التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

على درب أردوغان.. كيف تحاول قطر تصفية معارضيها؟

كشف المعارض القطري البارز خالد الهيل أنه تعرض إلى محاولة اغتيال في العاصمة البريطانية لندن، حيث اعتدى عليه شخص ملثم الوجه بسلاح أبيض، محملًا في الوقت نفسه النظام الحاكم في قطر المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء.


وأضاف الهيل، في تصريحات لقناة "الإخبارية" السعودية، أن المحاولة الفاشلة كانت مرتبة ومخطط لها بشكل جيد، موضحًا أن هناك كاميرات مراقبة سيتم العودة إليها، وأن الحادثة لن تمر دون ردع وإتخاذ إجراء رسمي.


إلا أن محاولة اغتيال أحد أبرز المعارضين القطريين يبدو مثيرًا للتساؤلات حول ما إذا كانت سياسة التصفيات سوف تكون الطريق الجديد الذي سوف ينتهجه تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، في ضوء التداعيات الكبيرة التي تحيط بهم في المرحلة الراهنة جراء الأزمة التي تعانيها الإمارة منذ القرار الذي إتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر منذ يونيو الماضي.


ذريعة "الانقلاب"


محاولة اغتيال الهيل تتزامن مع تصريحات أطلقها عدد من مسؤولي قطر، وآخرهم وزير الدفاع خالد العطية، والذي قال في تصريحات لعدد من الصحف الأمريكية، خلال وجوده في الولايات المتحدة، قبل عدة أيام، يزعم فيها أن هناك محاولات من قبل الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب؛ قلب نظام الحكم في قطر عبر تأليب القطريين على النظام الحاكم. فيما يبدو أن مصطلح "الانقلاب" أصبح بمثابة المفتاح السحري لمسؤولي تنظيم الحمدين، حتى يتمكنوا من استخدامها لارتكاب جرائمهم دون رادع سواء بحق مواطنيهم الرافضين لسياساتهم القائمة على الاستقواء بالقوى غير العربية على حساب أشقائهم العرب، أو بحق جيرانهم العرب، من خلال الإدعاء عليهم كذبًا.


سيناريو "أردوغان"


ويبدو أن نظام قطر يسير على نفس الدرب الذي سبق وأن سار عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي استغل محاولة الانقلاب الفاشل الذي استهدف نظامه في يوليو 2016، والتي قام النظام التركي بالترويج لها بصورة كبيرة، ليكون مسلسل الانقلاب هو السبيل أمام حلقة طويلة من البطش بحق المعارضين والصحفيين، بالإضافة إلى قيادات الجيش التركي، الذين يتبنون مواقفًا رافضة للسياسات التركية.


الرئيس التركي يسعى منذ ذلك الحين إلى استخدام لفظ "الانقلاب" لمجابهة كافة التقارير التي نشرتها العديد من المنظمات الدولية والحقوقية، بالإضافة إلى كافة الإدانات الأخرى الصادرة من مختلف دول العالم، لتبرير القمع الذي يمارسه بحق معارضيه في الداخل، بالإضافة إلى ضغوطه الشديدة على الدول الأخرى التي تأوى رموز المعارضة التركية لتسليمهم له.


البداية من تركيا


ولعل الملفت للانتباه، أن بداية الحديث عن خطة الانقلاب المزعومة على النظام القطري جاءت من تركيا، حيث نشرت مجلة تركيا، تدعى "جرتشك حياة"، تقريرًا في ديسمبر الماضي، حول محاولة "سعودية إماراتية" للانقلاب على نظام تميم، وهو الأمر الذي نفته السفارة التركية في أنقرة في حينه.


ولكن بالرغم من النفي القطري، عاد مسؤولو قطر للحديث عن محاولات الانقلاب على تميم، وهو الأمر الذي يعكس احتمالات حول تعرض حكام قطر لضغوط كبيرة من قبل أردوغان، والذي يعد بمثابة الحاكم الفعلي في الدوحة، للعودة من جديد إلى نغمة الانقلاب باعتبارها السبيل أمام تحقيق الأهداف المشبوهة.


اقرأ أيضًا..


بين فخري باشا وسليم الأول.. تاريخ أثار الجدل في مصر والإمارات