التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 04:31 م , بتوقيت القاهرة

إصلاحات السعودية تكشف مفاهيم غائبة داخل إيران «العنصرية»

الخطوات التي تتخذها المملكة العربية السعودية نحو تحقيق الحداثة والانفتاح، يبدو أنها باتت تسلط الضوء على حالة الانغلاق التي تعانيها الدول الأخرى في المنطقة، وعلى رأسها إيران، في ضوء سعيها إلى التدخل في شؤون الدول العربية عبر بوابة الطائفية.


إلا أن الطائفية الإيرانية لم تقتصر بأي حال من الأحوال على صراعها مع الدول العربية، بينما تمتد إلى الداخل الإيراني، وتتوسع دائرتها لتصل إلى حد العنصرية، وهو الأمر الذي يبدو واضحا سواء في التعامل مع الأقليات الدينية داخل إيران، أو حتى في القيود المفروضة على المرأة الإيرانية.


مفاهيم غائبة


وعلى الرغم من أن اندلاع الثورة الإسلامية في طهران كان السبب الرئيسي في تغيير النمط الفكري للمجتمع السعودي واتجاهه نحو الانغلاق، إلا أن حالة المملكة قبل الخطوات الأخيرة التي اتخذها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف في الأساس إلى قيادة المملكة نحو الحداثة، دفعت العالم إلى الحديث عن المفاهيم الغائبة في المجتمع الإيراني، وأبرزها المواطنة، وحقوق الأقليات، وحرية المرأة.


ففي خطابه أمس أمام البرلمان الأوروبي، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إيران دولة لا تعترف بالمواطنة، وكل ما تقوم به هو التدخل في شؤون الدول من خلال الطائفية. وأضاف "علينا التعاون كي نلزم إيران بعدم التدخل في دول المنطقة"، وأضاف: "نقول لإيران كفى والثورة انتهت".


مسيحيو إيران


إلا أن حديث الجبير عن المواطنة ربما يكون أكثر شمولا، في ضوء تزامنه مع تقارير نشرتها عدة صحف أمريكية حول أوضاع المسيحيين الإيرانيين، خاصة بعد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منحهم حق اللجوء، وبالتالي تضعهم الإدارة الأمريكية بين خطر العودة إلى طهران من جانب، وخطر الحياة بشكل غير قانوني سواء في الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية الأخرى.


ولعل الموقف الأمريكي من اللاجئين المسيحيين، والمنتمين للطوائف الدينية الأخرى سببا في انتقاد العديد من المنظمات والنشطاء العاملين في مجال حقوق الإنسان.


تقول الناشطة الحقوقية نينا شيا، في تصريحات أبرزها موقع "واشنطن فري بيكون"، أن أوضاع اللاجئين الإيرانيين تبدو سيئة للغاية في المرحلة الحالية بعد رفض الولايات المتحدة لمنحهم حق اللجوء على أراضيهم، موضحة أن هناك حالة من الذعر بين العائلات الإيرانية الطالبة للجوء من احتمالات عودتهم إلى إيران حيث سيواجهون الموت هناك.


ويبدو أن قرار ترامب بحق طالبي اللجوء الإيرانيين يبدو متعارضا مع إدراك الإدارة الأمريكية للفظائع التي ترتكبها الحكومة الإيرانية بحق الأقليات الدينية، خاصة وأن مسؤولي الولايات المتحدة أعربوا مؤخرا عن دعمهم لحركة التمرد التي تشهدها طهران مؤخرا في ظل التظاهرات التي شهدتها مختلف المدن الإيرانية، والتي تعتبر أكبر انتفاضة شعبية منذ التظاهرات التي اندلعت هناك في 2009.


السعودية ملهما


السياسات العنصرية في الداخل الإيراني خاصة تجاه المرأة، من جانب آخر، كانت دافعا مهما للتظاهرات التي اندلعت في إيران، وهو ما يفسر مشاركتها الكثيفة في تلك التظاهرات، وهو الأمر الذي يفسر حالة الانفجار جراء القيود المتزايدة المفروضة على المرأة الإيرانية، مقابل الحريات التي تشهدها دول الجوار، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات، في هذا الإطار.


ففي مقال سابق منشور في صحيفة "همدلي" الإيرانية المعارضة، تقول الكاتبة آسارة كياني أن أوضاع المرأة الإماراتية شهدت تقدما كبيرا، حتى وصلت إلى منصب الوزيرة، بينما تبقى الإيرانيات محرومات من الحق في التعليم في بعض المحافظات الإيرانية.


في حين قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها في ديسمبر الماضي، بأن المرأة الإيرانية كانت شريكا مهما في مكافحة القمع الذي يمارسه النظام الحاكم في طهران، حيث كان الغرب ملهما لها، إلا ان الأمر شهد اختلافا كبيرا في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الحريات التي تحظى بها المرأة السعودية مصدر إلهام للمرأة في إيران.


اقرأ أيضًا..


فيديو.. «الجبير»: قطر ليست متاحف وباريس سان جيرمان بل دولة داعمة للإرهاب