التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 04:31 م , بتوقيت القاهرة

"الخيال" يمنح "لعبة العروش" لقب أنجح مسلسل في التاريخ

كتبت- سها السمان:

تحظى روايات الخيال، أو الفانتازيا، باهتمام خاص لدى صناع الدراما في هوليوود، خاصة الروايات التي يبتكر مؤلفها عوالم وشخصيات جديدة تمامًا، فيصبح الخيال هو اللاعب الأساسي، فلا مكان للإسقاطات أو التقارب في الأحداث أو الشخصيات مع الحقيقة، وتصبح إمكانيات الإبداع والإبهار أكبر وأكثر متعة، وربما كان هذا السبب سر نجاح المسلسل الأمريكى الشهير "Game of Thrones" "لعبة العروش" للكاتب الأمريكى جورج أر مارتن.


والمسلسل بأجزائه الأربعة التي عرضت حتى الآن، مأخوذ عن سلسلة روايات فانتازيا من سبعة أجزاء كلها تحمل اسم “The song of ice and fire” والكتاب الأول منها فقط يحمل اسم "game of thrones“، بدأها الكاتب الأمريكي "جورج أر مارتن" عام 1991، ولم ينته من كتابة الجزء السادس حتى الآن.

ومثل الكثير من الأعمال الملحمية العظيمة، فقصة كتابة السلسلة المأخوذ عنها المسلسل ترتبط بأحداث عايشها المؤلف الذي نشر أول رواياته عام 1971، وتم استقبالها في عالم روايات الفانتازيا باهتمام وتقدير، وتبعها عدد من الروايات الأخرى حصدت جوائز مثل جائزة برام ستوكر أو جوائز the world fancy award.

وتم تحويل بعض من هذه القصص إلى أعمال تليفزيونية وسينمائية، لكن رغم موضوعها الجيد، لم تحظَ هذه الأعمال بأي نجاح يذكر، وربما يرجع ذلك إلى ضعف الميزانيات التي كان يتم رصدها للعمل والتي لا تستوعب كم الإبهار والخيال المكتوب بالورق، وفي لحظة فارقة قرر جورج أر مارتن أنه سيتوقف عن كتابة سيناريوهات لأعمال هوليود، وأنه سيتفرغ تماما لكتابة رواية ملحمية بدون أي رغبة في تحويلها للسينما، فالورق وحده يسع خياله.

وبالفعل عام 1991، بدأ مارتن في وضع تصور لرواية تدور في عالم جديد تمامًا، تسوده الصراعات بين الملوك حيث يحكم الملك "تارجيريان"، قارة ويستروس ويسيطر على ممالكها السبع فتتحالف بعض الأسر في هذه الممالك مثل "لانيستر" و"ستارك" تحت راية روبرت باراثيون، للاستيلاء على العرش الحديدي، ويُقتل الملك تارجيريان الذى يهرب أبناؤه إلى قارة "اسو".

وهناك تنشأ ابنته دنيرياس تارجيريان وتتزوج من قائد أكبر قبيلة محاربة، لتبدأ محاولة إنشاء جيش لاستعادة العرش الحديدي، في الوقت الذى تسود فيه الصراعات على العرش مرة أخرى في وستروس بعد موت الملك باراثيون، وولي عرشه الملك "جوفري"، ووسط التناحر بين الأسر الحاكمة للممالك السبع، تواجه وستروس خطر هجوم قوات القبائل البربرية من الحدود الشمالية، التي يتولى الدفاع عنها حراس القلعة السوداء.

في البداية، قرر مارتن أن يكتب روايته في أربعة أجزاء، ولكن مع صدور الكتاب الأول عام 1996، والذي حمل اسم game of thrones وحقق نجاحًا فاق كل التوقعات وتربع على قائمة الروايات الأكثر مبيعًا لعدة شهور، اتخذ جورج مارتن قرارًا بأن يعطي كل شخصية وحدث المساحة التي يحتاجها فى الكتابة، وبالتالى وضع خطته بأن تصبح السلسلة سبعة أجزاء وفي عام 1998 صدر الجزء الثاني بعنوان "صدام الملوك" A clash of kings ثم الثالث بعنوان "عاصفة السيوف"A storm of swords.

أما الجزء الرابع "وليمة الغراب" A feast for crow”، فقد استغرق مارتن لكتابته خمس سنوات كاملة، اتفقت خلالها معه شركة HBO الشهيرة لإنتاج السلسلة كلها كمسلسل تليفزيونى بميزانية ضخمة، وهو المسلسل الذي أذيع موسمه الأول في أبريل عام 2011، بالتزامن مع طرح الكتاب الخامس للسلسلة "رقصة مع التنانين" A Dance with dragons ليتحول المسلسل إلى واحد من أنجح المسلسلات في تاريخ هوليوود، ويرشح لـ13 جائزة إيمي لأفضل الأعمال التليفزيونية، في الوقت نفسه تقفز مبيعات الأجزاء الخمس التي صدرت حتى الآن من سلسلة The song of ice and fire إلى ما يقرب من 24 مليون نسخة، وتم ترجمتها إلى 20 لغة.

المدهش أنه رغم مساحة الخيال الواسعة التي جعلت جورج أر مارتن يتحرك بحرية كبيرة، لكن طبقًا لما نشرته نيويورك تايمز، فإن التيمة الأساسية لسلسلة الروايات قد تكون مأخوذة من أحداث تاريخية عرفت بحرب الورود أو wars of roses في بريطانيا، والتي دامت لثلاثين عامًا في إنجلترا بين عائلتي لانكستر ويورك خلال القرن الخامس عشر.

ويتمنى الكاتب جورج مارتن، الذي يبلغ من العمر ستة وستين عامًا، أن ينتهي من كتابة الجزئين المتبقيين من سلسلة a song of ice and fire قبل أن يموت، ويتردد أنه كتب الخطوط العريضة لنهاية السلسلة وأعطاها للمسؤولين عن إنتاج المسلسل في شركة HBO حتى يستطيعوا إكمال أجزاء العمل في حالة وفاته، خاصة أن هذا المسلسل أصبح رسميًا بعد موسمه الرابع الأكثر جذبًا للمشاهدين في تاريخ أكبر شركات إنتاج الأعمال التليفزيونية العالمية بمتوسط 18.6 مليون مشاهد للحلقة الواحدة.