التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:11 ص , بتوقيت القاهرة

بعد حوار إرهابي الدوحة.. هل تحاول قطر استفزاز إدارة ترامب؟

الإرهابي القطري
الإرهابي القطري

يبدو أن خروج الإرهابي القطري "علي المري" للحديث عن تعذيبه في الولايات المتحدة خلال فترة اعتقاله هي إحدى الوسائل التي تحاول قطر من خلالها الضغط على الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة، في الوقت الذي تسعى قطر لاستعادة قدرا من نفوذها في الداخل الأمريكي، وذلك بعد فشل كل محاولاتها لاستقطاب إدارة الرئيس ترامب، وذلك لدعمها أمام جيرانها الخليجيين في أزمتها الراهنة والقائمة منذ يونيو الماضي.

كان "المري" قد تناول، في حوار أجرته معه صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه تعرض للتعذيب والإساءة خلال 13 عاماً من السجن على الأراضي الأمريكية ويطالب بالمساءلة القانونية لمحققي مكتب التحقيقات الفيدرالي، موضحا أنه احتُجز في الحبس الانفرادي بدون تهمة لمدة ست سنوات في سجن بحري في كارولينا الجنوبية، وكان المواطن الوحيد غير الأمريكي المحتجز خارج معتقل جوانتانامو.

إثارة الإعلام

ولعل التصريحات التي أدلى بها الإرهابي القطري، والذي تم اتهامه بأنه مشارك في هجمات 11 سبتمبر والتي شهدتها مدينة نيويورك في 2001، تهدف إلى إثارة الجدل في الداخل الأمريكي خاصة مع اقتراب جلسة الاستماع التي يعقدها الكونجرس الأمريكي للتصديق على قرار ترامب بتعيين جينا هاسبل، والتي تناولها الإعلام الأمريكي باستخدام التعذيب خلال التحقيقات مع المتهمين المتورطين في تلك القضية.

تصريحات "المري" ربما لن يكون لها أي تأثير يذكر على التصويت داخل الكونجرس، إلا أنها ربما تحمل أهدافا أخرى تدور في معظمها حول إثارة حملة إعلامية جديدة لاستهداف الرئيس الأمريكي في المرحلة الحالية، في ظل الجدل الكبير حول سياسات ترامب في الداخل الأمريكي، وهو ما قد يساهم في تشويه صورة الرئيس الأمريكي بصورة كبيرة.

السلاح الحقوقي

إلا أن الحديث عن حقوق الإنسان من قبل الإرهابي القطري ربما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت قطر تنتوي استخدام نفس السلاح الذي استخدمته– وما زالت تستخدمه– لسنوات طويلة لإثارة الفوضى في داخل الدول العربية.

يقول الكاتب الأمريكي جوزيف جوسبيل، في مقال سابق بموقع "أميركان كونسيرفاتيف"، أن الحملات الإعلامية التي تستهدف ترامب، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ربما تساهم بصورة كبيرة ليس فقط في تشويه صورة ترامب، وإنما ستمتد تداعياتها على الحزب الجمهوري، والذي يبقى على بعد أشهر قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر القادم.

مصداقية معدومة

على الجانب الآخر، تناول الإرهابي القطري في حواره مع "الجارديان"، أنه لاقى حفاوة كبيرة عند عودته إلى قطر بعد سنوات الاعتقال في الولايات المتحدة، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء القطري، موضحا أن النظام الحاكم في قطر لا ينظر إليه باعتباره إرهابي، خاصة وأن الإرهاب مصطلح نسبي وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول ما إذا كان مثل هذه التصريحات تمثل اعترافا ضمنيا بدعم الإمارة الخليجية للإرهاب، بالإضافة إلى كونها تمثل تحديا صارخا للولايات المتحدة.

ولعل الحديث عن الدعم الكبير الذي تقدمه سلطات "الحمدين" الإرهابيين ليس بالأمر الجديد، فعلى الرغم من إصدار الإمارة الخليجية لقائمة بأسماء عدد من الإرهابيين إلا أنها قامت بتكريم بعض الأسماء الواردة في القائمة بعد أيام من صدورها، وهو الأمر الذي يعكس انعدام مصداقية الدوحة فيما يتعلق بقضية الحرب على الإرهاب.