التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 12:43 م , بتوقيت القاهرة

بوند لا ينجو في Survivor

لفترة ما كان اسم المخرج جيمس ماكتيج ضمن قائمة عديدين لـ (مخرجين ينتظرهم مستقبلا باهرا)، بفضل عمله مع الأخوين واتشوسكي في ثلاثية The Matrix كمخرج مساعد، والتي فاز بفضلها بثقتهما كمنتجين، لإخراج الفيلم الشهير V for Vendetta 2006 عن سيناريو لهما.


البداية الواعدة جدا لم تُستكمل جيدا مع أفلامه التالية المتوسطة  Ninja Assassin 2009 - The Raven 2012،  وللأسف يأتي فيلمه الأخير الناجية Survivor 2015 كأسوأ محاولاته على الإطلاق؛ ليخرج حتى من قائمة (مخرجين جديرين بالمتابعة)، ويصبح من الضروري على سبيل الإنصاف مستقبلا، أن ننسب جودة V for Vendetta للأخوين واتشووسكي أكثر من أي عنصر آخر.



Survivor باختصار عن كيت (ميلا جوفوفيتش)، خبيرة أمن أمريكية تعمل في سفارة لندن، تنحصر مهمتها في فرز المتقدمين للسفر للولايات المتحدة، لتحديد أي مشتبه فيهم بصلات إرهابية. وبفضل نجاحها في تحديد أحدهم، يتم تفجير مقر عملها ككل، وتصبح الناجية المتهمة بالتورط في الحادث أمام رؤسائها، لتبدأ رحلة للهرب وتحديد الجناة، وإفشال مخططهم لهجمة إرهابية كبرى على الأراضي الأمريكية.


حتى مع حبكة مكررة من هذا النوع، كان من الممكن أن يتحول الفيلم لمزيج مشوق بين الهارب The Fugitive وأفلام وشخصيات الجاسوسية ذات الطابع السياسي من نوعية Jack Ryan. أو أن يصبح نسخة معدلة من فيلم Salt 2010 لـ أنجلينا جولي، ببطلة تستخدم ذكاءها أكثر من قدراتها القتالية. أو في أسوأ الحالات على الإطلاق، فيلم تقليدي غير مميز في أي شيء، لكن يحتوي على الحد الأدنى من مشاهد الأكشن المتقنة.



للأسف لا شيء مما سبق تحقق. الأحداث تتحرك في مسار دائري مكرر غير مشوق للبطلة التي تنجو من مطاردة بعد مطاردة، بدون أي تشويق أو مفاجآت أو ابتكار في طريقة تنفيذ أي منها، مع حوارات وشخصيات مكررة ومملة بطابع تسعيناتي نسبيا. 


الجدية في التناول لم تُثمر عن عمل مبتكر وسريع من نوعية أفلام Bourne، ومنعت الفيلم أيضا من التحول لفيلم أكشن حديث مسلي، بنوستالجيا أفلام الأكشن البسيطة في الثمانينات والتسعينات، من نوعية John Wick 2014 أو Olympus Has Fallen 2013 مثلا مؤخرا، الذي أنتجه نفس مُنتجي Survivor.  


اقرأ أيضا: كيانو ريفز والخلطة الأصلية للأكشن في John Wick


النجوم عادة نقطة دعم. وهو ما تحقق نسبيا مع ميلا جوفوفيتش نجمة أفلام سلسلة Resident Evil الشهيرة. في المقابل تواجد بيريس بروسنان نجم أفلام جيمس بوند السابق، في دور مختلف يظهر فيه أغلب الوقت من جديد بمسدس، لم يدعم الفيلم في شىء. الدور مكرر ومحفوظ حتى لو لم يقدمه هو من قبل. وفي كل مرة يظهر فيها في مطاردة كسولة أو مشهد أكشن ضعيف، يجر الفيلم للخلف أكثر وأكثر بسبب المقارنة الاجبارية التي يفرضها وجوده مع أفلام بوند، التي تحتوي بطبيعة الحال، على أجود وأقوى مشاهد الأكشن والمطاردات.  



في نهاية الفيلم تظهر لوحة تحية إلى الجهات الأمنية الأمريكية، التي منعت أكثر من 50 عملية إرهابية في نيويورك وحدها، منذ هجمات 11 سبتمبر. طبيعة الفيلم الساذجة وشخصياته الضعيفة، تجعل التحية هنا شبه إدانة لأداء ومستوى هذه الجهات.  


جيمس ماكتيج كمخرج يعود للوراء بقفزات واسعة. في The Raven 2012 يمكن على الأقل أن تلمح درجة من الطموح الفني في المحاولة رغم ضعف النتيجة، وفي Ninja Assassin 2009 توجد مشاهد أكشن على أعلى مستوى. في Survivor لا يوجد نهائيا أي شيء يستحق الإشادة.


Survivor إجمالا لو حذفت منه نجومه، لا يصلح إلا للتصنيف كعمل تليفزيوني تقليدي متواضع، ومن المؤسف وجود أسماء بهذا الوزن فيه. من الوارد أن نشاهد باقي العام ما هو أسوأ، لكن بكل تأكيد معنا الآن منافس شرس على لقب (أسوأ فيلم بأسماء كبيرة في 2015). 



باختصار:
بيريس بروسنان وميلا جوفوفيتش في فيلم أكشن وجاسوسية ممل درجة ثالثة، ينافس بجدارة على لقب (الأسوأ في 2015).


لمتابعة الكاتب