التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 03:49 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكراها الثانية.. معالي زايد الجريئة التي تحدت المجتمع

عائلة فنية بامتياز فوالدتها هي الفنانة آمال زايد، وخالتها هي الفنانة جمالات زايد، بينما تتصل بصلة قرابة بالسيناريست الفذ الكبير محسن زايد، نشأتها الفنية المميزة واختلاطها الدائم بالوسط الفني بواسطة العائلة، جعلها واحدة من الفنانات القادرات على تحدي نفسها في اختياراتها الفنية، لتصبح معالي زايد واحدة من الفنانات القلائل صاحبات الجرأة في اختيار الأدوار.


البداية من المسرح



معالي.. التي ولدت في 5 نوفمبر عام 1953، وتوفيت في 10 نوفمبر عام 2014-استطاعت أن تثبت جرأتها الفنية منذ بدايتها وتحديدا أول ملمح لتلك الجرأة الفنية ظهرت على المسرح، تحديدا عام 1983، حينما قدمت بالمشاركة مع الفنان محمد عوض والفنان نجاح الموجي والفنان سعيد عبد الغني، مسرحية المهزلة، والمأخوذة عن مسرحية المهزلة الأرضية للكاتب الكبير يوسف إدريس وإخراج شاكر عبد اللطيف.


في المسرحية قدمت معالي عدة أدوار مختلفة، فظهر زوجة الأشقاء الثلاثة كما ظهرت في دور والدتهم، وتلك هي الجرأة التي نتحدث عنها، حيث تقدم معالي وهي مازالت في بدايتها الفنية، ان تقدم في عمل مسرحي واحد عدة أدوار منهم دور سيدة مسنة، وتستطيع خلال مدة عرض المسرحية أن تتقمص وتؤدي كل شخصية كأنها لا تؤدي غيرها، دون أن يفلت من بين ايديها أيا من الشخصيات التي تلعبها، خاصة دور المرأة المسنة، هي جرأة تحسد عليها معالي بلا شك.


في عالم رأفت الميهي



3 أفلام هي حصيلة تعاون الثلاثي محمود عبد العزيز ومعالي زايد والسيناريست والمخرج الراحل رأفت الميهي، ثلاثة أفلام كانوا دليل لا يرقى إليه شك على جرأة الثلاثي في طرح قضايا وهموم اجتماعية وسياسية بشكل سينمائي جذاب.


البداية مع فيلم السادة الرجال، حيث كانت تنتظرها شخصية فوزية، تلك السيدة التي تتمرد على المجتمع الذكوري المحيط بها، وتقرر ان تخوض عملية تحويل جنس وتتحول لرجل كي تحصل على حقها في الحياة، وحالة الصراع النفسي بين أمومتها وانوثتها، واصرارها على استكمال التحدي لنهايته، دور قدمته ببراعة معالي زايد في الفيلم الذي عرض في عام 1987.



المحطة الثانية كانت فيلم سمك لبن تمر هندي في عام 1988، والحقيقة أن الجرأة هنا تنسب لفريق العمل بأكمله، فمجرد المشاركة في هذا الفيلم الذي ناقش العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، وتنبأ بالهيمنة الأمريكية على العالم قبل أن تصبح واقع ملموس في منتصف التسعينات بظهور مصطلح العولمة، إضافة لإعطاء " كتف قانوني" لعدد كبير من التابوهات ربما أبرزها مشهد المشرحة، وتحويل الطب إلى تجارة، ومشهد تمثيل الجنة والنار وغيرها من مشاهد محفورة في عقل المشاهد.



المحطة الأخيرة في عالم الميهي، صفعة سينمائية بمعني الكلمة، صفعة حملت اسم " سيداتي أنساتي" والذي عرض عام 1989، الفيلم الذي تمرد هو الأخر على المجتمع وناقش فكرة التعدد والعنوسة ومكانة المرأة من زاوية مخالفة، وأيضا الجرأة هذه المرة تحسب لطاقم الفيلم ككل بما فيهم معالي زايد، لكن تمكن معالي زايد من أداء دور "درية" في الفيلم، رغم تحولاته المختلفة طيلة أحداث الفيلم، وقدرتها على ترويض تلك الشخصية لتظهر بهذا الشكل، هي قدرة لا تخرج إلا من فنانة ذات موهبة ووعي كبير.


جرأة من نوع أخر



عام 1990 قدمت معالي زايد مع المخرج على عبد الخالق والسيناريست محمود أبو زيد فيلم البيضة و الحجر، وبعيدا عن الفيلم والذي يعد واحد من الأفلام الهامة في السينما المصرية التي ناقشت فكرة الجدل والشعوذة والإيمان بالخرافة، نجد معالي تقدم شخصية جديدة عليها، شخصية "الغسالة" الشرسة والمتوحشة، والغارقة في قاع الخرافة والجهل، استعدت معالي زايد للشخصية بكل الأدوات الممكنة من أول شكل الشخصية واكسسوارتها وطريقتها في الحديث وألفاظها، في الوقت الذي كانت تقدم فيه أدوار تتأرجح بين الفتاة أو السيدة ربيبة الطبقة الوسطى، او السيدة الارستقراطية، جاء فيلم البيضة و الحجر ليكشف أم معالي مازالت تملك تلك الجرأة التي طالما عودتنا عليها.



اما عام 1991 فقدمت واحد من أجرأ أدوارها في فيلم الصرخة مع المخرج محمد النجار وبطولة نور الشريف، ليس جرأة الدور التي قدمته معالي في تلك المشاهد التي تراها منتشرة على مواقع المشاهدة تحمل عبارات تجذب المراهقين، ولكن الجرأة في الموافقة على تقديم هذا الدور الذي يمكن وضعه في خانة " الشر" وقدرتها على التعامل مع تلك الحالة ان تقدم لأول مرة دور يمكن أن يرفضه الجمهور منها، ولكن جرأتها تربح في النهاية لتقدم معالي واحد من أفضل أدوارها في تاريخها.