسي، ونتج عن هذا الانقلاب وقوع حرب أهلية وأصبح بقاء اليهود على قيد الحياة أمر في غاية الصعوبة.



ويتابع أليانس: "وجدت نفسي متورطا في قضية بيتا إسرائيل، وبالرغم من أن بريطانيا هي وطني الجديد، إلا أنه خلال سنوات عديدة كنت أحظى بعلاقات وثيقة مع إسرائيل ومع عدد من رؤساء الوزراء"، ولكن بتولي رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن عام 1977، احتضن رئيس الحكومة الجديد قضية "بيتا إسرائيل"، لكنه كان يرى أن الطريق إلى هؤلاء اليهود يبدأ من السودان حيث كانت حكومتها ودودة كما سمحت لآلاف اليهود الأثيوبيين بالدخول إلى أراضيها.


وبالرغم من هذه الرؤية إلا أن بيجن كان لديه خطة أخرى وهو قيام رجل أعمال بإنشاء شركة في السودان تصبح طريقا للهروب المنظم لليهود، يقول أليانس: "حينما اتصل الإسرائيليين بمكتبي في مانشستر، اقترحت استخدام شركة British Northrop شركتي المختصة في صناعة النسيج، كغطاء" مضيفا: "ونتيجة لأن العملية أصبحت معقدة، طلب مني أن تدخل بشكل مباشر".



ويوضح ألياس أنه دعا رئيس الوزراء البريطاني السابق السير إدوارد هياث ليأتي معه إلى السودان من أجل التجهيز لمبلغ كبير للاستثمار في مزارع القطن، "وقد كان الاستثمار من خلالي في السودان ليس بالأمر اليسير، خاصة وأن النظام يرفض الحديث عن اليهود ومن الممكن أن أقع في مأزق، ولكن بعد مقابلتي بالإعلامية "أنا فورد" اقترحت علي أن اصطحب معي وزير المالية".


ويشير  إلياس في كتابه أن السودانيين كانوا في حرج من مسألة اليهود الأثيوبيين، لكن إثارة مسألة نقلهم إلى إسرائيل كان من الممكن أن يؤجج العالم العربي من جديد، يتابع: "حصلت على وظيفتي بالفعل في السودان لكن المشكلة الأكبر هو كيفية نقل الآلاف من اليهود من أثيوبيا حيث يعيشون في وضع مزري، إلى السودان استعدادا لنقلهم، فالسلطة الأثيوبية بقيادة منجستو أدركت أن اليهود سلاح جيد يمكن استخدامه لتوقيف المتمردين المسلحين جيدا والذين يفوزون في معركة تلوا الأخرى في المقابل كان يحمل المتمردين عداء لليهود".


بداية من التسعينات تلقيت مكالمات من مسؤولين إسرائيليين بالتفاوض مباشرة مع منجيستو، ومحاولة اقناعه بالتوقف عن إيذاء اليهود مقابل مساعدات مالية واستثمارات، لكن منجستو طلب من ألياس تسليمه أسلحة وأنه لا يريد المال.


غير أن الأحداث تواترت بشكل سريع، واستعدت إسرائيل لإرسال طائراتها لإطلاق عملية سليمان، وهي خطة جريئة لنقل 22 آلف يهودي من "بيتا إسرائيل" إلى تل أبيب قبل وصول المتمردين إلى العاصمة، لكن قبل أيام من إطلاق عملية سليمان في 21 مايو 1991 فر منجستو من أديس أبابا.


وفي 23 مايو أطلقت إسرائيل أنجح عملية نقل جوي، حيث تمكنت من نقل 14310 يهوديا من أثيوبيا على متن 38 طائرة.