التوقيت السبت، 18 مايو 2024
التوقيت 06:31 ص , بتوقيت القاهرة

ذوو احتياجات خاصة غيروا وجه التاريخ

كتبت- مي الصباغ:

يذكر التاريخ أسماء الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة ومتحدى الإعاقة، الذين هزموا إعاقتهم الجسدية بالإرادة والعزيمة الصلبة، وحفروا على جدران التاريخ إنجازاتهم وإسهاماتهم، وصنعوا غدا أفضل للبشرية.. ضمت تلك الأسماء شعراء وعلماء وأدباء.. نرصد إنجازاتهم في السطور القادمة:

طه حسين
ولد عام 1889، فقد بصره فى الثالثة من عمره، لكن ذلك لم ينتقص من فكره ومعارفه التي مكنته من كتابة مؤلفات رائعة أشهرها "الأيام" عام 1929، ليروى فيها سيرته الذاتية.

يراه البعض من أبرز دعاة التنوير فى العالم العربي، اضطلع طه حسين خلال تلك الحقبة، وفي السنوات التي أعقبتها بمسؤوليات مختلفة، وحاز مناصب وجوائز شتى، منها تمثيل مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية بمدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوا محكما في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية، وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان، كما رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل.

وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراة الفخرية، ومثلها فعلت جامعة باليرمو بصقلية الإيطالية سنة 1965. وفي السنة ذاتها ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية. وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراة الفخرية. وفي سنة 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل. وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في أوروجواي حفلا تكريميا أدبيا له، كما تولى وزارة التربية والتعليم في مصر.



ستيفن هوكينج 

ستيفن هوكينج ولد في أكسفورد عام 1942، وهو من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء. أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراة في علم الكون. له أبحاثا نظرية في علم الكون، وأخرى في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، ودراسات في التسلسل الزمني.

يتميز هوكينج بالنشاط في الأعمال الاجتماعية والدعوة للسلم والسلام العالمي، وهو مساعد للطفولة وقرى الأطفال، وشارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق. وفي عام 2013 أعلن عن رفضه المشاركة في مؤتمر يقام في إسرائيل.

قد تفاجأ عندما تعلم أن هذا العالم المتميز أصيب بمرض عصبي، وهو في الـ21 من عمره، وهو مرض التصلب الجانبي "ALS"، المميت والذي لايوجد له دواء، وذكر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك جاهد المرض وعاش مدة أطول مما ذكره الأطباء، لكن المرض جعله مقعدا تماما غير قادر على الحراك.

واستطاع هوكينج مجاراة أقرانه من علماء الفيزياء والتفوق عليهم، رغم أن أيديهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق، إلا أن هوكينج كان يجري هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظي بلقب "كرسي الأستاذية"، الذي حظي به من قبل السير إسحق نيوتن.



فرانكلين روزفلت


لابد وأنك سمعت هذا الاسم مرارا وتكرارا، فهو الرئيس رقم 32 فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولد عام 1882، وتم انتخابه أربع فترات متتالية بين أعوام 1933 وحتى 1945. صنفه البعض بأحد أعظم ثلاثة رؤساء فى تاريخ أمريكا، بعد قيادة الحلفاء إلى النصر فى الحرب العالمية الثانية. 

روزفلت لم يكن مجرد رئيس، وإنما محارب ضد إعاقته؛ ففى 1920 أصيب بالشلل وهو فى عمر الـ39، جعله حبيس الكرسى المتحرك حتى وفاته عام 1945، لكن لم تمنعه إعاقته من حكم إحدى القوتين الأعظم فى العالم آنذاك. 




لودفيغ فان بيتهوفن


رغم أن بيتهوفن عاش منذ عدة قرون، إلا أن تأثيره الموسيقي على الموسيقى الكلاسيكية مازال حيا إلى الآن، فقد ألف 9 روائع موسيقية يعتبرها الكثيرون معجزات فنية، ويعد من أهم حلقات الوصل بين العصرين الكلاسيكي والرومانسي.

لم تكن موسيقى بيتهوفن هى المعجزة الوحيدة فى حياته، لكن كانت المعجزة الأكبر تحديه لإعاقته وهى "الصمم". التي لم تمنعه من ممارسة هوايته المفضلة في عزف وتأليف المقطوعات الموسيقية الرائعة، مستعينا بالإمساك بالقضيب الموصول بلوحة الصوت بالبيانو، والذي يصدر ذبذبات تجعله يستطيع تصور الأصوات التي يعزفها. 



لويس برايل


لا يزال المكفوفون يشعرون بالامتنان لـ"برايل" لأنه أضاء ظلام حياتهم، بابتكاره الطريقة المعروفة باسمه للقراءة بالحروف البارزة لغير المبصرين، متغلبا على فقدانه البصر في حادث أليم.

ورغم الإصابة، أحدث برايل ثورة بابتكاره نظام كتابة وقراءة، بتمرير الأصابع على الحروف المكتوبة، ويتم استخدام هذه الطريقة تقريبا فى كل اللغات المعروفة عالميا.



لويس باستور


كان لويس باستور كيميائيا فرنسيا مصابا بشلل الأطفال، وكانت الإصابة دافعا له للعمل على اكتشاف الجراثيم، وهو أول من توصل للبسترة والتطعيم ضد داء الكلب، وكان ذلك إسهاما عظيما منه فى حماية الإنسان من الأمراض والفيروسات والجراثيم. 



توماس إديسون


ولد إديسون عام 1847، وهو مخترع المصباح الكهربائي، الذي لم ينهزم أمام ضعف الذاكرة والصمم الكامل، الذى أصابه فى الثانية من عمره. 

لم تتوقف اختراعات واكتشافات إديسون عند المصباح الكهربائي وإنما أضاف ما يقرب من 1000 اختراع آخر، وهو أكبر رقم من الاختراعات عرفته البشرية حتى الآن.




هيلين كلير


ولدت هيلين عام 1880، وألّفت ما يقرب من 18 كتابا، كل منها يحمل طاقة إيجابية من الأمل والسعادة.

من أهم مؤلفاتها "يوميات هيلين كيلر"، "العالم الذي أعيش فيه"، "قصة حياتي"، و"أغنية الجدار الرخامي"، وترجم عدد من كتبها إلى أكثر من 50 لغة. كما حاضرت فى الجامعات الأمريكية وكتبت مقالات للصحف، رغم إصابتها بالصمم والعمى. 

لم تكن هيلين مجرد كاتبة أو أديبة وإنما نبع عطاء، فقد كرست جزءا كبيرا من مجهودها للأنشطة الاجتماعية، لمساعدة العميان، وسافرت إلى كثير من الدول لجمع التبرعات للجمعيات الخيرية المعنية بهذا الشأن، وعلى رأسها "المؤسسة الأمريكية لمساعدة المكفوفين".