التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:38 م , بتوقيت القاهرة

بعد إقالة تيرلسون.. قطر تخسر أهم داعميها في واشنطن

يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته ريكس تيرلسون هو نتيجة طبيعية للخلافات بشأن العديد من القضايا الدولية، ولعل أهمها الموقف من الاتفاق النووي الإيراني، والذي أعرب "ترامب" عن رفضه له أكثر من مرة، بينما تبنى "تيرلسون" موقفا مخالفا، بالتأكيد على ضرورة احتفاظ الولايات المتحدة بعضويتها في الاتفاق.

إلا أن إيران لم تكن الخلاف الوحيد بين ترامب ووزير خارجيته السابق، حيث أن أزمة قطر تقترب من موقف الإدارة الأمريكية من إيران، خاصة وأن العلاقات القطرية الإيرانية تعد أحد أهم الأسباب وراء القرار الذي اتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارة الخليجية في يونيو الماضي، وذلك عقب التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية، والمنسوبة لأمير قطر تميم بن حمد، حول أهمية العلاقات بين بلاده والدولة الفارسية.

انحياز لقطر

موقف "تيرلسون" من بداية الأزمة بدا منحازا لصالح قطر، على حساب جيرانها الخليجيين، وهو الأمر الذي يبدو مخالفا لتوجهات الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة وأن التسريبات المنشورة على وكالة الأنباء القطرية الرسمية، حول العلاقات بين الدوحة وطهران، تمثل خرقا صريحا لمخرجات القمة الأمريكية الإسلامية، والتي عقدت في الرياض في مايو 2017، والتي شددت على ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية من أجل مجابهة النفوذ الإيراني واحتواء الخطر الذي تمثله.

ولعل التغريدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بداية الأزمة، والذي اعتبر أن إجراءات الدول العربية تأتي في إطار الحرب على الإرهاب كانت تعكس وضوح توجه الإدارة الأمريكية القائم على دعم الإجراءات العربية ضد قطر.

الخاسر الأكبر

على الجانب الآخر، سعى تيرلسون إلى القيام بدور بارز من أجل دعم قطر، سواء عبر الزيارات التي أجراها إلى منطقة الخليج، من أجل القيام بدور الوساطة بين قطر وجيرانها من جانب، أو من خلال المحاولات التي بذلها من أجل تحسين صورة الإمارة الخليجية، عبر توقيع اتفاقية وقف تمويل الإرهاب، من جانب آخر، وهو الأمر الذي أبرز هوة الخلاف بين الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته السابق تجاه الأزمة الخليجية.

يقول الخبير السياسي السعودي، الدكتور أحمد الفراج، إن نظام قطر فقد أهم أذرعه وأكبر داعميه في واشنطن، وذلك بعد القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بإقالته، موضحا أن تيلرسون هو شريك تجاري مع قطر منذ قبل تعيينه وزير للخارجية، وهو الأمر الذي جعله وسيطا منحازا.

قرار مؤجل

يبدو أن القرار بإقالة وزير الخارجية الأمريكي لم يكن مفاجئا، حيث سبق لعدة منابر صحفية أمريكية أن نشرت توقعات مفادها أن "ترامب" ينتوي إقالة تيرلسون، بينما كانت تدور التوقعات في فلك اختيار مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إلا أن الرئيس الأمريكي نفى تلك التوقعات عبر حسابه على موقع "تويتر"

أوضح "الفراج" أن قرار إقالة ترامب كان متوقعا منذ عدة أشهر، إلا أن الرئيس الأمريكي آثر تأجيله نكاية في صحيفة "نيويورك تايمز"، والتي نشرت سبقا صحفيا في هذا الإطار، وذلك حتى يقوض مصداقيتها لدى الرأي العام الأمريكي.