التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 09:01 م , بتوقيت القاهرة

حوار| زين محمود: لما عشقت النبي خدت المديح فني

"روح يا نسيم الصبا بلغ سلام مِني .. لأحمد رسول الوري في الحشر يضمني.. مُغرم بحب النبي من شوقي وبغني.. لما عشقت النبي خدت المديح فني".. يعشق المديح والإنشاد، فقد تربى في بيت ينتمي إلى طريقة صوفية بعينها، وتُعقد فيه بشكل دوري حلقات ذِكر، توددا لرب الكون وتقربا لنبيه محمد، وعقب وفاة شقيقه قرر أن يكمل المشوار ليبقى على قيد الحياة، من خلال ما كان يقدمه، لذا تحدثنا معه عن بداية مشواره وسفره خارج مصر، وعن عشقه للسيرة الهلالية، فكان حوارنا معه كالآتي.


- فاكر أول إنشاد قدمته؟


كان المرحوم أخويا هو اللي بينشده في كل حلقة ذِكر، وكنت دايما لما أسمع جملة "لما عشقت النبي خدت المديح فني"، كنت بحب المديح أكتر ووقتها كان عندي 6 سنين، لكن بدأت أغني بالظبط وأنا عندي 13 سنة، وبعد وفاة أخويا بقيت أقول الإنشاد ده في بداية كل ذِكر.


- هل البيت كله كان مُحبا للمديح؟


الإنشاد كان دايما في البيت، لأن بيتنا بيت ذِكر وطريقة صوفية، وكان عندنا حلقة كل يوم سبت وأربعاء، وباقي الأيام بتبقى في باقي بيوت عيلتنا، فالواحد كانت إيده في الموضوع من الأول.



- إيه الفرق بين الابتهال والمديح؟


المُبتهل دايما بيقدم أدعية إلى الله، يعني طالب حاجة زي "يا رب ارزقنا.. فتح أبوابنا"، لكن المداح دايما يمدح في النبي ومش عايز حاجة، بيحب يبعت سلام للنبي، وأغلب اللي بيقدموه صوفيين وزاهدين في الدنيا.


- هل ممكن نصنف السيرة الهلالية على إنها إنشاد أو ابتهالات؟


السيرة الهلالية لا إنشاد ولا ابتهالات، لكنها مجموعة حواديت من القرن الـ11، بتتقال عن ناس كانوا زمان بيدافعوا عن الحق، ولأنها نقية جدا عاشت معانا لغاية النهارده، وكانت مكونة من 4 أشخاص هما كبار العرب "أبو زيد والزناتي خليفة، والسلطان حسن بن سرحان ورزق (جد أبو زيد)".



"ورشة الورشة"


- إمتى بدأت تتعاون مع حسن الجريتلي وورشة "الورشة"؟


في سنة 1988، لما كنت بحضر لأول عرض مسرحي في بني مزار بعنوان "غربة عبد الرزاق"، لأن إحنا في مصر دايما بنشتغل على الغربة والبُكاء، ومفيش حاجة تفرح الناس، وده بقى طقس إن كل واحد يسافر بره يرجع يعمل حلقة ذِكر، وحسن الجريتلي شافني يومها، وعرض عليا أكمل معاه في القاهرة.


عدى وقت لغاية ما بدأت أروح الورشة، وبدأ حسن يجيب لي مدربين، وفي عام 94 بدأنا تعاون مع الشيخ سيد الضوي عشان يعلمني السيرة الهلالية.



- وإيه الخطوة اللي جت بعدها؟


بدأت أدرب جروب الورشة على المربعات لأني كنت حفظتها، وبدأت أسأل نفسي هو ليه البنات ماتغنيش السيرة زي الراجل، طب ما البنات تغني لأن صوتهم ما شاء الله عليه وخسارة ما يخدوش حقهم، فدربت فاطمة عادل على السيرة، وبالتالي كانت أول واحدة تغني جزء من ديوان عامر الخفاجي.


وده فرحني جدا لأن اللي بيعلم حد حاجة بيبقى عايزها تعيش، وفاطمة كانت بتقدم السيرة زي ما علمتها لها بالظبط، وكان فيها من روحي.



"أنا بوحد اللي خلق الناس.. خلق مسلمين ونصاري.. وناس نامت على فرش وناس.. ناس ع المعايش حيارى، أصلي وسلم على النبي الزين.. مدحت النبي العربي العضم بطل صلايا، أمر النبي يا بلال قيم يا الزين.. يا أبو بكر قيم الصلايا".


"سيد الضوي"


- كلمنا أكتر عن علاقتك بسيد الضوي؟


عملنا رحلة للأقصر وقعدنا في فندق هناك، كنت أنا وحسن الجريتلي وخالد ونجيب الجويلي، وصديقنا مدحت فوزي (راقص تحطيب)، وبدأنا نبحث عن السيرة الهلالية، قابلنا وقتها أكتر من شخص بس مكانش متقبل الأمر، فبدأت أسأل على عم سيد الضوي، ووصلت له فعلا، وقلت له عايزينك تغني وتسمعنا السيرة في الفندق.


وجه فعلا، ومن بعدها عزمنا وروحنا بيته، ساعتها دبح خروف، وده كرم الصعايدة، وطلبت منه يدربني على السيرة، لكن بنت من بناته وقتها رفضت، بسبب تجربة سابقة مر بها، فقلت لها أنا عايز بس أغني وأبقى تلميذ عند عم سيد، مش أكتر من كده، وهو وقتها قال لي متاخدش على كلامها.



- أخدت وقت أد إيه في تعلم السيرة الهلالية؟


كنت بروح له في الشهر 10 أيام، في الأول قعدت في فندق، وهو رفض، وخلاني أقيم معاه في بيته، ودي كانت حاجة كبيرة قوي عندي، وكنت لحوح عشان أتعلم، لدرجة إنه أوقات كان يهرب مني، وهو بقى ليا أب مش بس مُعلم، وفي خلال سنة ونصف اتعلمت السيرة، صحيح مش كلها بس عرفت هيكلها كله، وضمناه للورشة في القاهرة وقدم حفلات هنا، وكنت مقدرش أغني قدامه خالص، لكن في حفلة في إسكندرية حسن قدمني، واستأذنته الأول فقال لي "غني يا ولدي".



"قد خاب عبدٌ لا يُصلي على النبي.. نبي عربي ما لي شفيع سواه.. نبي الهُدي لولاهُ ما نعرف الهُدي"


- ليه أكتر جزء بتحبه في السيرة هو "الخفاجي"؟


كنت بقول له كأني عِشت معاهم في الخيم، وده اللي اتعملته من عم سيد الضوي، لأنه مش بيحكي حدوتة، لكن بيكون كأنه عاش الزمن ده، وشاف كل حاجة فيه، وبالتالي كل لما بغني جزء "الخفاجي" وبيموت ببكي.