التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 09:41 م , بتوقيت القاهرة

ليت "الفور إم" يعود يوما

ظهرت موجة الفرق الغنائية فى مصر مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، لتعلن التمرد على فكرة المغنى الأوحد في الأغنية المصرية. وأقبل الجمهور على هذا النوع المختلف من الموسيقى بشكل كبير، منها فرق "المصريين" و"الأصدقاء" وغيرها. من ضمن هذه الفرق ظهر "فور إم"، الذي كون عددا كبيرا من المعجبين، خاصة من جيل تلك الفترة.


 



يرجع تأسيس فريق "فور إم" إلى الفنان القدير عزت أبوعوف، واسمه بالكامل عزت أحمد شفيق أبوعوف، مواليد القاهرة عام 1948، وكان مولعا بالموسيقى منذ صغره، وتعلم العزف على الأورج في الابتدائية. التحق بمعهد الموسيقى "الكونسرفتوار"، وبعد تخرجه من الثانوية العامة أصبح عضوا فى فريق LES PETITS CHATS لمدة 16 سنة، والتي كانت تعد من أشهر الفرق الغنائية في السبعينيات، واشتهرت بأداء الأغاني الغربية الشهيرة.



كما كان له العديد من التجارب الموسيقية، مثل تنفيذ الموسيقى التصويرية لمسرحية “الدخول بالملابس الرسمية” لسهير البابلي، إلى جانب  المسلسلات التليفزيونية “ميزو” لسمير غانم، و“حساب السنين”، و“حكاية رجل سعيد”، و“رحلة هادئة”.


بعد انفصاله عن  LES PETITS CHATS، استعد أبوعوف لتكوين فريق غنائي مع الفنان طلعت زين، يحمل اسم "بلاك آند وايت"، لكن المشروع لم ينفذ بعد تحضيرات دامت لأكثر من ثلاثة أعوام، فشعر أبوعوف بإحباط شديد، واقترحت والدته تكوين فريق غنائي مع أخواته البنات الأربعة: منى مواليد 1955، ومها 1957، ومنال 1959، وميرفت 1961، وكلهن خريجات الجامعة الأمريكية.


ورغم أن والده أحمد شفيق أبوعوف، الملحن والمؤلف ورئيس اللجنة الموسيقية العليا، إلا أنه كان رافضا لانشغال أبنائه بالموسيقى خوفا أن تتأثر دراستهم، فكانوا يقومون بالبروفات الموسيقية في الخفاء ببدروم المنزل في حي الزمالك.


 



بعدها، أتيحت لهم فرصة للمشاركة في حفلات الإسكندرية الصيفية، وأقام أبوعوف وأخواته الكثير من التدريبات والتحضيرات استمرت 4 أشهر، فكان  ظهورهم لأول مرة على خشبة مسرح مهرجان الإسكندرية عام 1979، وتمت إذاعة الحفل على شاشة التلفزيون المصري على الهواء مباشرة، وغنوا أوبريت "الليلة الكبيرة" لصلاح جاهين، وتفاعل معهم الجمهور بشكل كبير. ويذكر أن الفنانة صفاء أبوالسعود رقصت معهم على المسرح. وبعد النجاح المدوي الذي حققه الفريق، اقتنع الوالد بموهبة أبنائه، ووافق على استكمال مسيرتهم الفنية، إلى جانب الاهتمام بدراستهم.


رابط اغنية الليلة الكبيرة فى برنامج سمير صبرى: 



وبدأ الفريق مشواره الفني بغناء الأغاني التراثية بأسلوب حديث وشبابي، يتماشى مع الموسيقى الإيقاعية السريعة، ومنها "التوبة" لعبدالحليم حافظ، "لا مش أنا اللي أبكي" لعبدالوهاب، و"أنا والعذاب وهواك". 


وتم تجميع هذه الأغاني وأخرى جديدة، قام أبوعوف بتأليفها وتلحينها، وضمها إلى ألبومهم الأول "الليلة الكبيرة"، إنتاج الشركة المصرية للموسيقى "صوت الحب".


رابط أغنية الوله ده: 



بدأ اسم "فور إم" يلمع في سماء الساحة الغنائية، فأحيى عددا من الحفلات في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ورأس البر، إلى جانب المشاركة في الأعمال الفنية، وكانت لهم مشاركة سينمائية وحيدة في فيلم "في الصيف الحب جنون"، خلال مشهد واحد فقط، إضافة لظهور خاص في مسرحية "عشرة على باب الوزير".


وصدر لـ"فور إم" ثمان ألبومات غنائية، تنوعت بين الإيقاع الغربي والشرقي وهي: "الليلة الكبيرة، جنون الديسكو، مغنواتي، لا عجبك كده ولا كده، ليالي زمان، متغربين، دبدوبة التخينة، خلي الستارة".



كما لعب "فور إم" دورا كبيرا في اكتشاف موهبة الفنان محمد فؤاد، حيث انضم لهم عام 1982، بعد أن تعرف عليه عزت أبوعوف، عقب حفلة في نادي الشمس الصيفية، وصدرت له "فرجت" و"متغربين" عام 1982، في ألبوم حمل اسم "متغربين".


وتوالت نجاحات "فور إم" على مدار 12 عاما، فأحيوا العديد من الحفلات الصيفية إلى جانب السهرات الغنائية في التلفزيون المصري، كما كان لهم جمهور عريق في الدول العربية، حيث أحيوا العديد من الحفلات في سوريا واليمن والأردن ولبنان والكويت، وكذلك أفراح أبناء ملوك وأمراء دول الخليج.


رابط أغنية خلي الستارة:


 


توقف النشاط الفني لـ"فور إم" نتيجة ظروف عائلية للأخوات الأربعة، فبعد الزواج والإنجاب لم يستطعن التوفيق بين حياتهن الأسرية والفنية، واتجه عزت أبوعوف وأخته مها إلى مجال التمثيل، ليكون الفريق واحدا من الفرق الموسيقية، التي شكلت وجدان شباب الثمانينيات والتسيعينيات.